منتديات جبالة Montadayat Jbala
دراسة ……. الناصرية .. والإسلام .. رؤى مستنيرة ومنهج صحيح دراسة على حلقات بقلم / د. رفعت سيد أحمد 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضوا معنا
او التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا دراسة ……. الناصرية .. والإسلام .. رؤى مستنيرة ومنهج صحيح دراسة على حلقات بقلم / د. رفعت سيد أحمد 829894
ادارة المنتدي دراسة ……. الناصرية .. والإسلام .. رؤى مستنيرة ومنهج صحيح دراسة على حلقات بقلم / د. رفعت سيد أحمد 103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات جبالة Montadayat Jbala
دراسة ……. الناصرية .. والإسلام .. رؤى مستنيرة ومنهج صحيح دراسة على حلقات بقلم / د. رفعت سيد أحمد 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضوا معنا
او التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا دراسة ……. الناصرية .. والإسلام .. رؤى مستنيرة ومنهج صحيح دراسة على حلقات بقلم / د. رفعت سيد أحمد 829894
ادارة المنتدي دراسة ……. الناصرية .. والإسلام .. رؤى مستنيرة ومنهج صحيح دراسة على حلقات بقلم / د. رفعت سيد أحمد 103798
منتديات جبالة Montadayat Jbala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دراسة ……. الناصرية .. والإسلام .. رؤى مستنيرة ومنهج صحيح دراسة على حلقات بقلم / د. رفعت سيد أحمد

اذهب الى الأسفل

دراسة ……. الناصرية .. والإسلام .. رؤى مستنيرة ومنهج صحيح دراسة على حلقات بقلم / د. رفعت سيد أحمد Empty دراسة ……. الناصرية .. والإسلام .. رؤى مستنيرة ومنهج صحيح دراسة على حلقات بقلم / د. رفعت سيد أحمد

مُساهمة من طرف محمد الورياكلي الأحد سبتمبر 29, 2013 1:21 am

دراسة ……. الناصرية .. والإسلام .. رؤى مستنيرة ومنهج صحيح دراسة على حلقات بقلم / د. رفعت سيد أحمد
28سبتمبر
2013
 

دراسة ……. الناصرية .. والإسلام .. رؤى مستنيرة ومنهج صحيح دراسة على حلقات بقلم / د. رفعت سيد أحمد 92672_660_421445_opt2مجلة الوعي العربي -فى ذكرى رحيله الثالثة والاربعين ورداً على اتهامات إسلاميى ما بعد الثورات لعبد الناصر بالعداء للإسلام :
الناصرية .. والإسلام .. رؤى مستنيرة ومنهج صحيح (1/5)
دراسة على حلقات بقلم / د. رفعت سيد أحمد
* مصادر الفكر الإسلامى لدى عبد الناصر تعود وقراءاته ووعيه السياسى المبكر وإلى علاقاته بالإخوان ومصر الفتاة قبل الثورة
* الدين لدى عبد الناصر مكون رئيسى فى التنمية الشاملة وليس أيديولوجية للتطرف والعنف
* عبد الناصر كان ضد النظرة المتزمتة للإسلام والقومية العربية لا قيمة أو دور لها من غير المضمون الحضارى الإسلامى .
* الإسلام لدى عبد الناصر له دور رئيسى فى مواجهة التحديات الخارجية وهى العنصر الأبرز فيه
* فى الذكرى الثالثة والاربعين لرحيل الزعيم القومى جمال عبدالناصر(28/9/1970) وبعد أن سقط الإخوان من على عرش مصر فى 30/6/2013 بعد هذا التاريخ دأبوا – ومعهم فريق من الوهابيين السلفيين شديدى التخلف -على اتهام عبد الناصر بكل الموبقات السياسية والأخلاقية ، مثلما كان يفعل د. محمد مرسى رئيس مصر المعزول ، فى التهكم من فترة حكم عبد الناصر وجميعنا نتذكر مقولته الساخرة الشهيرة (الستينات وما أدراك ما الستينات) والتى جاءت فى معرض اتهام تلك الفترة بالإرهاب والظلم، والاستبداد .
* إن عبد الناصر لدى الإخوان وفى مجمل وثائقهم (حاكم يعادى الإسلام) لمجرد أنه يعاديهم، حيث هم الإسلام ، ومن عاداهم يصبح بالتبعية خارجاً عن الملة ، وعبد الناصر لديهم لا يمتلك رؤية إسلامية صحيحة بل رؤية فاسدة وأحياناً (كافرة) فهل هذه الاتهامات صحيحة ؟ وهل كان عبد الناصر علمانياً ، معادياً للإسلام بالفعل ، هذا ما ستحاول هذه الدراسة الإجابة عليه من خلال بحث علمى موثق ، نرفع فيه اللبس ونرد على الاتهام بالعلم .
* سيظل عبد الناصر ، حاضراً ، بفكره وتجربته ، مهما طال الزمن أو بعد ، ربما يعود ذلك إلى أن تجربته كانت ثرية بإنجازاتها ؛ ربما يعود ذلك إلى أنها جاءت فى لحظة تاريخية فاصلة من عمر الأمة ، فخلقت واقعاً جديداً مفصلياً فى تاريخ مصر الحديث .. وربما لأسباب أخرى سياسية داخلية وخارجية كان لهذه التجربة الناصرية بريقها وديمومتها ، رغم أخطائها بل وخطاباتها العديدة ، واليوم نعيد فتح ملف هذه التجربة من زاوية جديدة ، زاوية نحسبها لاتزال تطلق تأثيراتها ، وتفرض معاركها علينا ، وعلى العالم ، زاوية (الإسلام) وموقعه فى مدركات وسلوكيات الأنظمة الحاكمة ، اليوم نحاول أن نعيد قراءة رؤية عبد الناصر للإسلام وهى الرؤية التى نحتاجها اليوم ، تعبيراً عن جدلية الصراع بين نظام وحركة الإخوان المسلمين لكثرة ما كتب فيه من زاوية ، ولعدم جدوى تذكر المأساة من زاوية أخرى ، نريد أن نفتح قوساً أوسع ، من هذا القوس الإخوانى – الناصرى الضيق – رغم أهميته للباحثين وللحركيين الإسلاميين والناصريين ، القوس الذى نريد أن نفتحه هو قوس الرؤية والمدركات والفلسفة التى حكمت المشروع الناصرى (1952 – 1970) تجاه الإسلام : حركات ، وقيم، ومؤسسات وثقافة كيف كانت وإلى أى مآل انتهت ، وكيف نستفيد منها اليوم أو غداً فى مجال التعامل مع قضايا مصر والمنطقة والعالم التى تتفجر من حولنا ، ويحتل الفهم للإسلام (خطأ أو صواباً) جزءاً من عملية تفجيرها .
هذا ما سنحاوله هذه الدراسة التى سبق ومثلت بعض فقراتها جزءاً من أطروحة الماجستير التى حصل كاتب هذه الدراسة عام (1983) من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ، واليوم نجددها ، وتجدر قضاياها ونعيد طرح جوهر الدراسة للحوار فى أجواء ثورة 30 يونيو 2013، من أجل مصر فى ذكرى ثورة يوليو الحادية والستين فماذا عنها ؟ .
مصادر فكر عبد الناصر الإسلامى
يتجه البحث عن مصادر فكر عبد الناصر إلى مناقشة جذور العلاقة التى ربطت عبد الناصر بإشكالية البحث ، سواء على المستوى العملى (علاقاته بالإخوان المسلمين ، والوفد ، ومصر الفتاة ، والمؤسسة العسكرية) أو على المستوى الفكرى كقراءاته وثقافته العامة ، وعليه سوف تتجه الدراسة بشأن هذه القضية إلى تناول علاقات عبد الناصر العملية والفكرية فى المرحلة السابقة على قيام الثورة والتى تتحدد فى علاقة عبد الناصر بالإخوان المسلمين ، وبمصر الفتاة وبالوفد .
وبالنسبة لعلاقته بالإخوان المسلمين ، والتى بدأت عملياً عام 1944 بلقاء مع الضابط المتقاعد/ محمود لبيب ، وأثرت هذه العلاقة عليه ولكن بشكل غير مباشر ، حيث أخذ منها الانضباط ودقة النظام ، والهيراركية السياسية ، وهى الأمور التى كانت أكثر جاذبية للضباط بوجه عام ، ولعبد الناصر على وجه الخصوص ، ولكن لم يصل هذا التأثير لأبعد من هذا . فلم يأخذ عنهم عبد الناصر فكرة الربط بين الدين والسياسة ، بل كان حريصاً على عدم ربط حركته بأى أيديولوجية معينة ، ولكنه فى ذات الوقت لم يعاد أياً من النظريات القائمة مما ساعده على إقامة اتصال بكل التنظيمات فكان منفتحاً على الشيوعيين ، وعلى الإخوان المسلمين على السواء .
أما بالنسبة لعلاقته بمصر الفتاة ، فيرى البعض أن نظرة عبد الناصر إلى السلطة ، وموقفه وسياساته تجاه البريطانيين أو الغرب والشرق العربى ، والعالم ، كذلك إدراكه للمسألة الوطنية المصرية ، كل هذه الأمور تبدو قريبة الشبه جداً من تصور مصر الفتاة إلى الحد الذى يصعب معه اعتبارها مجرد صدفة أو مبالغة فى التقدير .
ولا أحد ينكر هذه الحقيقة الهامة حول تأثر عبد الناصر بفكر مصر الفتاة ، لتصبح أحد روافده الفكرية الهامة ، وقد تعود إليها نظرته إلى قضايا الإصلاح وسياسات التمصير ، ولكن تأثير مصر الفتاة الدينى على عبد الناصر لم يكن واضحاً بالقدر الكافى ولا يمكن اكتشافه إلا فى سياق معاداتها للنموذج الغربى ، على وجه العموم ، والذى ظل يمثل هاجساً سياسياً مستمراً عند زعامة مصر الفتاة وتحديداً أحمد حسين وفتحى رضوان ، وهو السياق الوحيد الذى يوضح موقع الدين والدولة عند هذه الزعامة ، وحجم تأثر عبد الناصر بها .
ولعل فى إثارة العلاقة المفقودة بين عبد الناصر وحزب الوفد ، ما يثير الانتباه ، فهذه العلاقة لم تكن قائمة بنفس الدرجة التى قامت بين عبد الناصر وجماعات الرفض الأخرى كالإخوان المسلمين والشيوعيين ومصر الفتاة ، وهو الأمر الذى قد يفسر ما أشار إليه أحمد حمروش بأنه لم يكن موجوداً بين قيادة التنظيم قبطى واحد ، مما يعنى عدم تأثر عبد الناصر بعلمانية الوفد وموقفه تجاه مسألة الوحدة الوطنية ، وعلاقة الدين بالسياسة ، ومن جانب آخر فإن تزايد الفساد السياسى والاجتماعى الذى ارتبط ببعض قيادات الوفد أعطى صورة غير طيبة له عند عبد الناصر وزملائه ، ولكن هذا الموقف من قبل عبد الناصر تجاه الوفد ، لم يمنعه عندما تولى السلطة رسمياً عام 1954 من أن يبدأ طريقه مع العلمانية الاجتماعية ، وإن كان بأداء مختلف عن أداء الوفد .
وتأتى تجربة عبد الناصر الشخصية فى التعليم الابتدائى والثانوى واشتراكه فى المظاهرات الصاخبة التى قادتها مصر الفتاة عام 1936 ثم دخوله فى الكلية الحربية وتأثره بالنموذج العسكرى فى التنظيم والتفكير ، تأتى هذه التجارب لتمثل رافداً رابعاً وأخيراً فى روافد الفكر الدينى لعبد الناصر ، والتى تؤكد جميعها على نقطة هامة وهى أن عبد الناصر كان لا يميل إلى العلمانية بمعناها الغربى فى علاقة الدين بالدولة .
موقع (الدين) فى فكر عبد الناصر :
بعد نجاح الثورة عام 1952 استمر الصراع على السلطة ، ومن حولها حتى عام 1954 ، ومنذ هذا التاريخ وحتى عام 1970 ، كان عبد الناصر الرجل الأول فى النظام وعليه أثير ولايزال الجدل ، حول موقع الدين وقضاياه المختلفة من الإدراك الناصرى وأيضاً موقع الإسلام تحديداً منه ، وفى هذا السياق سبق أن استخدم كاتب هذه الدراسة عدة مناهج لدراسة هذا الموقع للدين فى مدركات عبد الناصر ، وذلك أثناء رسالتيه للماجستير (1983) والدكتوراه (1988) وفى كتب أخرى لنا وتناولنا هذا الموقع للدين لدى عبد الناصر على مستويين :
1 – المستوى الأول : تحليل العينة الوثائقية ونقصد هنا الجزء الدينى فى خطب ووثائق عبد الناصر ونتائجه الكمية .
2 – المستوى الثانى : التحليل الكيفى للعينة وذلك مع ربط المستويين بطبيعة المرحلة وسياقها التاريخى .
1 – مستوى العينة الوثائقية ونتائجها الرقمية : وفيه استخدمنا لتحليل مدركات عبد الناصر تجاه قضية الدين ، عينة من خطبه ، بالإضافة إلى ثلاث وثائق أساسية هى فلسفة الثورة ، الميثاق الوطنى ، بيان 30 مارس ، ويرجع السبب فى اختيار هذه العينة من الخطابات والوثائق أن هذه الخطابات هى فقط الخطابات التى ورد بها ذكر للدين سواء كفكرة أو ككلمة ، وبالنسبة للوثائق ، اعتبرها الباحث المحصلة الرسمية التى يمكن من خلالها رصد الموقف الرسمى للنظام تجاه العديد من القضايا ، وكانت بمثابة نقاط التحول الفكرية الهامة فى الفكر الرسمى لعبد الناصر وللنظام ، والتى احتل الدين أهمية خاصة فيها ، واتبعنا ثلاث خطوات للتعامل مع هذه العينة :
أ – الخطوة الأولى :وهى التى تتصل بعينة الخطب والأحاديث السياسية حيث يلاحظ أن الإجمالى العام للخطب والأحاديث السياسية لعبد الناصر خلال الفترة من عام 1952 حتى عام 1970 كان 834 ، والاجمالى العام لعدد الخطب والأحاديث التى تحدث فيها عن الدين خلال هذه الفترة هو 55 خطاباً وبالتالى تصير النسبة المئوية للخطب والأحاديث التى ورد بها الدين هى 6.6% منسوباً لإجمالى عدد الخطب .
يلاحظ على الفترات التى زاد فيها الحديث عن الدين فى خطب وأحاديث عبد الناصر بعد المقارنة بالاجمالى العام لها ، أن الفترة (67 – 1970) هى أعلى الفترات التى استخدم فيها عبد الناصر ما يمكن تسميته بالخطاب الدينى ، وهو ما يبدو متسقاً والسياق التاريخى والسياسى العام الذى ميزها والذى اتصف بهزيمة عسكرية فادحة فى عام 1967 أودت بمكاسب كثيرة أوجدها عبد الناصر فى المجتمع المصرى ، مما دفعه إلى أن يرجعها كونها “قدر” وأنها من “الله ” تعالى ومواجهتها تطلب “الإيمان” وأدت هذه الظروف – أيضاً – إلى حالة التقارب الملحوظ مع الدول العربية المحافظة والتي يلعب الإسلام دوراً هاماً في التعامل معها .
ب – الخطوة الثانية :وفيها يخضع الباحث العدد السابق من الخطب والأحاديث التي تحدث فيها عبد الناصر عن الدين بالإضافة إلى الوثائق الرسمية الثلاث لأداة تحليل المضمون على مستوى الفكرة ، والتي تم التوصل بشأنها إلى العديد من النتائج على النحو التالي :
* تزايد الدين كفكرة مستخدمة في وثيقة الميثاق الوطني مقارناً بالوثائق الأخرى ، وإذا عدنا إلى طبيعة المرحلة والسياق الفكري والسياسي العام الذي ولد فيه الميثاق وأصبح معبراً عنه نجده تميز بعدة ميزات هامة تضمن محاولة الطرح المتكامل لأيديولوجية النظام والتعبئة السياسية والتحول الإجتماعي نحو التنمية ، فقضاي الصراع الخارجي واتهام التجربة الإشتراكية بالإلحاد جميعها كان الدين قاسماً مشتركا فيها وبالتالي كان بروزه في الميثاق الوطني ليصبح عدد تكراراته = 60% من إجمالي التكرارات لجميع الوثائق الرسمية الثلاث : الميثاق – وفلسفة الثورة- بيان 20 مارس .
*أما بالنسبة للخطب والأحاديث نلاحظ ما يلي :
- تزايد للإجمالي العام للفكرة فئة التحليل خلال الفترة 52-1958 حيث وصلت إلى ما يساوي 136 أي ما يساوي 28.6% من الإجمالي العام الذي يساوي 475 والفترة 64-1966 حيث وصلت نسبتها 22.9% من الإجمالي العام وقد يعود هذا إلى أن هاتين الفترتين شهدتا أحداث الصدام الأول والثاني مع الإخوان المسلمين وعملية المواجهة مع فكرة الخلف الإسلامي .
- وتعد الفترة 58-1962 هي أقل الفترات حيث وصلت نسبتها إلى 6.7% من الإجمالي العام للتكرارات وقد يعود هذا التطور السريع لفكرة الوحدة العربية ووصولها إلى التحقيق الفعلي مع سوريا .
* ج : الخطوة الثالثة : وفيها تم استخدام الكلمة الدينية كوحدة للتحليل حيث يلاحظ ارتفاع لبعض الكلمات “كالدين” دون البعض الآخر كالقرآن في فترة زمنية معينة دون فترات أخرى ويعود هذا إل ذات الأسباب التي سبقت الإشارة إليها في الخطوتين السابقتين من حسب السياق الاجتماعي والسياسي العام الذي عاشته مصر خلال الحقبة الناصرية .
2 – المستوى الكيفي للعينة :
من خلال الاستخدام الكيفي للمعلومات التي توفرت من العينة السابقة أمكن لنا التوصل إى عدة نتائج وإجابات على الأسئلة التالية :
أ – ما هي الأبعاد التي يثيرها موقع الدين في فكر عبد الناصر ؟
ب – هل تغير موقع الدين عند عبد الناصر حسب لتطور التاريخي والسياسي العام الذي مرت به مصر خلال الفترة ( 1952-1970) ؟ وهل توجد مواقف أو نقاط تاريخية معينة يبرز فيها دور الدين وأخرى يخبو فيها ؟
جـ – هل لجأ عبد الناصر إلى الدين عندما كان في موقف الدفاع عن النفس تجاه الإتجاهات الفكرية والسياسية الأخرى؟
وعند وضع هذه الأسئلة في إجابات محددة تصير متصلة : فى أبعاد موقع الدين فى فكر عبد الناصر والتى حول :
البعد الأول ، أن الدين فى إدراك عبد الناصر هو جزء من عملية التنمية الشاملة والتغير الاجتماعى فهو يساهم فى عملية التحول تجاهها ، ويخضع لنفس الشروط ولذات التحديات وخاصة فى المجتمعات ذات الثقافة التقليدية والتى يلعب الدين ورجاله فيها دوراً مؤثراً ، وبالنظرة السريعة للعينة السابقة نلاحظ أن الدين قد استخدم فى مجال التنمية الشاملة وكعنصر دافع لها خلال الفترة (1952 – 1970) 115 مرة ، كفكرة سائدة ، وأن الفترة من عام 1952 حتى عام 1958 مثلت بالنسبة للدين – أعلى الفترات ، حيث بلغ الاستخدام 28.6% من الاجمالى العام تليها الفترة (1964 – 1966) حيث بلغ الاستخدام 22.9% من الاجمالى العام ، وبعودة سريعة إلى طبيعة وظروف الفترتين نلحظ فيها أحداث الصدام الأول والثانى بين عبد الناصر والإخوان المسلمين وبدء عمليات التنمية والتغير الاجتماعى والتأميم ، وغيرها . والدين هنا أصبح يلعب دوراً فى التنمية من خلال كشف أعدائها حيث ” شريعة الله هى شريعة العدل وهى شريعة المساواة ، أما شريعة الرجعية فهى شريعة ضد الإسلام وضد الدين مهما تمسحت به ” ( ) .
وحيث يرتبط الدين لدى عبد الناصر بالعدالة ” فالذى يريد أن يطبق الدين لا يقسم الشعب إلى أسياد وشعب من العبيد .. ده .. ده هو الكفر ” كما يقول فى خطابه فى 1/5/1966 .
أما البعد الثانى من أبعاد موقع الدين فى إدراك عبد الناصر ، فهو أنه كان يرى أن للدين الإسلامى دور مؤثر فى توحيد وتضامن العالم الإسلامى تجاه أهداف اجتماعية وسياسية وهنا ينبغى التأكيد على نقطتين هامتين :
الأولى : الدين عند عبد الناصر لم يكن هو الإسلام وحسب ، ولكنه مثل لديه كل التراث من قيم وتقاليد وتاريخ دينى ، عاشته مصر والمنطقة العربية ، يعنى هذا ادخال المسيحية ، وبعض العادات الدينية والفرعونية وغير الفرعونية ، والتى لايزال المواطن العربى والمصرى يمارس بعض طقوسها كالموت ، أو زيارة القبور أو إرسال الرسائل إلى الموتى وما شابه ذلك أما الإسلام فهو أكثر تحديد وأقل شمولاً من الدين عند عبد الناصر ، ومن هنا كان استخدام كلمة الدين فى وثائق عبد الناصر وتحديداً للعينة المختارة أكثر من استخدام كلمة إسلام حيث كانت أكثر دلالة وتعبيراً عما يريده ، فنجد أن كلمة الدين استخدمت (192 مرة) طيلة الفترة (1952 – 1970) ، وكلمة الإسلام استخدمت (115 مرة) .
