منتديات جبالة Montadayat Jbala
كارين آرمسترونغ: المسيحية ليست أكثر تسامحاً من الإسلام 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضوا معنا
او التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا كارين آرمسترونغ: المسيحية ليست أكثر تسامحاً من الإسلام 829894
ادارة المنتدي كارين آرمسترونغ: المسيحية ليست أكثر تسامحاً من الإسلام 103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات جبالة Montadayat Jbala
كارين آرمسترونغ: المسيحية ليست أكثر تسامحاً من الإسلام 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضوا معنا
او التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا كارين آرمسترونغ: المسيحية ليست أكثر تسامحاً من الإسلام 829894
ادارة المنتدي كارين آرمسترونغ: المسيحية ليست أكثر تسامحاً من الإسلام 103798
منتديات جبالة Montadayat Jbala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كارين آرمسترونغ: المسيحية ليست أكثر تسامحاً من الإسلام

اذهب الى الأسفل

كارين آرمسترونغ: المسيحية ليست أكثر تسامحاً من الإسلام Empty كارين آرمسترونغ: المسيحية ليست أكثر تسامحاً من الإسلام

مُساهمة من طرف محمد الورياكلي الثلاثاء مارس 31, 2015 12:55 pm

كارين آرمسترونغ: المسيحية ليست أكثر تسامحاً من الإسلام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
علاقة سياسة الازدراء الغربية وعلمانية العرب الاستبدادية بهجمات "داعش" الهمجية

