من أعلام المنطقة: الشريف الادريسي وكتابه : نزهة المشتاق في اختراق الآفاق
صفحة 1 من اصل 1
من أعلام المنطقة: الشريف الادريسي وكتابه : نزهة المشتاق في اختراق الآفاق
هو محمد بن محمدبن عبد الله بن ادريس المعروف بالشريف الادريسي ، ولد بمدينة سبتة المحتلة وذلك في بيت ملك ودين ، تلقى تعليمه الأولي بالكتاب على عادة المغاربة فحفظ القرآن الكريم ةالمتون وغير قليل من القصائد الشعرية ، ثم انتقل الى قرطبة بالأندلس وكانت آنذاك تحت الحكم المغربي ، وذلك من أجل اتمام دراسته في تخصص الجغرافيا والطب .
لقد كان عالمنا الادريسي مولعا بالأسفر منذ أن كان عمرة 16 سنة حيث طاف ببلاد الأندلس ومواني المتوسط وسواحل الأطلسي ، كما زار مصر والشام وآسيا الصغرى ولما ينه عقده الثاني . ذاع صيته فدعاه حاكم جزيرة صقلية روجر الثاني الملع بالعلوم والجغرافيا بخاصة ، وذلك للاقامة الى جانبه والاستفادة من علمه ،حيث طلب روجر من الادريسي تأليف كتاب في الجغرافيا يعرف فيه ببلده صقلية مبينا موقعها وحدودها وتضاريسها ..ومكان وجودها من بين الأقاليم السبعة المشكلة للكرة الأرضية آنذاك .
لقد انتخب الادريسي فريقا للعمل شبيها بالبعثات الاستكشافية لاستقصاء أقاليم الشمال والجنوب والشرق والغرب مدعما بالمصورين لالتقاء ما يشاهدونه حيث أمرهم بالتقصي والتمحيص والاستيعاب ، وهو بذلك يعد أول من أرسل البعثات الاستكشافية .
اهتم المؤلف في كتابه بتدوين الأخبار السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سائر أقاليم المعمور، ويعتبر بذلك أول من وسع مجال بحوثه لتتعدى العالم الاسلامي الى أوربا وبلاد الافرنج .
ولقد تضمن الكتاب وصف البلدان ومواقعها ، والأرض وتضاريسها وبحارها وأنهارها وغلاتها وتجارتها ، وما بها من عجائب ، فضلا عن أحوال أهلها وهيآتهم ومذاهبهم وأزياءهم ولغاتهم ، فجاء الكتاب بذلك فريد في بابه معبرا الى حد كبير عن أحوال المعمور في زمانه الموافق لمنتصف القرن السادس الهجري 548 للهجرة .
وضح الادريسي كتابه ب70 خريطة تبين مواقع المدن والبحار...فبلغ عدد ما أحصاه من مدن 2064 اسما ، منها 356 مدينة بافريقيا ، و740 مدينة بأوربا ، و959 مدينة بآسيا .
ويطلق العلماء على خرائط الادريسي : أطلس العالم . استعان المؤلف في انجاز بعض خرائطه خاصة المتعلق منها بالبحر المتوسط بالخرائط الملاحية المعروفة باسم :مرشد الموانئPortulan .
قام المؤلف بصنع كرة من الفضة للأرض وضح عليها مواقع البلدان والمدن والجبال والأنهار ، ويقدر عالم ايطالي مقدار الفضة التي استخدمت
في صنع الكرة ما وزنه : 44800درهم المساوس ل150 كيلوجرام من الفضة .
لمؤلف الادريسي قيمته التاريخية والعلمية ، يشهد له بذلك شخصيات عدة نذكر من بينهم :
1 - د . حسين مؤنس ، يقول في تعليقه على كتاب الادريسي : نزهة المشتاق:" ان هذا العمل يمثل القمة التي وصل اليها علم الجغرافيا في الشرق والغرب على حد سواء ، فقد أخذ من علم اليونان خلاصة ما فيه
وأخذ عن أصحاب مدرسة الجغرافية الفلكية زبدة آرائهم ، وطور صناعة الخرائط والأطلس واعتبرها أساس علم الجغرافيا ، وانتقل بأطلس الاسلام الى أطلس العالم " .
2 - يقول العالم الايطالي Amari :" ان عمل الادريسي يحتل مكان الصدارة بين كل ما ألف الناس في الجغرافيا في العصور الوسطى " .
3 - يقول العالم الفرنسي Renaud : "انه Strabo العرب ، واسترابو هذا عالم يوناني جغرافي عظيم في مدرسة الاسكندر القديمة ".
4 - جاء في دائرة المعارف الفرنسية :" ان كتاب الادريسي هو أول كتاب جغرافي تركه لنا العرب ، وما يحتويه من الوصف الدقيق يجعله أعظم وثيقة جغرافية في القرون الوسطى " .
طبع كتاب : "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" في فلورانسة بايطاليا لأول مرة سنة 1592 م وهكذا يعد من أقدم الطبعات بالأحرف العربية في العالم .ولقد ترجم الكتاب الى عدة لغات أوربية ، وعليه اعتمد الألمان في النعرف على افريقيا :" افريقيا في كتاب الادريسي " الصادر سنة 1797م ، ولقد اعتمد كل من الاسبان والنمساويون والسويديون والفلنديون والروس والصقليون وبلدان البلقان والدانوب وغيرهم على كتاب الادريسي في معرفة ما يخص بلدانهم ، كما قام المؤرخ السعودي حمد الجاسر بتحقيق السماء الواردة في كتاب الادريسي والخاصة بجزيرة العرب .
رحم الله عالمنا السبتي الشريف الادريسي .
المرجع : د. أنور عبد العليم / مجلة الأمة عدد 46 ص 24 - 25
بتصرف / سنة 1984 م .
....................... مع تحيات العتيق
لقد كان عالمنا الادريسي مولعا بالأسفر منذ أن كان عمرة 16 سنة حيث طاف ببلاد الأندلس ومواني المتوسط وسواحل الأطلسي ، كما زار مصر والشام وآسيا الصغرى ولما ينه عقده الثاني . ذاع صيته فدعاه حاكم جزيرة صقلية روجر الثاني الملع بالعلوم والجغرافيا بخاصة ، وذلك للاقامة الى جانبه والاستفادة من علمه ،حيث طلب روجر من الادريسي تأليف كتاب في الجغرافيا يعرف فيه ببلده صقلية مبينا موقعها وحدودها وتضاريسها ..ومكان وجودها من بين الأقاليم السبعة المشكلة للكرة الأرضية آنذاك .
لقد انتخب الادريسي فريقا للعمل شبيها بالبعثات الاستكشافية لاستقصاء أقاليم الشمال والجنوب والشرق والغرب مدعما بالمصورين لالتقاء ما يشاهدونه حيث أمرهم بالتقصي والتمحيص والاستيعاب ، وهو بذلك يعد أول من أرسل البعثات الاستكشافية .
اهتم المؤلف في كتابه بتدوين الأخبار السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سائر أقاليم المعمور، ويعتبر بذلك أول من وسع مجال بحوثه لتتعدى العالم الاسلامي الى أوربا وبلاد الافرنج .
ولقد تضمن الكتاب وصف البلدان ومواقعها ، والأرض وتضاريسها وبحارها وأنهارها وغلاتها وتجارتها ، وما بها من عجائب ، فضلا عن أحوال أهلها وهيآتهم ومذاهبهم وأزياءهم ولغاتهم ، فجاء الكتاب بذلك فريد في بابه معبرا الى حد كبير عن أحوال المعمور في زمانه الموافق لمنتصف القرن السادس الهجري 548 للهجرة .
وضح الادريسي كتابه ب70 خريطة تبين مواقع المدن والبحار...فبلغ عدد ما أحصاه من مدن 2064 اسما ، منها 356 مدينة بافريقيا ، و740 مدينة بأوربا ، و959 مدينة بآسيا .
ويطلق العلماء على خرائط الادريسي : أطلس العالم . استعان المؤلف في انجاز بعض خرائطه خاصة المتعلق منها بالبحر المتوسط بالخرائط الملاحية المعروفة باسم :مرشد الموانئPortulan .
قام المؤلف بصنع كرة من الفضة للأرض وضح عليها مواقع البلدان والمدن والجبال والأنهار ، ويقدر عالم ايطالي مقدار الفضة التي استخدمت
في صنع الكرة ما وزنه : 44800درهم المساوس ل150 كيلوجرام من الفضة .
لمؤلف الادريسي قيمته التاريخية والعلمية ، يشهد له بذلك شخصيات عدة نذكر من بينهم :
1 - د . حسين مؤنس ، يقول في تعليقه على كتاب الادريسي : نزهة المشتاق:" ان هذا العمل يمثل القمة التي وصل اليها علم الجغرافيا في الشرق والغرب على حد سواء ، فقد أخذ من علم اليونان خلاصة ما فيه
وأخذ عن أصحاب مدرسة الجغرافية الفلكية زبدة آرائهم ، وطور صناعة الخرائط والأطلس واعتبرها أساس علم الجغرافيا ، وانتقل بأطلس الاسلام الى أطلس العالم " .
2 - يقول العالم الايطالي Amari :" ان عمل الادريسي يحتل مكان الصدارة بين كل ما ألف الناس في الجغرافيا في العصور الوسطى " .
3 - يقول العالم الفرنسي Renaud : "انه Strabo العرب ، واسترابو هذا عالم يوناني جغرافي عظيم في مدرسة الاسكندر القديمة ".
4 - جاء في دائرة المعارف الفرنسية :" ان كتاب الادريسي هو أول كتاب جغرافي تركه لنا العرب ، وما يحتويه من الوصف الدقيق يجعله أعظم وثيقة جغرافية في القرون الوسطى " .
طبع كتاب : "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" في فلورانسة بايطاليا لأول مرة سنة 1592 م وهكذا يعد من أقدم الطبعات بالأحرف العربية في العالم .ولقد ترجم الكتاب الى عدة لغات أوربية ، وعليه اعتمد الألمان في النعرف على افريقيا :" افريقيا في كتاب الادريسي " الصادر سنة 1797م ، ولقد اعتمد كل من الاسبان والنمساويون والسويديون والفلنديون والروس والصقليون وبلدان البلقان والدانوب وغيرهم على كتاب الادريسي في معرفة ما يخص بلدانهم ، كما قام المؤرخ السعودي حمد الجاسر بتحقيق السماء الواردة في كتاب الادريسي والخاصة بجزيرة العرب .
رحم الله عالمنا السبتي الشريف الادريسي .
المرجع : د. أنور عبد العليم / مجلة الأمة عدد 46 ص 24 - 25
بتصرف / سنة 1984 م .
....................... مع تحيات العتيق
العتيق- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 1509
درجة التقدير : 6
تاريخ الميلاد : 01/01/1951
تاريخ التسجيل : 17/04/2011
العمر : 73
الموقع : البريد أعلاه وكذا منتدى جبالة
مواضيع مماثلة
» من أعلام المنطقة: الامام العزفي
» محمد الادريسي
» من أعلام طنجة :أبو الحسن علي الحصري
» من أعلام طنجة :مروان بن سمجون
» أعلام بني ورياكل
» محمد الادريسي
» من أعلام طنجة :أبو الحسن علي الحصري
» من أعلام طنجة :مروان بن سمجون
» أعلام بني ورياكل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى