اللحية الطويلة

اخبر ابن الجوزي على أن من علامات الحمق التي لا تكاد تخطئ
((طول اللحية ))
(ومن العلامات التى لا تخطىء طول اللحية فان صاحبها لا يخلو من الحمق وقد روي انه مكتوب فى التوراة إن اللحية مخرجها من الدماغ فمن أفرط عليه طولها قل دماغه ومن قل دماغه قل عقله ومن قل عقله كان أحمق قال بعض الحكماء الحمق سماد اللحية فمن طالت لحيته كثر حمقه ورأى بعض الناس لرجل لحية طويلة فقال والله لو خرجت هذه من نهر ليبس وقال الاحنف بن قيس إذا رأيت الرجل عظيم الهامة طويل اللحية فاحكم عليه بالرقاعة ولو كان
أمية ابن عبد شمس ) أخبار الحمقى والمغفلين - (ج 1 / ص 29)
ودلل على ما يقول ابن الجوزي بسرد قصص
(عن المدائني قال: قرأ إمام ولا الظالين بالظاء المعجمة، فرفسه رجل من خلفه، فقال الإمام: آه ضهري، فقال له رجل: يا كذا وكذا خذ الضاد من ضهرك واجعلها في الظالين وأنت في عافية، وكان الراد عليه طويل اللحية.
لا تطل في صلاتك أيها الإمام) أخبار الحمقى والمغفلين -

(وقال: رأيت أبا محمد السيرافي، وكان طويل اللحية يدعو ربه وقد رفع يديه إلى السماء وهو يقول: يا منقذ الموتى، ومنجي الغرقى، وقابل التوبات، وراحم العثرات، أنت تجد من ترحمه غيري
وأنا لا أجد من يعذبني سواك). أخبار الحمقى والمغفلين


عن أبي العيناء قال: قال لي الجاحظ: كان لنا جار مغفل جداً وكان طويل اللحية فقالت له امرأته: من حمقك طالت لحيتك، فقال: من عير عير.أخبار الحمقى والمغفلين -
((لم صار حماراً))
قال: ورأيت رجلاً طويل اللحية على حمار يضربه، فقلت: ارفق به، فقال: إذا لم يقدر يمشي فلم صار حماراً؟!
قال أبو العباس: سألت رجلاً طويل اللحية فقلت: إيش اليوم؟ فقال: والله ما أدري فإني لست من هذا البلد، أنا من دير العاقول. أخبار الحمقى والمغفلين -

((لحية الشيخ))
خرج عبادة ذات يوم يريد السوق، فنظر في بعض طرقه إلى شيخ طويل اللحية كلما أراد أن يتكلم بادرته لحيته، فمرة يدسها في جيبه ومرة يجعلها تحت ركبته فقال له عبادة: يا شيخ لم تترك لحيتك هكذا؟ قال: فتريد أن أنتفها حتى تكون مثل لحيتك! قال عبادة: فإن الله يقول: " قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها " قال صلى الله عليه وسلم: احفوا الشارب واعفوا اللحى ومعنى عفو اللحى أن يزال أثرها، فقال الشيخ: صدق الله ورسوله، سأجعلها كما أمر الله ورسوله، فحلق
واصبح يخبر بالحديث والآية )) أخبار الحمقى والمغفلين - (ج 1 / ص 54)




بل وأُكد عندكم بمقولة مسلمة بن عبد الملك لجلسائه: يعرف حمق الرجل في أربع، طول لحيته، وبشاعة كنيته، وإفراط شهوته، نهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 373)


وقال الشاعر
ليس بمن ليست له لحية ... بأس، إذا حصلته، ليسا
وصاحب اللحية مستقبح ... يشبه في طلعته التيسا
إن هبت الريح تلاهت به ... وماست الريح به ميسا). الحلة السيراء - (ج 1 / ص 63)

وقال احد الادباء
: ذو اللحية الطويلة، والجثة الضئيلة، الوسخ الأثواب، العرى من الآداب، المرسل لسانه في كل عرض، الآخذ في كل قبيح بالطول والعرض). المغرب في حلى المغرب - (ج 1 / ص 24)

وقال آخر
((لحية التيس))
يشبه بها اللحية الطويلة المستدقة؛ قال الشاعر:
ليس بطول اللحى ... يستوجبون القضا
إن كان هذا كذا ... فالتيس عدل رضا
وقال ابن بسام في مغن يقال له: لحية التيس وكان يغني ب قفا نبك:
أقول إذا غنى بما ساءني ... أقصر قليلاً لحية التيس
ودع قفا نبك وقوفاً بها ... لا رحم الله امرأ القيس ثمار القلوب في المضاف والمنسوب - (ج 1 / ص 115)

قالت أم عمير الليثية للعوفي في مجلس الحكم عظم رأسك فبعد فهمك وطالت لحيتك فغمرت قلبك واذا طالت اللحية انشمر العقل بلاغات النساء - (ج 1 / ص 80)

ثمرات الأوراق - (ج 1 / ص 55)
قال ابن الجوزي في كتاب الحمقى أن الأحنف بن قيس قال إذا رأيتم الرجل طويل القامة عظيم اللحية فأحكموا عليه بالحمق. وقال معاوية لرجل كفى أن نشهد عليك بالحمق ما نراه من طول لحيتك. وقال آخر وتلطف ما شاء: من طالت

قال اليزيدي: اللحية الطويلة عش البراغيث، ومأوى البق، وهي في الريح طرادة ومزبلة، ومعدن التراب والغبار. البصائر والذخائر - (ج 1 / ص 173)
.
(أنشدنا أحمد، أنشدنا محمد، أنشدنا محمد بن خَلَف بن المَرْزُبَان، قال أُنْشِدْتُ عن المازني :
لَهُ لِحْيَةٌ شَانَتْ جَوَانِبَ وَجْهِِهِِ كَأَنَّ عَلَى أَطْرَافِِهَا سَلْحُِ طَائِرِِ)) الطيوريات - (ج 11 / ص 24)

* يقول الله سبحانه وتعالى :
" يخلق الله ما يشاء ويختار، ما كان لكم الخيرة "
فعلى هاد القبال النساء محظوظات اللي خلقوم الله بلا لحية ، والا فالله أعلم
آشنو كانوا غادي يقولوا فيهم
فالعبرة ليست بطول اللحية أو بقصرها ، أو بتركها بالمرة .
فالمغفل مغفل باللحية وبلا لحية ، والعاقل عاقل باللحية ولا لحية
وأخيرا ، فاللحية من سنن المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وهو القائل :
قصوا الشوارب واعفوا عن اللحى ، والاعفاء لا يعني ازالتها بالمرة كما جاء على لسان بعض المغفلين والحمقى السابق ذكرهم .
فاذا كان ما أوردته من باب المستملحات فهو مقبول منك ، والا فانما الأعمال بالنيات ، وانما لكل امرئ ما نوى
تحياتي