كارين آرمسترونغ: المسيحية ليست أكثر تسامحاً من الإسلام

ترى كارين آرمسترونغ الباحثة البريطانية الشهيرة المختصة في العلوم الدينية أن الكثير من الصفات التي تُنْسَب إلى الإسلام في النقاشات الأوروبية هي عبارة عن تحريف: له تقليد قديم-جديد شائن في تاريخ الغرب. وتنتقد آرمسترونغ الأفكار التي تقول إن الإسلام أكثر عنفًا مقارنةً بالمسيحيَّة. الصحفية الألمانية كلاوديا منده أجرت معها الحوار التالي لموقع قنطرة.
السيدة آرمسترونغ، كتبتِ قبل فترة في صحيفة "الغارديان" البريطانيَّة أنَّ العنف الهمجي الذي يمارسه تنظيم الدولة الإسلاميَّة قد جاء، جزئيًا على الأقل، "نتيجةً لسياسة الازدراء الغربيَّة". هل ما زلتِ ترين الأمر على هذا النحو اليوم؟
كارين آرمسترونغ: نعم، بالتأكيد! إذا كانت هجمات باريس مستوحاةً من فكر تنظيم القاعدة، فهذا يعني أنَّ دوافعها كانت سياسيَّةً ودينيَّةً، وقد وقع الهجوم في باريس على رمز الحضارة الغربية العلمانيَّة المقدَّس، أي حريَّة التعبير، التي تُعتبر أحد مُثُل التنوير العليا. ومن الأمور الجوهريَّة في المجتمع الرأسمالي أنْ يكون الناس متحررين من قيود الكنيسة أو الطبقة أو جماعة الصنعة. لقد قال الإرهابيون في باريس: "أنتم تهاجمون رمزنا المقدَّس (النبي محمد)، إذًا نهاجم رمزكم وسوف تتعرفون عندها على الشعور بذلك".
ولكن ما علاقة هذا بازدراء الغرب للعالم العربي؟
كارين آرمسترونغ: منذ حقبة الحروب الصليبية والنبي [محمد] يُصوَّرُ في الغرب على أنَّه مُشَعْوِذٌ يفرض إرادته بالقوة الغاشمة وشخصٌ مصابٌ بالصَرَع شهوانيٌ. وصورة الإسلام المشوَّهة هذه نشأت في نفس الوقت الذي نشأ فيه العداء الأوروبي للساميَّة، حيث هُزئ باليهود وصُوِّروا باعتبارهم أعداء أوروبا المتنفذين الخبثاء العنيفين المنحرفين. لذلك جاء الهجوم على المجلة الساخرة جزئيًا نتيجةً للازدراء الغربي.
أما الهجوم على المتجر اليهودي المختص بالأطعمة الموافقة لأحكام الدين اليهودي، الهجوم الذي كان مدعومًا من قبل تنظيم الدولة الإسلاميَّة، فقد كان موجَّهًا ضد الدعم الغربي لإسرائيل، وفي هذا يكمن أيضًا أحد عناصر الازدراء، إذ لم يكن هناك سوى قليل من الاحتجاج على سقوط أعداد هائلة من الضحايا [الفلسطينيين] في حرب غزة الأخيرة. يتملك بعض المسلمين الانطباع بأنَّ حياة الفلسطينيين نساءً وأطفالاً ومسنين ليس لها عندنا نفس قيمة حياة إنساننا في الغرب.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هجومٌ على رؤية التنوير: إذا كانت ضربات باريس مستوحاة من القاعدة تكون خلفياتها سياسيَّةً ودينيَّةً على حدٍّ سواء. استهدفت ضرباتُ باريس حريةَ الرأي أي الرمز المقدس للحضارة الغربية الحديثة العلمانيَّة.
أين ترين جذور هذا الازدراء؟
كارين آرمسترونغ: اعتُبرت فكرة الحريَّة التنويريَّة حكرًا على الأوروبيين، فالآباء المؤسسون للولايات المتحدة، الذين كانوا متأثرين بشدةٍ بأفكار التنوير، أعلنوا بالفعل بفخر: "أنَّ جميع الناس قد خـُلقوا متساويين" ولهم الحق بالحياة والحرية والمُلكيَّة، لكنهم لم يتورعوا عن امتلاك عبيد أفارقة وطرد السكان الأصليين في القارة الأمريكية من أرض أجدادهم، وقد كتب جون لوك الداعي بالتسامح آنذاك، أنَّ السيِّد يملك الحق "المطلق" بالتحكُّم بعبده، بما في ذلك الحق في قتله متى ما يشاء. وهذا النهج لا يزال مستمرًا، فكثيرٌ من رجال الدولة الذين ساروا في شوارع باريس من أجل حريَّة التعبير، يدعمون أنظمة دول ذات غالبيَّةٍ إسلاميَّةٍ، أنظمة تحرم مواطنيها من الحريات الأساسيَّة. لا تزال بريطانيا والولايات المتحدة على سبيل المثال تدعمان النظام السعودي. هذا بدوره يمثل حالةً أخرى من ازدراء الناس في العالم العربي مفادها: حريَّتُنا أهمُّ من حريَّتِكم.
لكن ألا يجب العودة إلى بعض الآيات القرآنيَّة بغية تفسير ظاهرة العنف الإسلاموي؟
كارين آرمسترونغ: كلا، لا ينبغي ذلك لسببٍ بسيطٍ هو أنَّ هذه المقاطع القرآنية لم تثِر الإرهاب على مدى التاريخ. كلُّ إمبراطوريَّةٍ تقوم على السلطة، سواء كانت هنديَّةً أو صينيَّةً أو فارسيَّةً أو رومانيَّةً أو يونانيَّةً أو بريطانيَّةً. وهذا ينطبق أيضًا على الإمبراطوريَّة الإسلاميَّة. كان الإسلام حتى بداية الحداثة أكثر تسامحًا بكثيرٍ من المسيحيَّة الغربيَّة. وعندما احتل الصليبيون القدس سنة 1099، أصيب الشرق الأوسط بصدمةٍ جرَّاء مجازرهم التي ارتكبوها بحق سكَّان المدينة المسلمين واليهود. ممارسة هذا العنف المنفلت من عقاله لم يكن معروفًا هناك. ومع ذلك، استغرق الأمر خمسين عامًا إلى أنْ قام المسلمون بردِّ العدوان بشكلٍ فعليٍ. وهنالك عنف في الكتاب المقدَّس العبري وفي العهد الجديد يفوق ما في القرآن من عنف.
من شأن علماء اللاهوت المسيحي أنْ يخالفوكِ الرأي.
كارين آرمسترونغ: علماء اللاهوت، الذين يدَّعون عدم وجود فقراتٍ في العهد الجديد تماثل ما يسمى آيات العار 191 – 193 في سورة البقرة، قد نسوا ربما سِفر رؤيا يوحنا، وهو النص المفضَّل لدى المتطرفين المسيحيين، الذين يتوقعون معركة الدينونة الأخيرة، حيث يُبادُ أعداء الله. وهم يفهمون النص حرفيًا ويقتبسون منه أكثر مما يقتبسون من عظة الجبل. الهجوم على الأعداء، الذي تطالب به الآيات 191 وما بعدها في سورة البقرة، ينتهي بدعوة: "... فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ". هذا المخرج لأعداء الله غير موجودٍ في سِفر رؤيا يوحنا.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هجومٌ على رؤية التنوير: إذا كانت ضربات باريس مستوحاة من القاعدة تكون خلفياتها سياسيَّةً ودينيَّةً على حدٍّ سواء. استهدفت ضرباتُ باريس حريةَ الرأي أي الرمز المقدس للحضارة الغربية الحديثة العلمانيَّة.