أما الثانية : فهى أن الدين ككلمة أو كفكرة ، استخدمت عند عبد الناصر فى المجال الداخلى المصرى أو الإقليمى العربى ، فهى لم تتعد كثيراً عنده إلى حيث الإطار الدولى أو اطار العالم الثالث أو الإسلامى ، فالدين استخدم فى مواجهة الرجعية العربية وأعداء الاشتراكية والتنمية أيضاً أعداء الجمود الفكرى حيث :
” الرجعية التى أرادت احتكار خيرات الأرض لصالحها وحدها أقدمت على جريمة ستر مطامعها بالدين ، وراحت تتلمس فيه ما يتعارض مع روحه ذاتها لكى توقف تيار التفكير ، أما الإسلام فإنه يتجه إلى العالم الخارجى ، وفى مواجهة الحلف الإسلامى ومن أجل تضامن الأمم الإسلامية على نحو مطلق ، وبشأن دخول الإسلام كعامل مؤثر فى توحيد العالم الإسلامى يلاحظ استخدام عبد الناصر لكلمتى التضامن والتعاون وعدم استخدامه لكلمة الوحدة مع العالم الإسلامى ، حيث لم يظهر أساساً مفهوم الوحدة الإسلامية ، فى الخطاب الناصرى إلا مرة واحدة قبل 1956 فى السياق التالى ” إنما أرى فيكم – الجنود – وحدة قومية بل أرى أيضاً وحدة عربية ، بل أرى أيضاً وحدة إسلامية ، بل أرى أيضاً وحدة إسلامية أفريقية ” فى خطابه وسط مجموعة من الضباط المصريين فى عام 1955 .
أما البعد الثالث لموقع الدين فى فكر عبد الناصر ، فهو رفض الرؤية المتزمتة والتفسيرات الجامدة للدين وللإسلام ، ويفرق عبد الناصر هنا بين الإسلام كعقيدة ثابتة ومقدسة وبين الفكر الدينى المتجدد والمتغير ويرفض عبد الناصر هنا أيضاً احتكار بعض القوى الدينية لحق تفسير الدين وخاصة إذا تعارض هذا التفسير وعملية التحول الاجتماعى التى يقودها ، عندئذ يصير الدين جزءاً من عملية التعبئة السياسية فى مواجهة الفكر الرجعى ، وفى مواجهة الأعداء التقليديين له ، الرجعية العربية والاستعمار وإسرائيل ، ولعل فى نموذج اعتلائه لمنبر الأزهر إبان العدوان الثلاثى عام 1956 وكما سيرد تفصيله فى الحديث عن الدين كعنصر فى عملية التعبئة السياسية ومواجهة الصراع الخارجى وبهدف تعبئة الجماهير ، ما يؤكد عليه ، والذى يظهره أكثر استخدامه الرقمى له خلال الفترة (1952 – 1970) .
أما البعد الرابع والأخير من محددات موقع الدين فى فكر عبد الناصر ، نجد أنه يرى أن الدين لا يصلح كأيديولوجية سياسية مستقلة بل يصلح كأداة وكمنطلق وكأحد العناصر لأيديولوجية سياسية هى القومية العربية ، ولقد كان اجمالى دور الدين فى تكوين القومية العربية كفكرة سائدة = 39 مرة ، كان بعضها عنصراً مساعداً أو ثانوياً وسوف يرد فيما بعد تفصيل لهذه النواحى .
من هذه الأبعاد السياسية لموقع الدين فى فكر عبد الناصر أمكن تحديد أربعة محاور أساسية تتحدد حولها رؤية الناصرية للدين هى :
- الدين كأحد عناصر القومية العربية .
- الدين كعنصر فى عملية التعبئة السياسية .
- الدين كعنصر فى عملية التغير الاجتماعى .
- الدين كعنصر فى عملية المواجهة للصراع الخارجى .
ان مصادر الفكر الدينى عند عبد الناصر تعود إلى مرحلة ما قبل عام 1952 ، حيث تأثيرات حركة الإخوان المسلمين ومصر الفتاة والقوى السياسية الأخرى وكيف أن الدين – وتحديداً الإسلام – قد احتل موقعاً هاماً فى فكره ، تبدى هذا من أرقام العينة الوثائقية التى طبقت على خطاباته ، وأيضاً من التحليل الكيفى للعينة والذى أوضح وجود مراحل برز فيها دور الدين عند عبد الناصر ومراحل كمن فيها دوره ، وأبرز أيضاً أبعاد الرؤية الناصرية للدين وكيف أنه عنصر فى عملية التعبئة السياسية ، والتنمية الشاملة ، والقومية العربية ، ومواجهة الصراع الخارجى ، وكيف رفض عبد الناصر الرؤية المتزمتة والجامدة للدين فى الحياة .
 
(وللحديث بقية)
Email:yafafr@hotmail.com
---------------------------------------------------------------------------

فى الذكرى الثالثة والاربعين لرحيله ورداً على اتهامات إسلاميى ما بعد الثورات لعبد الناصر بالعداء للإسلام :
الناصرية .. والإسلام .. رؤى مستنيرة ومنهج صحيح (2/5)
(قومية عبد الناصر وإسلاميته الجديدة)
دراسة على حلقات بقلم / د. رفعت سيد أحمد
* الدين لدى عبد الناصر مثل منطلقاً للقومية العربية وهو ما يفتقده العديد من رموز الفكر القومى اليوم عام 2013
* الإسلام مثل فى العهد الناصرى أداة إيجابية لمواجهة تحديات الصراع الخارجى على الأمة
* لا تنمية شاملة للأمة ولا تقدم اقتصادى أو حضارى للوطن بغير الإسلام ؛ هكذا فهم عبد الناصر قانون (الدين فى المجتمع)
* الرجعية العربية أخطر أعداء الإسلام من وجهة نظر عبد الناصر ، وهو الأمر الذى لايزال ماثلاً حتى اليوم خاصة بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو ، وبعد السقوط المرحلى لحكم الإخوان
* ان المتأمل فيما يمكن تسميته بالنظرية الناصرية للدين يلحظ تقدماً وشمولاً فى الرؤية ، نفتقر إليه اليوم فى أجواء ما يسمى بثورات الربيع العربى ، لدى ليس فحسب النخبة السياسية والإعلامية الحاكمة أو المشاركة فى العمل العام ، بل حتى لدى النخب الناصرية التى تتصدر المشهد السياسى الناصرى والقومى الراهن فى مصر والوطن العربى ، ويقود بعضها الحراك الشعبى متحالفاً – للأسف – مع قوى وعناصر تعادى المشروع الناصرى كله ولنتأمل الحالة المصرية لنعرف ونتعلم
* لقد كان عبد الناصر (السياسى والمفكر) متجاوزاً لها ومتقدماً عليها رغم حجم التحديات التى كان مفروضاً عليه أن يخوضها خاصة فى مجال صدامه الدائم مع الإخوان المسلمين والسعودية المتأسلمة وهابياً قائدة المعسكر المعادى لعبد الناصر طيلة تلك الفترة (1952 – 1970) ، ترى ما هى مكونات تلك النظرية الناصرية للدين ؟ وما هى امكانات الاستفادة منها فى حاضرنا المضطرب بعد ثورات لم تتضح هويتها بعد ؟
********
يحدثنا التاريخ أن النظرية الناصرية للدين (والإسلام فى قلبه) كانت ترى الدين مكون رئيسى للقومية العربية وعامل هام فى مواجهة الأزمات الداخلية أو الخارجية وعنصر رئيسى فى عملية التغير الاجتماعى وقضايا التنمية الشاملة وآخر عنصر فى عملية المواجهة للصراع .
