خاطرة من وحي رمضان
صفحة 1 من اصل 1
خاطرة من وحي رمضان
خاطرة من وحي رمضان: لا أريد أن ألبس جبة الفقيه، و لكن شهر رمضان بطقوسه الدينية ثقافيا و عمليا، يفرض علي تمثل بعض الجوانب التي يمكن لشهر رمضان أن يساعد في استحضارها، و على رأسها مفهوم التوبة.يوجد الإنسان في معترك الحياة مضطرا لارتكاب الأخطاء و الذنوب و الآثام، سواء بوعي أو بدون وعي، بنية حسنة أو بسوء نية. و الإنسان في كل الحالات مطالب كلما وعى بما ارتكبه أن يعلن توبته.التوبة دينيا باب مفتوح باستمرار. و هي تجمع بين عنصرين متلازمين لا ينفصلان، أولهما الاعتراف بالذنب للذات و للآخرين إذا كان الذنب يمسهم. و ثانيهما الإقرار بالإقلاع عن الذنب و ممارسة هذا الإقلاع.يعتبر المجال السياسي أكثر المجالات إمكانية لارتكاب الذنوب و الآثام و الخطايا و الأخطاء. و هو بالتالي أكثر المجالات مطالبة بالتوبة... و لأن للسياسة مصطلحاتها فإن التوبة تعني ما يعرف في أدبيات السياسة بالنقد الذاتي ، و الذي لا يخرج عن مفهوم التوبة، أي الاعتراف بالذنب/الخطأ و الإقلاع عنه.كل السياسيين الذين آمنوا بقضية ما، في زمن ما، وعملوا من مختلف المواقع على بلوغها و تحقيقها، لا بد أن يرتكبوا أخطاء و أحيانا خطايا و ربما جرائم.... و لذلك هم مطالبون أكثر من غيرهم بممارسة التوبة/ النقد الذاتي إن كانوا مومنين.كل من التوبة و النقد الذاتي يتطلب بالضرورة صفاء النية و سمو الروح و التفكير في الغد. و الغد دينيا من منظور التوبة هو يوم الحساب... و من منظور النقد الذاتي هو محاسبة الناس للفاعلين السياسيين، عبر كل أشكال المحاسبة التي تبدأ بالاحتجاج و تنتهي بصناديق الاقتراع في الأنظمة الديمقراطية.التوبة النصوح في الثقافة الدينية تؤدي إلى تقوية الإيمان، و إعادة بناء ذات المومن في علاقته مع نفسه و علاقته مع الآخرين . و النقد الذاتي الواعي في مجال السياسة يسمح بإعادة الثقة في العمل السياسي النبيل و إعادة بناء المصداقية.التوبة إذن: اعتراف بالذنب و إقلاع عنه بصفاء روحي و باستحضار يوم الحساب يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم...و النقد الذاتي اعتراف بالخطأ و إقلاع عنه بمجهود معرفي و نبل أخلاقي باستحضار المحاسبة الجماهيرية من أجل إعادة بناء الثقة و المصداقية.و....لأني إتحادي الميلاد و النشأة و التطور، أرى نفسي مطالب بالنقد الذاتي في ثقافتي و ممارساتي و أدائي في أي موقع كنت....كما أني مطالب بالتوبة في ثقافتي المجتمعية التي يعتبر الإسلام أحد مكوناتها.....و في الحالتين معا فأنا كاتحادي مطالب بالاعتذار للجماهير حتى أستعيد مصداقيتي و أسترجع إيماني.....أيها الاتحاديون توبوا للجماهير توبة نصوحا
استدراك
ا
توبة أعرف الكثير ممن من المفروض فيهم ممارستها، وهي نوعان، فبالإضافة إلى توبتهم بالشكل الذي حاولت تبيانه، هناك وجه آخر للتوبة هنا، إنها توبة الانزواء والتواري إلى الخلف، فالبطون المغربية التي أنجبتهم ، أنجبت إلى جانبه الكثير ، فقط عليم أن يعطوه الفرصة ، إذن فاليتناوبوا كما طالبوا ويطالبون الحطم في هذا البلد.
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى