ليسوا شيوخا ولكن عملاء!!

فى ظل الأزمة الراهنة التى تتعرض لها الأمة الإسلامية ، ومن المسجد الذى أطلق عليه اسم مؤسس الوهابية محمد بن عبد الوهاب ، ومن قطر أول بلد عربى يعلن التطبيع مع الكيان الصهيونى ، وبجوار أكبر قاعدة أمريكية فى المنطقة العربية وهى قاعدة (السيليا) التى تعتبر مركز القيادة المركزية الأمريكية والموجودة فى قطر .
من هذا المسجد الوهابى ، ومن تلك الأرض المذللة لأمريكا ، والمفتوحة لخدمة إسرائيل وقف الشيخ القرضاوى يلقى خطبته التى استعرض فيها عددا من القضايا ، التى بدأها بالحديث عن القدس واعتداء الصهاينة على المسجد الأقصى ، مستنكرا تجاهل المسلمين للقضية الفلسطينية على الرغم من كثرة الأنفاق تحت المسجد والتى تهدده بالسقوط .
ونحن نرى أن أفعال القرضاوى تخالف أقواله ، فبالرغم من هذه المطالب إلا أن قطر التى يقيم بها القرضاوى فى رغد من العيش ينام ملأ جفونه ويأكل ملأ بطنه ، تفتتح مكتبا لرعاية المصالح الإسرائيلية! وأميرها يمتلك قصرا فى قلب إسرائيل ، ويزور إسرائيل سرا وعلنا ، ويبنى مستوطنات فى إسرائيل لحسابه الخاص ، وكل هذا يتم تحت سمع وبصر الشيخ القرضاوى!!
ونحن نطالبه - إن كان صادقا - أن يطالب أمير قطر بوقف التطبيع مع إسرائيل ، وأن يترك قصره فى إسرائيل ، وأن يتوقف عن بناء المستوطنات الإسرائيلية ، وأن يطرد القاعدة الأمريكية من قطر لأنها تمد إسرائيل بالسلاح لقتل المسلمين وانتهاك حرمة المسجد الأقصى!! وإن لم يفعل فصيحاته ليست إلا شعارات لا تسمن ولا تغنى من جوع!!
وكالعادة نصب القرضاوى نفسه حاميا على مصر ، فهاجم النائب العام متأسفا على صدور حكم البراءة ، ومتهما إياه ومن معه من قضاة بعدم الأمانة ، ومطالبا بأن تعاد القضية بأدلة جديدة!!
والحقيقة التى يعرفها القرضاوى أن من قتلوا الثوار فى التحرير هم الإخوان المسلمون ، والذين يعتبر واحدا منهم!! وأن الإخوان هم الطرف الثالث الخفى ، وقد ظهرت بعض أطراف هذا الطرف الخفى فى جمعة (يوم الحساب) حيث أظهر شباب الإخوان وجههم الحقيقى فقاموا بالاعتداء على المتظاهرين لمنعهم من التعبير عن رأيهم!! ولأن الإخوان يخافون من كشف جرائمهم فى ثورة 25 يناير فإنهم يحاولون صرف الأنظار عنهم بالمطالبة بمحاكمة من يسمونهم متهمى موقعة الجمل.
أما القضية السورية فلم يترك القرضاوى موقعه دون أن يبث سمومه فيها قائلا : موسكو فى هذه الفترة أصبحت عدوة أولى للإسلام والمسلمين لأنها وقفت ضد الشعب السورى، محتجا بأنها وقفت فى مجلس الأمن ضد إدانة النظام السورى!!
ونحن نسأله لماذا تجاهلت أمريكا ولم تصفها بأنها عدو للأمة؟!
أليست هى التى تساند إسرائيل التى تحدثت عن اعتداءاتها على المسجد الأقصى؟!
أليست هى التى تمد إسرائيل بالأسلحة التى تقتل بها الفلسطينيين؟!
أليست هى التى تستخدم حق الفيتو فى مجلس الأمن لحماية إسرائيل من العقوبات؟!
ترى لماذا تجاهلت الدول الغربية التى تساند إسرائيل وتصوت معها فى مجلس الأمن ضد المسلمين؟!
ترى لماذا لم تعتبر من يساندون إسرائيل أعداء للأمة؟!
الحقيقة أنك اعتبرت روسيا العدو الأول للأمة ؛ لأنها تقف ضد الإرادة الأمريكية والإسرائيلية والتى تقضى بالقضاء على سوريا وتمزيقها .
والمخزى أن القرضاوى أكد على أن أمير قطر دعا العرب للقتال فى سوريا قائلا : ولكنهم رفضوا للأسف!! ترى يا شيخ قرضاوى لماذا لم يدعهم أمير قطر للقتال فى فلسطين؟! ولماذا لم يدعهم لإنقاذ المسجد الأقصى من الأنفاق التى تهدده؟!
وما موقف دعوة أميرك من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)؟! وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار) . إن الحقيقة تؤكد أن دعوة أميرك للقتال فى سوريا - والتى تأسفت على رفضها - ليست إلا تنفيذا لتوجيهات إخوانه الإسرائيليين!!
أما إيران فإنها بالطبع لم تسلم من هجوم القرضاوى لأنها عدوة إسرائيل الأولى ، فقد وصفها القرضاوى فى خطبته بأنها (عدوة العرب)!! بحجة أنهم يريدون أن ينشأوا امبراطورية فارسية!!
ونحن نسأله : وماذا يا شيخ قرضاوى عن الإمبراطورية الصهيونية (أرض الميعاد) التى تمتد من النيل إلى الفرات؟! أليس الصهاينة أعداء العرب لأنهم يحلمون بإقامة هذا الوطن اليهودى المزعوم؟! ترى ماذا قلت عنه؟!