وسوف نستند فى تحليل هذه الأبعاد النظرية الناصرية للدين إلى وثائق هذه الفترة وبالأخص خطب وتصريحات وكتابات الرئيس عبد الناصر وكذلك فلسفة الثورة والميثاق الوطنى وبيان 30 مارس والتى سبق تحليلها فى الحلقة السابقة .
الدين كعنصر فى تكوين القومية العربية :
مثل الدين عنصراً هاماً فى تكوين أيديولوجية القومية العربية فى إدراك عبد الناصر ، والدين لدى عبد الناصر يدخل مع القومية العربية كتاريخ وتراث يمكن الاستفادة منه ، ويمثل قوة دفع لحركة القومية العربية نحو المستقبل ، والإسلام تحديداً يمثل المكون الأول فى كلمة الدين عند عبد الناصر ، والمكون الفاعل فى التأثير على حركة القومية العربية ، وهكذا أدرك عبد الناصر طبيعة العلاقة بين الدين والإسلام من ناحية وبين الدين والقومية من ناحية أخرى . وباستطلاع وتحليل الـ 55 خطاباً المكونين لعينة البحث خلال الفترة الناصرية يمكن الخروج بالنتائج التالية :
1 – كانت الفترة (1962 – 1964) هى أعلى الفترات التاريخية فى حكم عبد الناصر استخداماً للدين كفكرة وكعنصر فى تكوين القومية العربية ، وبالرجوع إلى المصادر الأولى للعينة أمكن التوصل إلى أن الدين استخدم فى هذه الفترة كعنصر أساسى فى تكوين القومية العربية 7 مرات أى بنسبة 16.3% وأن قصد عبد الناصر هنا الشعب العربى فيقول ” علينا أيضاً أن نتجه وفق طبيعة شعبنا ، شعب دين ، تمسك بالدين ، واستخدم كعنصر الأيديولوجية وارتبطت ، ولكن من خلال تأكيده على المعنى الثورى لكليهما حيث أن ” طريق العروبة هو طريق الإسلام ” فالإسلام كان دين الحق ، دين الحرية ، ودين العدالة ، ودين المساواة ” .
2 – وكانت الفترة (1958 – 1962) هى أقل الفترات استخداماً للدين فى مجال القومية العربية ، حيث استخدمه مرتين فقط ، وكانتا كعنصر مساعد ، ويلاحظ إشارات عبد الناصر الدائمة داخل الفترتين السابقتين إلى الدائرة الإسلامية ولكن بمعنى مناف للدائرة العربية وخاصة فى حالة استخدامها كأحلاف ، وبمعنى متداخل مع الدائرة العربية إذ استخدمت كعلاقة تضامن وتعاون مشترك .
3 – وفى تفسير أسباب الصعود والهبوط ودلالتها فى الخطب والأحاديث الناصرية خلال الفترتين السابقتين فإن هذا يعود إلى أن الفترة (1962 – 1964) شهدت انتكاسة تجربة الوحدة العربية الأولى والتى شبه فيها دور عبد الناصر بدور صلاح الدين الأيوبى ، ولما قامت أول مظاهر الوحدة بالفعل ، دخل الإسلام فى المعركة على نحو تاريخى عن طريق استرجاع ذكرى الحروب الصليبية ولكن بشكل قومى وليس بتوجه دينى .
وبعودة إلى انتكاسة الوحدة بين مصر وسوريا نجد أن عبد الناصر قد عاد مرة ثانية إلى التركيز على وحدة الطريقين : العروبى ، والإسلامى ، وخاصة إذا اتسما كلاهما بالثورية أو التقدمية ، وهى عودة تؤكد تأثير الوحدة وتجربتها على فكر عبد الناصر عموماً ، كما يلاحظ على الفترتين السابقتين أيضاً أنهما كانتا فترتى انكفاء داخلى وأولوية لقضية التنمية ، وبروز للإسلام على الساحة الخارجية ، وتحديداً من قبل المملكة العربية السعودية ، مما استلزم الدفاع عن التجربة بذات السلاح ، أما فى خلال الفترة (1962 – 1964) فقد تطورت ثورتا اليمن والجزائر ، وكان لابد من استخدام الدين فى ثورة اليمن فالمواجهة كانت مع القوى التى ترفض التقدم باسم الدين فاليمن : ” لا يتقدم ، لا توجد به مدرسة ثانوية ، أو مصنع واحد ، ولا يوجد به تعليم ، ولا توجد به منشأة صحية ، اليمن لا يتطور مع العالم ، هل هذا هو الإسلام ، أبداً ، الإسلام هو دين الحق ، دين الحرية ” . خطابه فى وفد اليمن بتاريخ 18/7/1963 .
وفى ثورة الجزائر كان لابد من تأكيد الهوية العربية وتأكيد الذات فى مواجهة فرنسا ، ومن ثم كان لابد أن تطرح علاقة التلازم بين طريقى العروبة والإسلام .
أما فترة الانحسار لعلاقة الدين بالقومية فيمكن إرجاعها إلى عوامل عديدة ، منها غلبة الاعتبارات السياسية والاقتصادية على الاعتبارات الثقافية العامة ، فى الفترة (1958 – 1960) ، مما رتب أوضاعاً فكرية عامة غلبت فيها الاعتبارات السياسية على الاعتبارات الثقافية والتى يدخل الدين ضمنها ، ويؤكد الانحسار أكثر الفترة السابقة على عام 1958 ، واللاحقة على عام 1967 ، حيث أدت التطورات التى عاشتها مصر على مستوى الأزمات الداخلية والعسكرية ، وتحديداً صراعها مع إسرائيل إلى الغياب النسبى لإبراز دور الدين واعطائه سمة الهامشية ، خلال هذه الفترات ويعود ذلك إلى التركيز على قومية الصراع وما يتفرع منه من قضايا

4 – وتؤكد الوثائق أيضاً تركيز عبد الناصر على استخدام كلمة الدين أكثر من كلمة الإسلام خلال نفس الفترات السابقة – انحساراً أو صعوداً – واستخدامه للكلمتين معا أكثر من الكلمات الأخرى ، حيث الدين استخدم فى الفترة (1962 – 1964) بنسبة 39.6% وحيث الإسلام استخدم (51 مرة) أى بنسبة 26.6% خلال نفس الفترة .