إذًا لماذا لا تلعب هذه النصوص التي تذكرين دورًا في النقاشات؟
كارين آرمسترونغ: يمكن طرح الحجَّة القائلة بأنَّ هذه المقاطع لا تعكس طابع العهد الجديد ككل – لكنَّ الحجَّة ذاتها يمكن قولها بالطبع فيما يسمَّى بـ "آيات العار" أيضًا، المسيح نفسه، الذي أمر أتباعه بأن يحبُّوا أعداءهم وبأنْ يُديروا الخد الأيسر إن هُجِموا، كان قد حذَّرهم في الوقت نفسه بقوله: "ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً" (متى 10، 14).
جميع الكتب المقدسة تحوي فقرات عُنْفٍ يتمُّ اقتباسها واستخدامها خارج سياقها وتُولى أهميَّةً مفرطةً تهدم رسالتها السلميَّة التي تكمن من حيث المبدأ في جميع الأديان.
هل تعتبرين إذًا أنَّ التصوُّر الشائع بأنَّ الإسلام قام على العنف منذ البداية هو تصوُّرٌ خاطئٌ؟
كارين آرمسترونغ: تعود هذه الفكرة إلى زمن الحروب الصليبية، عندما هاجم المسيحيون الغربيون المسلمين في الشرق الأوسط. ويمكن إرجاعها إلى إحساسٍ خفيٍّ بالخطيئة، فالمسيح أمر أتباعه بأن يحبُّوا أعداءهم، لا أن يفنوهم. الاعتقاد بأنَّ الإسلام كان دائمًا دين السيف، نشره رهبانٌ مسيحيون في القرن الثاني عشر – حيث أسقطوا قلقهم بشأن سلوكهم الخاص على ضحاياهم.
ولكن كيف كانت الحال لدى نشوء الإمبراطوريَّة الإسلاميَّة؟ ألم يُستخدم العنف؟
كارين آرمسترونغ: في فجر الإسلام، عندما كان المسلمون لا يزالون أقليَّةً مضيَّقًا عليها في مكَّة، منعهم القرآن من الردِّ على الاعتداءات. لكن عندما اضطروا بسبب تعرضهم للاضطهاد إلى الفرار إلى المدينة وتأسيس دولةٍ هناك، كان لا بدَّ للمسلمين – شأنهم في ذلك شأن مؤسسي الدول الأخرى – أنْ يقاتلوا، والقرآن أيَّد ذلك. بيد أنَّ المؤرخين العسكريين يقولون إنَّ محمدًا والخلفاء الأوائل كانوا استثناءً في اعتمادهم الدبلوماسية لبناء إمبراطوريتهم أكثر من استخدامهم العنف.
ثمة فرقٌ آخر بين الشرق والغرب، هو غياب الفصل بين الدين والدولة في العالم العربي. لماذا تواجه العلمانيَّة بعدم القبول هناك؟
كارين آرمسترونغ: نشوء العلمانيَّة في الغرب في غُضون القرن الثامن عشر كان ابتكارًا جذريًا. وكان الدين قبل الحداثة ينفذ إلى جميع مجالات الحياة بسبب رغبة الناس في إضفاء مغزى على حياتهم. إنَّ فكرة النظر إلى "الدين" باعتباره مسعى خاصًا مفصولاً عن نشاطات الحياة الأخرى كانت قبل الحداثة غير معروفة في أوروبا كما هي الحال في بقيَّة أنحاء العالم. وليس هناك ثقافة أخرى لديها ما يمكن مقارنته بهذا. الكلمات التي نترجمها عندنا بكلمة ديانة (مثل كلمة الدين بالعربية أو كلمة دارما بالسنسكريتية) تشير