دردشة حول محنة المتخرج

جاء في دردشة الأستاذ مصطفى حجاج  ( جريدة الشمال عدد 834 ص 3 ) :

" يوم نال شهادة التخرج بميزة حسنة ، اعتقد أنه ودع حياة المعاناة ، وحياة الغربة ،

 واستقبل حياة الرخاء ، وحياة الاستقرار .

لكن التعيين أو على الأصح قرار التعيين تعثر أوراقه ، واغتال أحلامه ، وأجــل 

مشاريعه ، ووضع بينه وبين أسرته الصغيرة حجابا كثيفا ، وستارا سميكا ، وبيدا 

دونها ـ كما قال المتنبي ـ بيد .

فلا هو استمتع بالمنصب ، ولا هي ـ أي الأسرة ـ استمتعت بتواجده بين أكنافها

ووقوفه الى جانبها في السراء والضراء .

والحل ؟ الحل في يد المسؤولين الذين يتعمدون ـ عن سبق اصرار وترصد ـ 

اجتثاث الشباب المتخرجين من موطنهم ، والحكم عليهم بالنفي ، وتعيينـــــــهم 

بالأماكن النائية .

تصوروا أسرنا وهي تنتظر من يأخذ بيدها ، ويسري عنها ، فاذا أثمر أبناؤها 

وأينعوا ، امتدت يد غير رحيمة ، وقذفت بهم الى منفى سحيق ، وموطن بعيد .

تصوروا هذه الصورة ، وحاولوا استقراء شعور هذه الأسر ، واستبطان شعور

 أبنائها ، وقولوا رأيكم في هذا المسؤول الذي يتجرد من الانسانية وهو يوقع 

على قرارات التعيين ، بدعوى أن مغربنا واحد ، ووطننا واحد ، لا فرق بين

 شماله وجنوبه ، وشرقه وغربه .

ان هذا الوطن المفترى عليه ، لا يرضى لأبنا


ئه أن يصابوا في آمالهم وأحلامهم ، ولا في أسرهم وأهليهم . بالارتباط بالمحيط 

 والحنين الى مسقط الرأس ، وأداء الواجب الأسري ، أشياء لا يكفر بها الا جاحد 

ولا ينكرا الا كافر .

وشبابنا أو أغلبهم هم أطواق النجاة لأسر ضحت من أجلهم بالغالي والنفيس 

 انتظارا لدخولهم الى سوق العمل .

فأي وازع يدفع أصحاب القرار بالرباط ، لتشتيت شمل الأسر ، وحرمانها ممن
 
 يعولها ، ويحسن دخلها ؟

أية وطنية هذه ؟ وأي وطن هذا اذا لم ينصف أبناءه ، ويوفر لهم الراحة والاستقرار ؟"


ملاحظة : لقد عينت وأنا من طنجة بالرشيدية بداية السنة الدراسية 73ـ 74 

وكانت المدينة الصحراوية تسمى ب" قصر السوق " وبعد تحديد موقعها على

 الخريطة سألنا عن منطلق سفرنا فكانت الرحلة من طنجة الى مكناس ومنه

الى قصر السوق وكنا شبابا ما بين 20 و25 فشبهنا أهل المدينة بأساتذة

"بونيكس " نوع من مسحوق الصابون الذي كان محشوا بلعب الأطفال ؟،

 بينما سمانا بعضهم ب" ايرومين نمولانا " النصارى د  ربي نظرا للباسنا 

الافرنجي وشعورنا المتدلي التي هي من أثر طلبة الكلية .

............مع تحيات العتيق