أما فى الفترة (1958 – 1960) فلقد استخدمت الكلمتان السابقتان وفق الترتيب التالى:
كلمة الدين (11 مرة) أى بنسبة 5.7% وكلمة الإسلام (6 مرات) أى بنسبة 5.2% ، والتى تعكس انخفاض دور الدين فى هذه الفترة ، وهذا يعود – كما سبق القول – إلى صعود فكرة الوحدة ووصولها إلى التطبيق العملى بين مصر وسوريا ، وتبرز هنا أيضاً دلالة استخدام كلمة الدين أكثر من كلمة الإسلام فى مجال القومية العربية ، وذلك راجع إلى الشمول والاتساع الذى تتصف به الكلمة ، حيث الدين ينسحب إلى مجمل التراث الدينى العربى ، من مسيحية وإسلام ، وبالتالى يعطى الدين دلالة أكثر اتساعاً وإنصافاً واستمالة للشعوب العربية التى تتعايش معها أقليات دينية مختلفة ، وهذه دلالة هامة فى وثائق عبد الناصر .
* هذا وتتأكد أكثر الدلالات السابقة بعد التحليل الموضوعى لإدراك عبد الناصر حول طبيعة العلاقة بين الدين والقومية العربية ، وتتحدد هذه العلاقة ، حول قيم الاعتزاز والاستفادة وعدم التعارض بين الاثنين ، حيث يرى عبد الناصر مثلاً :
” أن الأمة العربية تعتز بتراثها الإسلامى وتعتبره من أعظم مصادر طاقاتها النضالية ، وهى فى تطلعها إلى التقدم ترفض منطق هؤلاء الذين يريدون تصوير روح الإسلام على أنها قيد يشد إلى الماضى ، وهى ترى روح الإسلام حافزاً يدفع إلى اقتحام المستقبل على توافق وانسجام كاملين مع مطالب الحرية الاجتماعية والحرية الثقافية ” خطابه بتاريخ 27/3/1967.
ان أغلب مقولات عبد الناصر عن الإسلام تؤكد دور الدين فى فكره تجاه القومية العربية وقضاياها المختلفة ، فالدين يلعب دور الدافع المعنوى الى تكوين وبلورة الإدراك واعطائه الصبغة المؤثرة ، وتؤكد القراءة السابقة فى مقولات عبد الناصر أن الدين – وتحديداً الإسلام- لم يستخدم عند عبد الناصر إلا فى الحالات التى يعجز فيها عن مجال القومية أن يؤكد فكرته بما توافر من مبررات سياسية أو عسكرية أو اقتصادية ، فيدفع بالدين إلى مجال المواجهة ليحفز الروح العربية التى تؤمن بها الجماهير العربية – كما كان يسميها – لمواجهة الاستعمار الخارجى ، أو الرجعية العربية ، أو يدفعها لبناء الهيكل الاجتماعى وعمليات التنمية التى تتطلبها المرحلة ويتطلبها هدف الوحدة .
الدين كعنصر فى عملية التعبئة السياسية :
يمثل الدين فى المجتمعات ذات الثقافة التقليدية ، عاملاً مؤثراً فى تكوين هذه الثقافة وبالتالى عاملاً مساهماً فى تشكيل الوعى الجماعى لهذه المجتمعات ، ومن هنا تصبح عملية دفع أفرادها وتحريكهم سياسياً ، أى عملية تعبئتهم سياسياً خاصة فى حالة الأزمة ، تفترض استخداماً لعناصر ثقافتهم التقليدية التى يأتى العرف ونظام العادات والتقاليد والدين فى مقدمتها.
ومصر لا تخرج عن هذه القاعدة العامة تاريخياً ، فالدين مثل الأداة الفاعلة فى التأثير على الرأى العام ، خاصة خلال الأزمات والأحداث الهامة فى التاريخ المصرى الحديث وفى نموذج الحملة الفرنسية ودور رجال الأزهر فى مواجهتها ، ونموذج محمد على ، ودور رجال الدين فى تنصيبه ، وكذلك دور الدين فى ثورة 1919 وما تلاها ، وأخيراً النموذج الذى تتم دراسته الآن ، واستخدام الدين فيه خلال الأزمات السياسية والأحداث الهامة بدءاً بأحداث الصدام الأول مع الإخوان المسلمين عام 1954 ومروراً بسياسة الأحلاف ، فالعدوان الثلاثى وأزمة عام 1965 مع الإخوان المسلمين وانتهاء بهزيمة عام 1967 ، فى كل هذا ، ما يقوم هنا كتأكيد على حقيقة دور الدين فى التعبئة السياسية ، ولقد تم ممارسة عملية التعبئة السياسية بوسائلها المختلفة التى منها الدين طوال سنوات الحكم الناصرى تقريباً ، وإن كانت بعض الفترات ، وبعض الأزمات كانت العملية فيها أكثر وضوحاً من الأخرى ، ولقد اتبع عبد الناصر منهجاً لعملية التعبئة السياسية هذه ، ويقوم الإدراك الناصرى على مستويين : أولهما : مستوى إدراك الأزمة أو الحدث الذى يتم بسببه ادخال الدين كعنصر فى عملية التعبئة السياسية وثانيهما : مستوى الأدوات أو الوسائل التى تستخدم داخل عنصر الدين وكيفية استخدامها .
وفى المستوى الأول يلاحظ أن عبد الناصر لم يستخدم الدين فى عملية التعبئة السياسية إلا عندما يدرك تعرض نظامه السياسي إلى أزمة حادة ، أى أن عبد الناصر لم يستخدم الدين أو الاستدلال به إلا فى ظروف أزمة قد تؤثر على شرعية نظامه أو تؤدى به ، تمثل هذا داخلياً فى أزمة الصراع مع الإخوان المسلمين عام 1954 ، وتمثل خارجياً فى هجومه على السعودية والرجعية العربية .
أما بالنسبة لمستوى الأدوات أو الوسائل فيتضح من دلالة الاستدلال بالرسول وبتراثه الكفاحى وبالأزهر وتاريخه – والذى يظهر واضحاً فى تكرارات العينة الوثائقية – أو بصلاح الدين الأيوبى أو بقيم وخبرات النضال العربى والمصرى فى مواجهة الاستعمار الخارجى أو القوى الدخيلة عليه وربط كل هذه القيم بحاضر المنطقة والأزمة التى يعالجها .
الدين وقضايا التنمية الشاملة :
مثل عقدا الخمسينات والستينات بالنسبة للدول العربية مرحلة الاستقلال السياسى ومحاولات التنمية المستقلة ، بعد فترة طويلة من الاستعمار الغربى ، وعندما قامت ثورة يوليو 1952 ، كان المجتمع المصرى يعانى من أزمتين مؤثرتين : أزمة سياسية ، حيث كان المجتمع يرزح تحت وطأة ثالوث سلطوى : الاحتلال الأجنبى ، والقصر وأحزاب الأقلية .. وأزمة اجتماعية اقتصادية تمثلت فى سيطرة الاقطاع وانقسام المجتمع إلى طبقتين احداهما أغلبية لا تملك ولا تحكم ، والأخرى أقلية تملك وتحكم معاً ، وأصبح الواقع يشهد أن نصف الأمة ليس فى حساب الأحياء .
قامت ثورة يوليو 1952 إذن لتواجه بهاتين الأزمتين ، وهو الأمر الذى أثار أهمية مواجهة العديد من قضايا التنمية الشاملة ، فكان أن أثيرت قضايا مثل التخطيط والتمصير ، والتأميم ، والاشتراكية ، ومواجهة الرجعية المحلية والخارجية ، ودور أو وظيفة الدين فى هذه القضايا.