إلى أسلوب حياةٍ كاملٍ. هكذا كان إبعاد الدين عن السياسة مستحيلاً، مثل إبعاد مكوِّن الجِنْ عن مشروب الكوكتيل. وهذا ليس لأنهم أغبياء غير قادرين على تمييز مجالين مختلفين بعضهما عن بعض، إنما بسبب الأهميَّة المقدسة التي كانت تولى لقضايا مثل مصير الفقراء والحفاظ على النظام العام والعدالة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الباحثة البريطانية الشهيرة كارين آرمسترونغ المختصة في مجال الدراسات الدينيَّة، نشرت العديد من الكتب التي تتناول مواضيع الإسلام والدين والعنف. وقد صدر أحدث مؤلفاتها سنة 2014: "حقول الدم: الدين وتاريخ العنف".
هل تُعْتَبَرُ العلمانيَّة في الدول ذات الطابع الإسلامي مستوردةً من الغرب في المقام الأول؟
كارين آرمسترونغ: إنها مستوردة من الغرب. تطورت العلمانيَّة من حراكنا الأوروبي وليس تلبيَّةً لأوامر أحدٍ ما، وهي جوهريَّة من أجل التحديث عندنا وكثرٌ يعتبرونها من دواعي التحرُّر. بيد أنَّ العلمانيَّة في العالم العربي شيءٌ مستوردٌ من الخارج، فرضته القوى الاستعماريَّة.
ارتبطت العلمانيَّة في العالم العربي بالخضوع أكثر مما ارتبطت بالحريَّة السياسيَّة. وبعد مغادرة السادة المُسْتَعْمِرين، فُرضت العلمانيَّة بالعنف في الكثير من الأحيان، بحيث بدت وكأنها شرٌّ. عندما أدخل أتاتورك العلمانية إلى تركيا الحديثة، أغلق المدارس الدينيَّة الإسلاميَّة. أما سياسة التطهير العرقي التي اتبعها، فقد ربطت العلمانيَّة إلى الأبد بعنف اتحاد تركيا الفتاة (أو الشباب الأتراك)، التنظيم العلماني الذي كان مسئولًا عن مذبحة الأرمن في تركيا العثمانيَّة إبان الحرب العالمية الأولى. هؤلاء الحكام أرادوا أنْ تظهر البلاد بمظهرٍ حديثٍ (أي أوروبي)، على الرغم من أنَّ الأفكار الغربية لم تكُن مألوفةً لدى غالبية السكان.
كيف كانت الحال في مصر، مهد الإسلام السياسي؟
كارين آرمسترونغ: بعد محاولة اغتياله في سنة 1954 قام جمال عبد الناصر بسجن آلاف المنتمين للإخوان المسلمين، وكان جلهم أبرياء، اعتـُقل القسم الأكبر منهم بلا محاكمات بذريعة تهمٍ مثل توزيع منشوراتٍ أو حضور اجتماعاتٍ. وكان من بين هؤلاء سيد قطب الذي شهِدَ تعرُّض الأخوان المسلمين للضرب والتعذيب والقتل في السجون، وسَمِعَ وعد عبد الناصر بعلمنَة مصر وفق النموذج الغربي وتقييد الإسلام وحصره في المجال الخاص، فاعتبر العلمانيَّة شرًا كبيرًا. عندها كتب في السجن كتاب "معالم في الطريق" الذي يعتبر من أهم مراجع الأصوليَّة السنيَّة. ثم أعدم بأمرٍ من عبد الناصر في سنة 1966. أما بقية الإخوان المسلمين فأصبحوا متطرفين في سجون عبد الناصر الرهيبة. ولدى الإفراج عنهم في سنة 1970، أدخلوا تطرُّفهم في نهاية المطاف إلى الاتجاه السائد.
حاورتها: كلاوديا منده

ترجمة: يوسف حجازي

♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
كلمة حق في زمن النفاق
يجب أن تقال
محمد الورياكلي
محمد الورياكلي
فارس المنتدى
فارس المنتدى

الجنس : ذكر عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كارين آرمسترونغ: المسيحية ليست أكثر تسامحاً من الإسلام Empty نهاية "دولة الخلافة" على أيدي أهالي تكريت والموصل

مُساهمة من طرف محمد الورياكلي الثلاثاء مارس 31, 2015 1:03 pm

الصراع السني الشيعي في العراق وخطأ رؤية الهلال الخصيب بمنظار "قناص أمريكي"

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

نهاية "دولة الخلافة" على أيدي أهالي تكريت والموصل

مخطئ مَنْ يعتقد أن سُنّة تكريت والموصل سيستقبلون الميليشيات الشيعية كمحررة لهم، لأنهم يخشونها أكثر من خوفهم من تنظيم الدولة الإسلامية، وفق ما يرى الصحفي والكاتب الألماني شتيفان بوخن. ويقول في تحليله التالي لموقع قنطرة إن رغم رفض الكثيرين من السُّنة لتجاوزات التنظيم -من إعدامات وتدمير للآثار وفرض أحكام متطرفة- بل ووصفهم له بالإرهابي لكنهم لا يستغنون عنه في مواجهة الميليشيات الطائفية: على مبدأ "عدو عدوي صديقي". ويرى أن "الخلافة" تضعف نفسها بنفسها باستخدامها العنف المفرط وأن الأهالي السنة حين يرون أن ضعف "داعش" يدعم تقدُّم "ماعش" فسيتخلصون بأنفسهم من هذا التنظيم، وعندئذٍ تنتهي حلقة "الخلافة".
بجدٍ ونشاط يعمل خبراء الشرق الأوسط والباحثون المختصون في شؤون الجماعات الإسلامية على إبراز الفرق بين تنظيم "الدولة الإسلامية" وتنظيم "القاعدة". ويشرحون لماذا يعتبر هذا التهديد الجديد أكبر بكثير من التهديد القديم. وضمن هذا السياق يقولون إنَّ تنظيم الدولة الإسلامية لديه "مجال إقليمي"، بينما لم يكن لدى بن لادن أي مجال أقليمي (وهذا غير صحيح تمامًا للفترة حتى نهاية عام 2001)، وإنَّ الإرهابيين الجدد قد أعلنوا وبكلِّ صراحة عن قيام ​​"خلافتهم"، في حين أنَّ الإرهابيين القدماء كانوا يعملون من تحت الأرض، إلخ…
على الأرجح أنَّ هذه "الخلافة" لن تكون موجودة قبل أن يجفّ تقريبًا حبر جميع الدراسات والأبحاث حول "عودة الخلافة". إذ إنَّها باتت تتضاءل بالفعل. وسوف يثبت أنَّ مدى الإثارة التي يسببها تنظيم "الدولة الإسلامية" هو أصغر مما يمكن توقُّعه من خلال الاهتمام الذي يرفع من شأن هذا التنظيم حاليًا. وبطبيعة الحال إنَّ تنظيم الدولة الإسلامية لن يختفي تمامًا بهذه السرعة. بل سوف يستمر وجوده تحت الأرض كفصيل سُنِّي متطرِّف وبكلِّ تأكيد أيضًا سوف يعيث في الأرض دمارًا وفسادًا.
وهذا الاهتمام المبالغ فيه له آثار جانبية منها الذعر والخوف من احتمال وقوع اعتداءات في مدينتي بريمن وبراونشفايغ الألمانيتين. أمَّا تأثيره الرئيسي فيكمن في الواقع في كوننا نرى الأحداث الجارية في منطقة الهلال الخصيب وكأنَّنا ننظر إليها من خلال منظار "قنَّاص أمريكي". ومثلما هي الحال في فيلم أكشن جديد للمخرج الأمريكي كلينت إيستوود، يتكوَّن العدو من بعض "المسلمين الهمجيين"، الذين يكرهون الغرب. ومثل مخرج هوليوود هذا يبدو أنَّنا ننسى في بعض الأحيان أنَّ رواية "الإسلام المتطرِّف ضدَّ الغرب" في العراق لم تظهر إلاَّ من خلال الغزو الذي قادته الولايات المتَّحدة الأمريكية في عام 2003.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الجهاديون أثناء انسحابهم ـ "سوف يثبت أنَّ مدى الإثارة التي يسببها تنظيم الدولة الإسلامية هو أصغر مما يمكن توقُّعه من خلال الاهتمام الذي يرفع من شأن هذا التنظيم حاليًا. وبطبيعة الحال إنَّ تنظيم الدولة الإسلامية لن يختفي تمامًا بهذه السرعة. بل سوف يستمر وجوده تحت الأرض كفصيل سُنِّي متطرِّف"، حسب رأي شتيفان بوخن.
خطّ صراع محجوب
