جامع قرطبة

هو الجامع الكبير بقرطبة ، يعد واحدا من أبدع وأروع ما بناه المسلمون في مجال الفن المعماري ، ، ويقع قرب الوادي الكبير بمدينة قرطبة احدى عواصم الفردوس المفقود / الأندلس بجنوب اسبانيا . بناه الأمير عبد الرحمن الداخل ( وللاشارة فان أمه مغربية ، وهو في طريقه الى الأندلس نزل ضيفا على خالته على عهد امارة بني صالح بالريف ) وذلك سنة 92 هجرية كان يوجد بمحاداة كنيسة رومية وكانت مساحته آنذاك محدودة ، كما كان يعرف بمسجد الحضرة الخاص بالخليفة ، ولما ضاق بالمصلين اشترى الأمير عبد الحمن الجزء الخاص بالكنيسة من أصحابها الروم لتوسعة المسجد على أن يتولى بناء وترميم كنائسهم التي هدمت ابان الحروب ، وبذلك أصبحت مساحة المسجد تقدر ب 4875 متر مربع ، ولقد أدخلت عليه عدة تحسينات وترميمات على امتداد القرون الثمانية الشاهدة على وجود المسلمين بالأندلس ، وكل ذلك تم في اتجاه واحد وهو المحافظة على المعمار الاسلامي المغربي والمشرقي بهذا القطر .
ولنا أن نذكر عبد الله الحكم الذي عمل على مد قنوات المياه الى سقايات وميضآت الجامع الى جانباضافة مقصورات له وأهمها مقصورة الصدقة ومنها كانت توزع هذه الأخيرة ، ومقصورة خاصة بالفقراء وعابري السبيل الذين كانوا يتخذون منها مسكنا لهم ، وفي عهد عبد الرحمان الناصر أضيفت المئذنة التي حولها المسيحيون الى برج أجراس ، أما محمد بن أبي عامر فقد وسع مساحة المسجد عام 987 م لتصبح 22500متر مربع .
ويضم المسجد الى جانب محرابه المتميز وقد كتبت عليه آيات قرآنية هناك عشرات الأقواس والأعمدة مما يشكل سنفونية معمارية قل نظيرها في العالم الاسلامي .
تعرض الجامع للنهب أيام الحروب كالتي دارت بين محمد المهدي وسليمان بن الحكم ،كما تعرض الجامع وغيره من مساجد وقصور قرطبة للتخريب على يد القساوسة سنت 633 هجرية .
والمسجد الآن وقد أقحمت فيه الكاتدرائية بترخيص من الملك الاسباني كارلوس الخامس بات في عداد المحتضرين من بني آدم ، ولا يفوتنا أن نشير الى أن كارلوس هذا يدلي بشهادة تبرئ ذمته - وقد زار الجامع بعد أن تم تحويله الى كاتدرائية - مما لحقه من تزويربقوله منتقدا الحزب الذي ساند مشروع التزوير :
(((( ويحكم ، ماذا فعلتم ؟؟؟؟والله لو كنت علمت بما كنتم تنوون القيام به ما سمحت لكم به ، لأن الذي شيدتم هنا / يريد الكاتدرائية /يوجد في كل مكان ، وأما الذي كان موجودا هنا / يريد الجامع الكبير / فهو فريد ، وليس له نظير في كل مكان )))).
وهكذا غدا هذا المكان مخلوقا مشوها لا هو بالجامه ولا هو بالكاتدرائية الا من اسم الأخيرة الذي بات على كل لسان وعلى كل بطاقة أو منشور ، ولم تعد لفظة المسجد ، ولا المسجد الكاتدرائية معروفا حتى عند المختصين الا من رحم الله ، ولا حول ولا قوة الا بالله .
......................مع تحيات العتيق