والنتائج التالية المأخوذة من وثائق الدراسة تبرز تطور تكرار الدين كعنصر فى عملية التغير الاجتماعى والتعبئة الشاملة ، والتى تؤكد من حيث أرقامها المناخ العام الذى سيطر على تلك الفترة ، حيث نجد أن الفترة (1964 – 1966) كانت أعلى الفترات التى استخدم فيها الدين كعنصر فى عملية التغير الاجتماعى والتحول نحو التنمية الشاملة حيث بلغ عدد تكراراته كفكرة سائدة 49 مرة من اجمالى الفترة التى وصلت إلى 115 مرة أى بنسبة تصل إلى 42.6% من اجمالى الفترة ، تليها الفترة (1962 – 1964) التى وصلت إلى 22 مرة أى بنسبة 19% ، أما أقل الفترات فكانت الفترة (1967 – 1970) حيث وصلت نسبتها 8.7% من الاجمالى العام للفترة .
والاشتراكية عند عبد الناصر فى علاقتها بالدين تنتقل إلى مرحلة أخرى حين يستشهد هنا بخبرة أبى بكر الصديق فى مواجهة المرتدين :
” فلقد حارب أبو بكر مانعى الزكاة ، وهى حروب الردة فى الإسلام فالردة عن الزكاة وردة عن الإسلام ، ردة عن النظام الإسلامى كله وعن الدعوة الإسلامية كلها ، وهذا نموذج للثورة الاجتماعية ، لابد أن تسير فى طريقها ويتم تأمينها حتى تنتصر وحتى تزيل الفوارق بين الطبقات ، حتى تقام العدالة الاجتماعية ، وحتى تقام الفرص المتكافئة بين الناصر ، لقد انتصر النبى أولا ورجع إلى مكة منتصراً وحدث خلاف فى ذلك الوقت حول العفو عن الذين ناهضوا الدعوة وقاوموها ووقفوا ضدها أم لا ؟ فقال الرسول ” اذهبوا فأنتم الطلقاء ” وقال أيضاً : من دخل بيت أبى سفيان فهو آمن وكان هذا سبيل الثورة فى بدايتها ، وهو سبيل الرسول عندما رجع من إحدى المعارك التى أصيب فيها معركة أحد .. وقال ” اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون ، ولكنه قال أيضاً : ” أن المنافقون يقتلون ولو كانوا متعلقين بأستار الكعبة ، فلكل دعوة مؤيدون ومعارضون والمعارضون يتم العفو عنهم إذا ما تحولوا إلى الإسلام كما فعل عمر بن الخطاب عندما تحول من العداوة إلى التأييد أو قتالهم كقتال أبى بكر لمانعى الزكاة” .
وهنا حاول عبد الناصر الارتكان إلى التراث الإسلامى فى مجال الحرب ، من أجل تأييد العنف الثورى فيما يتعلق بحقوق الفقراء فى أموال الأغنياء مستدلاً بحروب الردة وقتال مانعى الزكاة .
وهكذا تصبح الحرب من أجل حقوق الفقراء ، أداة للتوكيد على تلك العلاقة ، علاقة الإسلام بالاشتراكية ، لقد أدرك عبد الناصر طبيعة العلاقة بين الدين والاشتراكية وبين الدين والتنمية وهو الادراك الذى وجد منذ البداية مع قيام الثورة ولكنه اكتسب فاعليته ومصداقيته مع بدء عمليات التحول الاجتماعى فى مصر مع بداية الستينات .
الدين كعنصر فى عملية المواجهة للصراع الخارجى :
لعب عبد الناصر دوراً مؤثراً فى تشكيل وإدارة السياسة الخارجية المصرية وقضايا الصراع الخارجى ، بدءاً بالعدوان الثلاثى عام 1956 ، ومروراً بالأحلاف الخارجية وانتهاء بهزيمة عام 1967 ، وفى مجمل قضايا الصراع الخارجى لعب الدين دوراً مسانداً له واتضح هذا البعد الخارجى للدين عندما وقف عبد الناصر على منبر الأزهر يلقى خطاباً فى الجماهير يدفعهم فيه إلى الجهاد ، وفى الحلف الإسلامى ، وأخيراً فى ذلك الانكسار العام الذى لازمه وخاصة على مستوى المزاج النفسى والإدراكى بعد هزيمة عام 1967 .
وبتحليل العينة الوثائقية من خطب ووثائق عبد الناصر – التى استندنا إليها – تتأكد هذه الأهمية لدور الدين فى الإدراك الناصرى تجاه عملية المواجهة للصراع الخارجى ، حيث يتضح منها أن الفترة (1964 – 1966) مثلت أعلى الفترات التى استخدم فيها الدين فى الصراع الخارجى حيث وصلت إلى 36.7% من الاجمالى العام للفترة ، ويعود هذا إلى الحديث الذى أثير وقتئذ حول الحلف الإسلامى ، وكيف أنه ضد الدين وضد الإسلام ، وتلت ذلك الفترة (1967 – 1970) حيث وصلت نسبتها إلى 22.2% من الاجمالى العام ، وتعود هى الأخرى إلى طبيعة الفترة التى تميزت بوجود هزيمة عسكرية فادحة ومحاولة إعادة بناء وترتيب للبيت المصرى ، وأيضاً مواجهة الأعداء المتربصين بالخارج .
ومن واقع الحقائق السابقة يمكن أن تعالج هنا للتدليل على الأبعاد الخارجية ، قضية الدين والصراع مع الرجعية العربية ، والدين وقضية الحلف الإسلامى ، وبالإضافة إلى الإشارة إلى موقع الدين فى علاقته بالصراع العربى الصهيونى فى إدراك عبد الناصر وإذا أخذنا على سبيل المثال موقف عبد الناصر وصراعه مع ما أسماه بالرجعية العربية .
نجد أن الاشتراكية وما ارتبط بها من تحركات عبد الناصر الوحدوية مثلت نقطة الوثوب والهجوم على النظام المصرى ، يؤكد هذا أن الهجوم على الثورة قد بدأ بعد الانفصال عن سوريا وحيث وجدت هذه الأنظمة الفرصة مواتية للهجوم على الثورة الاجتماعية فى مصر وهى مطعونة فى الظهر فشنت حملة على مصر وعلى الاشتراكية .
وتمثلت الدعاية الخارجية المضادة لمصر فى الدعاية السعودية والأردنية والتونسية وغيرها .. وانطلق عبد الناصر فى الرد عليهم من خلال أسلوب المواجهة المسبقة ، مثل ضرب الحلف الإسلامى فى عام 1965 ، وليس فقط أسلوب الفعل ورد الفعل – كما أشار البعض ، فعبد الناصر كان يدحض دعاويهم قبل تنفيذها ويقول بهذا الشأن :
” هل الإسلام يقول أن تطلع فى بلد عيلة وتحكم حكم اقطاعى تسف كل الفلوس اللى طالعة ، كلها بتروح للعيلة ، والباقى قاعدين مش لاقيين ياكلوا ؟ هل الإسلام بيقول أن شعب يكون كله من العبيد وتكون هناك عيلة مميزة هى اللى تاخد الدخل كله ؟ هل الإسلام يقول ان احنا ناخد فلوس المسلمين ننهب فلوس المسلمين ونسف ونسرق فلوس المسلمين ؟ ” خطابه بتاريخ 1/5/1966 .
