تصدي الشباب الفحصيين لهجوم فرنسا على طنجة

كانت القبيلة الفحصية لا تتملص من أداء الواجب الوطني وذلك للدفاع عن حوزة البلاد استمرارا للدور التاريخي الذي لعبته في الماضي في حركة الجهاد ، وكمثال على ذلك مشاركتهافي التصدي للهجوم الذي شنته السفن العسكريةالفرنسية يوم 6 غشت 1844 على طنجة برياسة جوان فيل، وهذا ما يتضح من الرسالة الجوابية التي وجههاالمولى عبد الرحمن بن هشام الى القائد محمدبن عبد السلام بن عبد الصادق، والتي جاء فيها:
" وصل كتابك على شأن ما بلغك عن طنجةمن دهش أهلهاحين خرج منهاالقنصوات ، فاعلم أن ذلك كان أولا ، ثم أن أهلهاتراجعوا وقاموا على ساق الجد في العسة والحراسة لما رماها العدو الكافر - قصمه الله - ازداد الناس جدا وحزما، وطار عنهم الدهش وعاد خوفهم أمنا ، وضعفهم قوة ، واحجامهم اقداما، ودهشتهم ثباتا، وفعلوا في العدو الكافرما ينالون به جميل الذكرفي الدنيا وجميل الاجر في الاخرى ، ويبقى ذكره اخر الدهر".
..ولا زالوا في الازدياد والكثرة ، والعدو الكافر تفرقت مواكبه ، ولم يحصل على طائل، ورجع بالخسة والحرمان والذل والهوان ، قد تكسر بعض أجفانه ، ولم يحصل الا على نكبته وخسرانه، وذلك أنه بعدما رمى طنجة نحو ست ساعات والكور كالمطر ينزل عليها ، وبعد ذلك وجه فلائكه ظانا أنه يملك البلد ، فزحف اليه المسلمون بنيات صادقة وقلوب متفقة ، وعزائم نافذة، فردوه على أعقابه، وكانوا يقتحمون البحر اليه رغبة في الجهاد ، وطلبا لما عند الله، ولقد تعجب النصارى والحضرون من اقدام المسلمين وثباتهم ".
د. التمسماني خلوق / نفس المصدر ص 32-33
....مع تحيات العتيق.