سيارات الأجرة تثير سخط ساكنة حد الغربية

من طرف رشيد زايزون السبت نوفمبر 20, 2010 2:54 pm

توصلت جريدة "لاكرونيك" بعريضة لأكثر من 800 توقيع لساكنة حد الغربية تستنكر فيها "الممارسات اللامسؤولة لسائقي سيارات الأجرة الكبيرة بحد الغربية المستهدفة لحافلات النقل العمومي -أوطاسا- بغرض التضييق عليها والتشويش على رحلاتها" مناشدة السيد والي جهة طنجة تطوان للوقوف في وجه من أسمتهم العريضة بـ "اللوبيات التي تستهدف جيوب المستضعفين وتضرب كل المبادرات المستجيبة للمشروع الملكي بتأهيل العالم القروي وتمكينه من وسائل الإستقرار والانتاج" داعية السلطة المحلية إلى "حماية الساكنة من الفوضى التي يخلقها سائقوا سيارات الأجرة" محملة المسؤولية لمنتخبي المجلس القروي في "حماية هذا المكتسب الذي ساهم في تخفيف أعباء التنقل لدى فئات عريضة من أبناء المنطقة" .
وعرفت رحلات حافلات النقل التابعة لشركة "أوطاسا" خلال الأسبوع الماضي تأخرات متعددة بفعل اعتراض سبيلها من طرف سائقي سيارات الأجرة الذين منعوها من التحرك، الأمر الذي استدعى تدخل السلطة المحلية لأكثر من مرة "للإفراج" عن الحافلات وتخليص ركابها الذين أبدوا تذمرهم واشمئزازهم مما آل إليه قطاع النقل بهذه الجماعة خصوصا مع غياب الصرامة الكافية في التعامل مع بعض مقتحميه ممن قدموا إله من النقل السري مفتقدين لأدنى شروط المهنية والحرفية، وغير واعين بخطورة وحيوية هذا القطاع بالنسبة لساكنة حد الغربية وأهمية مساهمته في التنمية المحلية.
ويبرر معترضوا الحافلات تصرفهم بعدم احترام الأخيرة للوقت المنظم لرحلاتها وإضافتها لرحلات غير منصوص عليها في الاتفاقية المبرمة بين شركة "أوطاسا" ورؤساء المجالس السابقة بالجماعات القروية: بوخالف، أقواس برييش، وجماعة حد الغربية المسماة آنذاك بجماعة الخلوة. وفي اتصال ببعض المستشارين الجماعيين الحاليين تم التأكيد على أن الشركة مقصرة باعتمادها لستّ رحلات في اليوم فقط، في حين تنص الاتفاقية التي اعتبرها المجلس السابق إنهاءا للاحتكار الذي كان مفروضا على السكان المتوجهين صوب مدينة طنجة أو القادمين منها من طرف أرباب رخص سيارات الأجرة الكبيرة والتي (الاتفاقية) تنص على الالتزام بتنظيم 12 رحلة في اليوم، 6 رحلات عبر الطريق الاقليمي رقم 4603 مرورا بالجماعتين القرويتين بوخالف وحجر النحل، و6 رحلات أخرى عبر الطريق الوطنية رقم 1 مرورا بالجماعة القروية أقواس برييش ومداشر أولاد خلوف، أولاد عنتر، الكروز. إلا أن توقف الأشغال بالمسلك الطرقي العابر لهذه الدواوير حال دون استفادة الساكنة من هذه الرحلات، الأمر الذي يحتم على المجلس القروي حد الغربية التنسيق مع المجلس القروي بأقواس برييش قصد التسريع في إنجاز هذا المعبر، بدل الانشغال بتغليط السائقين الذين اعتبروا ذلك ضوءا أخضر لممارسة الفوضى.
وكان سائقوا سيارات الأجرة بحد الغربية واصلوا استفزازات توجوها باعتراض الحافلات في مشاهد هوليودية ومظاهر انتشاء وإحساس كما لو أنهم حققوا إنتصارا، غير واعين بأنهم يخرقون القانون وبأن ذلك لم يزد إلا من تكريس النفور الذي أبداه الكثير من زبنائهم من العاملين والطلبة والموظفين، الذين رأوا في هذا الاستفزاز والتضييق على الحافلات تمهيدا لعمليات ابتزاز تستهدفهم وتمهد لفرض "طريفة" جديدة تصل أحيانا إلى 30 درهم للتنقل من طنجة نحو حد الغربية أو العكس. ويرى أحد المهتمين بالموضوع أن حالة "السُّعار" التي أصابت بعض سائقي سيارات الأجرة مردها إلى دخول مدونة السير الجديدة حيز التطبيق، وهم القادمون من النقل السري يجرون وراءهم سوابقهم وفرارهم الدائم من رجال الدرك والشرطة تعودوا العمل في ظل الفوضى علما أن جلهم إن لم يكونوا كلهم لا يتوفرون على رخص الثقة.
وقد حاولت "لاكرونيك" استطلاع رأي أصحاب السيارات في شخص رئيس "جمعية الإخلاص لسائقي سيارات الأجرة الكبيرة بحد الغربية" غير أن هذا الأخير امتنع عن الإدلاء بأي تصريح مؤجلا ذلك إلى لقاء تواصلي مع الساكنة لم ينظم إلى حدود كتابة هذه السطور.
تجدر الإشارة إلى أن حالة الهستيريا التي طبعت تصرفات بعض سائقي سيارات الاجرة أعادت من جديد نداءات الساكنة من أجل تمكين المشتغلين في النقل السري من تراخيص قانونية، خصوصا وأنهم بتعاملهم الانساني وأثمنتهم المناسبة وحضورهم الفعال في فك العزلة عن بعض الدواوير النائية ساهم في نسج علاقات ود واحترام، تبقى للأسف مفتقدة لدى بعض المشتغلين في سيارات الأجرة الكبيرة الأمر الذي يحتم على أعضاء مكتب الجمعية المنظمة لعملهم استحضار معاني ودلالات إسم إطارهم القانوني هذا والعمل للاستجابة بإخلاص لاحتياجات الزبناء والعمل على تحقيق شروط الجودة والظروف المريحة، بعيدا عن بعض التصرفات المشينة ومظاهر الجشع التي يدفع ثمنها أبناء المهنة الحقيقيون والذين لا نراهم وسط هذه الفوضى، كما على مكتب الجمعية تحديد المسؤوليات داخلها وضبط إنفعالات بعض أعضائه والتي يبقى من أهم نتائجها الصورة السلبية التي أصبحت ملازمة لسيارات الأجرة الكبيرة بحد الغربية.
وجدير بالذكر أيضا محاولة البعض الركوب على عريضة التوقيعات لتصفية حسابات سياسية قديمة، غير أن المشرفين عليها فطنوا للأمر وتعاملوا بذكاء وتحفظ مع كل الملاحظات التي ترى أن قطاع النقل بهذه الجماعة هو رهين مجموعة من علاقات القرابة والزمالة التي تجعل من تبادل المجاملات والمصالح المشتركة يتناسى شكاوى الساكنة ومعاناتهم التي تكفل المكتب المركزي لرابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين بطنجة بوضع رسالة في شأنها لدى باشا أصيلة كما وجدت مساندة من طرف منتدى حقوق الانسان لشمال المغرب الذي ناب عن الموقعين في وضع رسالة لدى السيد والي جهة طنجة تطوان والسيد قائد قيادة حد الغربية والسيد رئيس المجلس القروي حد الغربية.

عن جريدة لاكرونيك
بقلم محمد بومقاصر

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]