إن (الامبراطورية الفارسية) وهم من نسج خيالك ، لتستبدل الحقيقة التى هى (أرض الميعاد) بالوهم الذى هو (الامبراطورية الفارسية)، ليرتعد المسلمون من الإمبراطورية الفارسية ، ويبقى الطريق ممهدا لقيام الامبراطورية الصهيونية فى صمت!!
والمؤسف أن القرضاوى لم يكتف بذلك ؛ بل طالب المسلمين جميعا قائلا : ادعوا جميعا على الإيرانيين والروس ، وادعو على جيش سوريا الظالم . ثم طالب الحجاج أن يدعو على إيران والروس والجيش السورى واصفا إياهم بالظالمين والمتنمرين والوحوش والذين ليس فى قلوبهم رحمة!!
ونحن نسأل القرضاوى : ترى لماذا لم تطالب الحجاج بالدعاء على الصهاينة الذين يخربون المسجد الأقصى كما ذكرت؟! ولماذا لم تطلب منهم الدعاء على أمريكا التى تسخر كل قوتها لخدمة إسرائيل!!
وهل يا ترى جعل الحج شرعا لجمع الكمة بين المسلمين أم لتبادل الدعاء على بعضهم البعض؟!
يا شيخ قرضاوى : لقد قال الله تعالى فى كتابه : (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركو) فكيف تحامى عن الصهاينة ، وتكفر المسلمين الذين يقلقون الاحتلال الصهيونى ، وتدعم الذين يقومون بتقسيم سوريا ، ولا تدعم هؤلاء الذين يقلقون الصهاينة؟!
كفى فتنة بين الأمة الإسلامية ، لقد أصبحت رائحة فتاواك التى تبث الفتن تزكم الأنوف ، يشم القاصى والدانى منها رائحة عمالتها لإسرائيل .
إن فتاواك لبث الفتنة الطائفية فى مصر ، يراد بها تقسيم مصر إلى دويلات لتبقى إسرائيل هى الدولة الكبرى فى المنطقة .
أما فتاواك لبث الفتنة فى سوريا هدفها أن تنعم إسرائيل بالهدوء بعد القضاء على حزب الله الذى يقلق الكيان الصهيونى المحتل . لأن سوريا تعتبر قناة التواصل بين حزب الله وإيران ، وبالقضاء على سوريا يتم القضاء على ذراع حزب الله ، وعندها تستريح إسرائيل من هذا القلق الذى يسببه حزب الله . وهذا المخطط الصهيوأمريكى فى سوريا ينفذه الإخوان المسلمون هناك باسم الإسلام!!
ونقول للأمة الإسلامية : كل المشايخ الذين يعملون على نشر الفتنة الطائفية ليسوا بشيوخ فى الحقيقة ولكنهم مجموعة من الجهلاء والعملاء .
إن مواقف شيوخ الفتنة أمثال القرضاوى ضد من تطاولوا على الإسلام مخزية ؛ فها هو سليمان رشدى بعد أن كتب كتابه آيات شيطانية الذين كان يحمل سبا فى القرآن ونبى الإسلام ، ترى أين كان شيوخ الفتنة وعلى رأسهم القرضاوى؟! لماذا لم يهدر دمه كما أهدر دم القذافى وبشار؟! إنهم لم يفعلوا شيئا سوى بعض الشعارات ذرا للرماد ، ولم يقم واحد منهم بإهدار دمه ، لأنهم لم يهدروا دم أحد من هؤلاء العملاء!! لكن الوحيد الذى أهدر دم سليمان رشدى هو الخمينى الذى يكفره شيوخ الفتنة!!
وفى أزمة الفيلم المسيء نجد أن القناة التى بثته إحدى قنوات الفتنة (قناة الناس) ليثير العصبية للإسلام ضد الإخوة المسيحيين ، وتحدث الفتنة المنشودة فى مصر ، وبالرغم من أن مخرج الفيلم يهودى إلا أن مشايخ الفتنة لم يفعلوا شيئا ينال من كرامة اليهود!! على الجانب الآخر فقد كان المسيحيون متعاطفين معنا فى موقفنا ضد هذا الفيلم ، مما كان سببا فى وأد الفتنة فى مهدها.
فى النهاية : إن الأمة الإسلامية الآن فى أمس الحاجة إلى الوحدة ونبذ الفرقة ، لمواجهة هذا المخطط الصهيوأمريكى الغاصب الذى يهدف إلى تمكين الصهاينة من السيطرة على الأرض التى يدعون أنها أرض شعب الله المختار .
وكل ما يحدث الآن على أرض سوريا هو جزء من مخطط صهيونى كبير لتفتيت الأمة الإسلامية ، والقضاء على مراكز القوة فى المنطقة الإسلامية (إيران – حزب الله) ، ويتم هذا المخطط بمباركة شيوخ الفتنة ، لذا تجدهم فى نفس الوقت الذى يقصف فيه المسلمون فى غزة ، يتحدثون عن سوريا والقتلى السوريين ولا يتحدثون عن فلسطين أو القتلى الفلسطينيين!!
إن واجب الوقت يحتم علينا أن نستيقظ ، وأن نتخذ موقفا ضد شيوخ الفتنة قبل فوات الأوان ، وإذا لم يحدث ذلك فإن كارثة تدق الأبواب فى انتظارنا ، وعندها لن ينفعنا القرضاوى وأمثاله لأنهم ينامون فى أحضان أمريكا وينعمون بعطف إسرائيل!!