ومنذ ذلك الحين أصبحت هذه الرواية من دون ريب واقعية. بيد أنَّها تحجب خطّ صراع آخر، يمتد منذ عقود من الزمن عبر الشرق الأدنى والأوسط. وإذا تتبعنا هذا الخطّ، فسنلاحظ أنَّ تنظيم "الدولة الإسلامية" يتلاشى في حلقة ضمن مسلسل الحرب الدينية الإسلامية الداخلية الطويلة بين الشيعة والسُّنة. يتجلى الطابع المرحلي لتنظيم "الدولة الإسلامية" عندما يتم تصنيفه ضمن هذه الحرب الدينية، التي تم إشعالها قبل ستة وثلاثين عامًا بفعل التنافس بين جمهورية إيران الإسلامية الثورية والمملكة العربية السعودية.
يوضِّح الباحث الألماني الشباب كريستوف غونتر ذلك بنظريته حول "الدولة الثانية في بلاد ما بين النهرين"، ويرى أنَّ هناك مشروعًا سريًا مضادًا تكوَّن منذ صيف عام 2003 إلى جانب الدولة الجديدة التي يهيمن عليها الشيعة في العراق، والتي تعتمد نخبتها على الجارة الكبيرة إيران. لقد أفرغ هذا المشروع طاقته العنفة للمرَّة الأولى في التاسع والعشرين من شهر آب/ أوغسطس 2003 في تفجير مدمِّر وقع في مدينة النجف، وقُتل فيه رجل الدين الشيعي محمد باقر الحكيم وأكثر من مائة شخص آخر.
لقد كانت هناك مجموعات مختلفة وحَّدت صفوفها تحت راية الدولة الوهمية البديلة المعادية للشيعة: مسؤولون سابقون من نظام صدام حسين الذي أزالته القنابل توحدوا مع إسلاميين متطرِّفين. وما وحدَّهم هو كونهم كانوا جميعًا من السُّنة. ومن هذا المشروع السُّني المضاد ظهرت في نهاية المطاف "الدولة الإسلامية".
الحرب الدينية الإسلامية الداخلية: مثال سوريا
وفي حين أنَّ طبيعة الصراع الطائفية في عراق ما بعد صدام حسين كانت واضحة منذ البداية، كان الصراع في سوريا يبدو في البداية وكأنَّه ثورة يقوم بها المجتمع المدني ضدَّ نظام سلطوي عفا عليه الزمن. ولكن بعد فترة قصيرة صارت تُسمع في مظاهرات في مدينتي حمص وحماة هتافات مثل "العلويين (الشيعة) إلى التابوت" و"المسيحيين إلى بيروت". وابتداء من صيف عام 2012 لم يعد من الممكن فصل الأحداث في سوريا - حيث صار الآن المتمرِّدون السُّنة المسلحون يريدون إسقاط نظام الأسد بالقوة - عن الأحداث الجارية في العراق، حيث دعا السُّنة - وخاصة في محافظتي الأنبار والموصل - إلى "الثورة" على حكومة رئيس الوزراء في ذلك الحين نوري المالكي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الميليشيات الشيعية المرهوبة الجانب - إذا تم تحرير تكريت، فسيعطي ذلك الحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد دفعة قوية لمواصلة القتال ضدَّ متطرِّفي تنظيم الدولة الإسلامية، الذين ما زالوا يسيطرون على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا. ولكن تتوارد التقارير عن تعرُّض السُّنة للقتل من قبل أفراد الميليشيات الشيعية المندفعة. ومن أجل تجنُّب هذا المصير فقد هرب آلاف من أهالي تكريت إلى مناطق أعمق لا يزال يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.
أمَّا البقية فهي إذا جاز التعبير تاريخ. وهذا التاريخ لم ينته بعد، بل هو يهدف بدلاً عن ذلك إلى بلوغ ذروة جديدة في تكريت والموصل. حيث حوَّل مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" السُّنة مسقط رأس صدام حسين إلى مركزهم الخارجي على نهر دجلة، حيث تسعى الميليشيات الشيعية التي يقودها جنرال من الحرس الثوري الإيراني إلى الاستيلاء على هذه المدينة.
ترافق المعارك الدائرة هناك عمليات تطهير "طائفي". ففي أثناء تقدَّمهم على طول نهر دجلة في العام الماضي كان مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية يقتلون الشيعة جنودًا ومدنيين. والآن تتوارد التقارير والأخبار حول تعرُّض السُّنة للقتل على يدّ أفراد الميليشيات الشيعية المندفعة. ومن أجل تجنُّب هذا المصير فقد هرب آلاف من أهالي تكريت إلى مناطق أعمق ما زال يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.
تنظيم الدولة الإسلامية كبديل مضاد للميليشيات الشيعية
مَنْ يعتقد أنَّ السُّنة في تكريت والموصل سوف يستقبلون أعداء تنظيم الدولة الإسلامية كمحرِّرين يُخطئ في اعتقاده هذا. وذلك لأنَّهم يخافون من الميليشيات الشيعية أكثر من خوفهم من تنظيم الدولة الإسلامية. وهذا يُظهر مدى الاستقطاب الذي خلقته الحرب الدينية الإسلامية الداخلية في المجتمع العراقي. وعلى الرغم من أنَّ الكثيرين من السُّنة يرفضون تجاوزات تنظيم الدولة الإسلامية - من إعدامات وتدمير للآثار والكنوز الفنِّية وفرض أحكام متطرِّفة على اللباس - وحتى أنَّهم يصفون مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية على أنَّهم "إرهابيون"، إلاَّ أنَّهم يقولون إنَّ تنظيم الدولة الإسلامية يعتبر بديلاً لا غنًى عنه من أجل مواجهة الميليشيات الشيعية.
لن يغيِّر الأهالي العرب السُّنة موقفهم المتسامح مع تنظيم الدولة الإسلامية إلاَّ عندما يلاحظون أنَّ "خلافة تنظيم الدولة الإسلامية" تنهار تحت الضغط المتفاقم من قبل الميليشيات الشيعية (بما فيها بقية الجيش السوري)، ومن خلال الغارات الجوية وهجمات القوَّات الخاصة التي تقودها الولايات المتَّحدة الأمريكية وهجمات البيشمركة الكردية ومقاتلي حزب العمال الكردستاني.
وبالإضافة إلى ذلك فإنَّ هذه "الخلافة" تضعف نفسها بنفسها من خلال استخدامها العنف المفرط في الداخل. إذ لا يمكن لعصابة تتكوَّن من قتلة المحافظة على "دولة" لفترة طويلة. وإذا كان يجب على الأهالي السُّنة في منطقة الهلال الخصيب أن يخشوا من أنَّ ضعف تنظيم الدولة الإسلامية سيدعم تقدُّم الشيعة، فعندئذ سوف يتخلصون بأنفسهم من هذا التنظيم المتطرِّف. وستكون هذه هي اللحظة التي ستنتهي فيها حلقة "الخلافة".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
"إذا كان يجب على الأهالي السُّنة في منطقة الهلال الخصيب أن يخشوا من أنَّ ضعف تنظيم الدولة الإسلامية سيدعم تقدُّم الشيعة، فعندئذ سوف يتخلصون بأنفسهم من هذا التنظيم المتطرِّف. وستكون هذه هي اللحظة التي ستنتهي فيها حلقة "الخلافة" "، مثلما يرى الكاتب شتيفان بوخن.
تحالف سُنِّي ضدَّ طهران
ولكن هذا التغيير لن يجلب معه المصالحة والسلام الإسلامي الداخلي. وحتى إذا اختفى تنظيم الدولة الإسلامية كعامل قوة لديه مجاله الإقليمي الخاص، فإنَّ الحرب الدينة في منطقة الهلال الخصيب سوف تستمر على الرغم من ذلك. وذلك لأنَّ المملكة العربية السعودية والأسر الحاكمة الأخرى في منطقة الخليج ستساعد على إقامة قوة مضادة أخرى للحكومات المدعومة من قبل إيران في كلّ من بغداد ودمشق.
وفي ضوء هذا الواقع فإنَّ حتى الصراعات الموجودة لدى الغرب مع مختلف الأطراف الفاعلة في الشرق الأدنى والأوسط تبدو في ضوء آخر. فالتنافس بين السُّنة والشيعة سيتم حسمه أيضًا وعلى وجه التحديد في السؤال حول الطرف الذي سيتحدى الغرب (وإسرائيل) بشكل فعَّال.
لقد ظهر هذا المنطق بالفعل أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق. وفي تلك الفترة كان أسلاف تنظيم "الدولة الإسلامية" والشيعة المتطرِّفون يتنافسون على نيل وسام قتل العدد الأكبر من الجنود الأمريكيين. واليوم يحاول تنظيم الدولة الإسلامية ذلك بقطع رؤوس الرهائن الغربيين وبالهجمات الإرهابية وبتدمير المواقع الأثرية.
ومن جانبها تعمل إيران على استفزاز الغرب ببرنامجها النووي وبالتلويح باستخدام العنف ضدَّ إسرائيل وكذلك بسياسة القوة العدوانية التي تنتهجها في المنطقة، والتي يعتبر أحدث رموزها جنرال من الحرس الثوري موجود في القيادة العسكرية بالقرب من تكريت. لن يعود السلام إلى المنطقة إلاَّ عندما يصبح من غير الممكن "تسجل نقاط" باستخدام مثل هذه الأستفزازات.
شتيفان بوخن

ترجمة: رائد الباش

♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
كلمة حق في زمن النفاق
يجب أن تقال
محمد الورياكلي
محمد الورياكلي
فارس المنتدى
فارس المنتدى

الجنس : ذكر عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى