حوار العمالقة
صفحة 1 من اصل 1
حوار العمالقة
* تولستوي ، عملاق الأدب الروسي جلس ذات يوم يستدل تحت شجرة في الريف الذي أحبه ، وقد انهمك في الكتابة ، وفجأة أحس بوقع أقدام تقترب منه ، فرفع بصره في هدوء ليرى من القادم ، واذا به يجد نفسه وجها لوجه أمام زوجته .
وترك القلم يسقط من يده ، وألقى بالورق الذي كان قد امتلأ بأحداث قصته الخالدة " حرب وسلام " على الأرض وسط الحشائش ومال بظهره الى الوراء ومد دراعيه يحتضن بهما ركبتيه ، ثم نظر اليها في خوف وقال : " ما الذي جاء بك الآن ؟"
قالت والشر يتطاير من وجنتيها : " جئت أسألك ماذا انتويت أن تفعل بعد أن أصبحنا فقراء ؟ " حتى البيت الذي نعيش فيه لم يعد ملكنا .. لقد وزعت كل شئ على الفلاحين .. كيف سنعيش الآن ؟ .. من أين نأكل ؟
وقال تولستوي وكان قد تقدم به العمر وزهد في الدنيا وملذاتها : " عندنا ما يكفينا لنعيش خمس سنوات أخرى "
- وماذا لو امتد بنا العمر أكثر من هذه السنوات الخمس ؟
- سأعود الى الأرض أفلحها وأزرعها .
- قالت : لقد تزوجتك ثريا .
- ولكن هذا الشعور لا يمكن أن يترجم الى خبز وزبد .
- هذا صحيح ، لأن تفكيرك كله مركز في معدتك .
- وأنت ؟ هل تستطيع أن تعيش بغير طعام ؟
- وقال تولستوي : الغذاء ياعزيزتي ليس طعاما يملأ المعدة فحسب ، بل هو غذاء روحي وهو أعظم من كل غذاء
وهبت رياح خفيفة بعثرت خواطره التي سجلها على الورق ، فقام مسرعا ليجمعها قبل أن تطير في الهواء ..ثم عاد الى جلسته يكتب و يكتب.
و تركته عائدة الى البيت و الدماء تغلي في عروقها..
و انقضت بضعة أيام قبل أن يلتقيا مرة أخرى في ظلال الشجرة التي لم يبرحها تولستوي مع خواطره . و عندما جاءت اليه لتكمل الحوار الذي بدأته ، وجدته يجلس وسط مجموعة من المزارعين الذين كانوا بالأمس عمالا يعرقون و يكدحون في أرضه ، فأصبحوا اليوم أصحاب الأرض التي وزعها عليهم ..ولم يكونوا وحدهم ..كانت معهم خراف و ماعز و بيض و دجاج و زبد و خبز ..
و نظر اليها،و قال '' أرجو أن يكفيك هذا و لو لبضعة أيام أخرى"
و عادت بها الى البيت .
و لم يشعر كاتب روسيا الكبير يوما أنه افترق عن أرضه التي وزعها على المزارعين طوال السنوات التي عاشها قبل أن يذهب في رحلته الأخيرة ..في عربة القطار التي انطلقت به الى غير عودة.
..............مع تحيات العتيق.
وترك القلم يسقط من يده ، وألقى بالورق الذي كان قد امتلأ بأحداث قصته الخالدة " حرب وسلام " على الأرض وسط الحشائش ومال بظهره الى الوراء ومد دراعيه يحتضن بهما ركبتيه ، ثم نظر اليها في خوف وقال : " ما الذي جاء بك الآن ؟"
قالت والشر يتطاير من وجنتيها : " جئت أسألك ماذا انتويت أن تفعل بعد أن أصبحنا فقراء ؟ " حتى البيت الذي نعيش فيه لم يعد ملكنا .. لقد وزعت كل شئ على الفلاحين .. كيف سنعيش الآن ؟ .. من أين نأكل ؟
وقال تولستوي وكان قد تقدم به العمر وزهد في الدنيا وملذاتها : " عندنا ما يكفينا لنعيش خمس سنوات أخرى "
- وماذا لو امتد بنا العمر أكثر من هذه السنوات الخمس ؟
- سأعود الى الأرض أفلحها وأزرعها .
- قالت : لقد تزوجتك ثريا .
- ولكن هذا الشعور لا يمكن أن يترجم الى خبز وزبد .
- هذا صحيح ، لأن تفكيرك كله مركز في معدتك .
- وأنت ؟ هل تستطيع أن تعيش بغير طعام ؟
- وقال تولستوي : الغذاء ياعزيزتي ليس طعاما يملأ المعدة فحسب ، بل هو غذاء روحي وهو أعظم من كل غذاء
وهبت رياح خفيفة بعثرت خواطره التي سجلها على الورق ، فقام مسرعا ليجمعها قبل أن تطير في الهواء ..ثم عاد الى جلسته يكتب و يكتب.
و تركته عائدة الى البيت و الدماء تغلي في عروقها..
و انقضت بضعة أيام قبل أن يلتقيا مرة أخرى في ظلال الشجرة التي لم يبرحها تولستوي مع خواطره . و عندما جاءت اليه لتكمل الحوار الذي بدأته ، وجدته يجلس وسط مجموعة من المزارعين الذين كانوا بالأمس عمالا يعرقون و يكدحون في أرضه ، فأصبحوا اليوم أصحاب الأرض التي وزعها عليهم ..ولم يكونوا وحدهم ..كانت معهم خراف و ماعز و بيض و دجاج و زبد و خبز ..
و نظر اليها،و قال '' أرجو أن يكفيك هذا و لو لبضعة أيام أخرى"
و عادت بها الى البيت .
و لم يشعر كاتب روسيا الكبير يوما أنه افترق عن أرضه التي وزعها على المزارعين طوال السنوات التي عاشها قبل أن يذهب في رحلته الأخيرة ..في عربة القطار التي انطلقت به الى غير عودة.
..............مع تحيات العتيق.
العتيق- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 1509
درجة التقدير : 6
تاريخ الميلاد : 01/01/1951
تاريخ التسجيل : 17/04/2011
العمر : 73
الموقع : البريد أعلاه وكذا منتدى جبالة
مواضيع مماثلة
» من أجل حوار بناء
» حوار مع الأمل :
» حوار بين الغيطة والكمان
» في حوار مع الأستاذ محمد سبيلا:
» حوار مع عز الدين الخطابي عن الفلسفة والترجمة
» حوار مع الأمل :
» حوار بين الغيطة والكمان
» في حوار مع الأستاذ محمد سبيلا:
» حوار مع عز الدين الخطابي عن الفلسفة والترجمة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى