الرحى آلة تقليدية لاعداد الدقيق و....

أمامكم الرحى بشكليه ، الأولى صغيرة دخيلة على المنطقة ، ولعل أهل سوس المتواجدون بالمنطقة هم الذين أدخلوها ، فهي في الأصل تستعمل في سحق حبوب أركان وغيره ولا تستعمل في طحن الحبوب من قمح وغيره ، لكن سكان منطقتنا يستعملون هذا النوع لسحق الحناء ومثيلاتها ، فالرحى الصغيرة توضع في غربال العزف حيث يغربل الدقيق
بينما الرحى الكبيرة الدائرية والمتساوية في حجميها فانها تثبت في زاوية النوالة عادة وتكون على ارتفاع متر بينما يعلق يدها الى الأعلى حتى تتمكن المرأة من أدارتها ، وهذه تستخدم في طحن الحبوب بأشكالها من قمح/ زرع ، وشعير ودرة / بيضار وحمراء ، وفول بريري بخاصة ... وعند ادارتها تحدث صوتا مزعجا جراء التقاء الحجر بالحجر ، لكن المرأة تجد في صوتها ايقاعا خاصا نظمت له أزجالا تزجي بها تعبها اليومي ، وللاشارة فان بعض النساء يستخدمون الرحى بوضعها في الغربال وبالتالي فانهن يدرنها وهن جالسات .
وهذه الرحى الكبيرة كانت معروفة عند العرب منذ زمن بعيد ، واليها يشير الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى في ميمينه التي تدخل ضمن المعلقات السبع ، وقح استعارها لتصوير مخلفات الحرب الضروس التي كادت تفني قبائل العرب بقوله :
فتعرككم عرك الرحى بثفالها ** وتلقح كشفا ثم تنتج فتتئم
................ مع تحيات العتيق