وفى مواجهته لرموز الرجعية العربية – كما رآها عبد الناصر – يقول بشأن ملك السعودية : ” بتطلع تقول لهم دى الاشتراكية ضد الدين ، هم الناس مغفلين ، بتطلع تقول لهم الاشتراكية ضد الدين ، والناس طبعاً النهارده كل واحد عنده راديو ترانزستور ، وبيسمع وبيقول الله ، الاشتراكية تكافؤ الفرص ، والاشتراكية ، مساواة مافيش أمير ولافيش غفير ، لا صاحب سمو ولا صاحب جلالة ولافيش واحد بدقن ولا واحد مالوش ، ماهياش أبدا مختلفة ، العملية كلها مساواة ، أدى الاشتراكية ، الاشتراكية ازاى تبقى ضد الدين ، اذا كنتوا يا أصحاب الدقون قايمين تتاجروا بالدين ” (خطابه السابق) .
وبنفس المنطق يبعد عبد الناصر أى شبهة لوصفه بالشيوعية ويستبقهم فى هذا الصدد ، فثمة فروق من وجهة نظره بينه وبين الشيوعية :
” الفرق الأول بيننا وبين الشيوعية هو ان احنا نؤمن بالدين وأن الماركسية تنكر الدين ، وان احنا نؤمن بالرسل ، والماركسية تنكر الرسل ، أن الشيوعية تنكر الأديان ، وتعتبرها أفيون الشعوب ، واحنا بنؤمن بالله وحطينا ده ضمن المبادىء الأساسية ، وحطينا دا خامس اعتبار ، اعتبار الإيمان إيمان بالله لا يتزعزع ، قلنا هذا الكلام فى الميثاق ، والفرق الأخير وهو الخاص بالصراع الطبقى الذى لا نؤمن به ” خطابه فى 30/5/1962 .
وفى عام 1963 ، كانت حالة ما بعد الانفصال عن سوريا تأخذ الدين فى معاركها ، كتعبير عن التطور الجديد فى توقيت استخدام الدين مع الرجعية العربية كما أسماها عبد الناصر ، فهو يرى وفى غمرة رده على حكام سوريا الذين يعيبون عليه استخدام الدين فى ” فلسفة الثورة” ، ويتحدث فى ذات الوقت عن الوحدة العربية والاشتراكية ومعاداة الرجعية .
” طول عمر هذه المنطقة العربية تمسكت بالدين ، وطول عمر هذه المنطقة العربية دافعت عن الدين ، وطول عمر هذه المنطقة تدافع عن الدين ، ولم تمكن أى خارج عن الدين من أن يكون صاحب سلطة فيها ، إذا اعتقد حكام سوريا حزب البعث فى سوريا ، ان السلطة دامت إليه النهارده ، وأصبحت الفرصة مواتية أمامه لكى يكشف عن نفسه ، ويكشف عن نواياه ، تطلع اذاعة دمشق امبارك بهذه التعليقات لتهاجم الدين وتهاجم ما كتب عن الدين ، بأنها أفكار دينية عفنة فهم فى هذا واهمين ” خطابه بتاريخ 28/7/1963 .
وعبد الناصر لا يستبعد أن يصل الأمر مع الأنظمة الرجعية فى الوطن العربى – كاليمن وقتئذ- والتى تتاجر بالدين فى معاركها ضده ، الى درجة الاطاحة بها ” لأنها ضد طبيعة الحياة وضد التطور ” خطابه مع الوفد اليمنى بتاريخ 28/7/1963 .
ولكى يجسد عبد الناصر مفاهيمه عن التطور المطلوب فى المجتمع العربى ، فى مواجهة دعاوى الرجعية يطرح مفهوم الجمهورية حيث :
” الجمهورية معناها أن أى شخص من أبناء اليمن له الحق فى أن يحكم اليمن طالما كانت هذه هى إرادة شعب وهذا هو الإسلام ، فى كل معانيه ، هذا هو الإسلام كما رأيناه فى أول عهود الإسلام ، فى أول أيام الإسلام الجمهورية معناها أن الشعب يستطيع أيضاً أن يعزل الحاكم إذا انحرف عن مصلحة الشعب وعن إرادة الشعب هذه هى الجمهورية ، والجمهورية قامت فى اليمن وقابلت عدوان استعمارى رجعى لأن الاستعمار والرجعية لا يريدون أن تقوى اليمن ” (خطابه السابق) .
ويجمل عبد الناصر رده على الرجعية العربية ، فى مدركات محددة للإسلام الذى استخدموه – من وجهة نظره – خطأ :
” تعاليم الإسلام بسيطة ، تعاليم الإسلام واضحة ، فيه ناس بيقولوا ، أن الإسلام دين رجعى ، وأنا بأقول أبداً الإسلام دين تقدمى ، هو دين التطور والحياة ، الإسلام يمثل الدين ويمثل الدنيا، لا يمثل الدين فقط ، الإسلام هو دين العدالة الاجتماعية لأن الإسلام حينما نادى بالزكاة، معنى هذا ، أن الإنسان أو الفرد يدفع 2.5% من أمواله للشعب وللدولة ، إذن هذه هى العدالة الاجتماعية ، وهذه هى الاشتراكية ” الخطاب السابق .
وفى موضع آخر يرى أن الإسلام فى ” القرون الوسطى حقق أول تجربة اشتراكية فى العالم ” لهذا خلص عبد الناصر إلى ” لم تكن الرجعية أبداً هى شريعة الله ” خطابه بتاريخ 22/3/1966 .
**********
خلاصة القول فى مجال مدركات عبد الناصر للإسلام ومحددات النظرية الناصرية للدين يمكن إيجازها فى الآتى :
1 – أن الادراك الناصرى لعلاقة الدين بالدولة لم يخضع كما اقترح البعض لعلاقة الفعل ورد الفعل ، حيث هذه العلاقة سيطرت على بعض الفترات فقط وتحديداً فترات (1954 ، 1965 ، 1967) وأن الأكثر اتساقاً مع دور الدين فى ذلك هو الانطلاق من افتراض نسبية هذا المبدأ، ومن تكامل وحدة الادراك الناصرى منذ البداية ، وأن تفاوتت واختلفت أساليب ودرجات ومستويات الطرح لعلاقة الدين بالدولة وقضاياها المختلفة .
[b]2 – تؤكد الدراسة الموضوعية لعلاقة الدين بالدولة فى الادراك الناصرى ، من خلال مجمل المستويات التحليلية السابقة ، أن عبد الناصر كان يمتلك وحدة الإدراك واستمراريتها ، ويمتلك فى ذات الوقت تطور أسلوب طرح وإثارة العلاقة ، ظهر هذا واضحاً فى الأزمات السياسية (1954 ، 1965 ، 1967) ، وفى القضايا الاجتماعية كالتنمية ، وتطوير الأزهر والتعبئة المعنوية ، وفى القضايا السياسية كالوحدة العربية والأحلاف السياسية الخارجية ، مثل حلف بغداد والحلف الإسلامى ، فى هذه القضايا كان الإدراك للطبيعة الاجتماعية والإصلاحية للدين وللإسلام بشكل محدد ، واحدا طيلة الحقبة الناصرية بعمق قضاياها ، وكان التنوع والاختلاف فى درجة وتوقيت وأسلو

♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
كلمة حق في زمن النفاق
يجب أن تقال
محمد الورياكلي
محمد الورياكلي
فارس المنتدى
فارس المنتدى

الجنس : ذكر عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى