وشهد شاهد من أهل الأندلس الاسبان

1 - يقول الأستاذ " رافاييل لابيسا " في كتابه اللغوي المعاصر الذي نشره سنة 1962 م تحت عنوان " تاريخ اللغة الاسبانية " وذلك في احدى فصوله : " تأتي أهمية العنصر العربي في اللغة الاسبانية بالدرجة الثانية بعد العنصر اللاتيني ، ويوجد في لغتنا اليوم ما ينيف عن 4000 كلمة عربية ما عدا التعابير الدارجة على ألسنة الأندلسيين المأخوذة منها ، فقد تبناها الناس وتوارثوها جيلا بعد جيل ، بدافع تفاعل حضارة العرب في أرضهم قديما ، وتأبأسلوب حياتهم وتفكيرهم الى جانب تأثرهم بلغتهم "

2 - ويقول الأستاذ "اخوان فيرنيه" في فصل موسع عن العلوم والفنون العربية التي ازدهرت في الأندلس : " ان من جملة الخدمات التي أداها العرب للثقافة الانسانية نقل خبراتهم في الملاحة البحرية ، وهندسة السفن وصتعها ، ووضع الخرائط الجغرافية والمائية ، بسبب السبق الذي أحرزوه في معرفة أحوال الطقس وتقلباته ، لقد أدخلوا هذه العلوم الى الأندلس في زمن مبكر ، فاليهم يرجع الفضل في عبور المحيط الأطلسي بعد ذلك بعدة قرون ، ولا ريب في أنهم استفادوا من تقدم الفينقيين الذين سبقوهم في اتقان الملاحة في سواحل البحر المتوسط ، لكنهم طوروا تلك العلوم ، وبرعوا فيها ، اذ بنوا الأساطيل التجارية والحربية ، وسيروها في مياه الخليج وفي البحر الأبيض المتوسط ، وأضحوا اسياد البحر ابان حكمهم للأندلس ، ولقد كانت صناعة الورق آخر ما أدخلوه اليها في القرن الحادي عشر الميلادي ، مما ساعد كثيرا في نقل التراث ، ونشر الدخائر العلمية النفيسة " .
فالأستاذ " فيرنيه" يحيط بكل ما قدمه العرب من خدمات للغرب ابان وجودهم الطويل المستمر بالأندلس ، حيث تحدث عن تفوقهم في العلوم كالفلك والطب والجغرافيا والجبر والري وازراعة والفلسفة ، وفي الفنون كالهندسة والشعر والموسيقى والأدب .. وقد دفعه ذلك الى القول بأن غزوهم لاسبانيا كان غزوا ثقافيا وفنيا مذهلا بسرعته واتساعه ، وانه ما زال الى الآن يدهش المؤرخين اذ لم يسبق له مثيل في التاريخ .

..........مع تحيات العتيق .