من الحب ما يؤلم

شكرا الأخ والصديق عبد الرحمن الغندور... أنا بدوري أطلب من الأحبة أن يعذروني فيما تطلب أنت فيه العذر..........
من الحب ما يؤلم....زرت بالأمس فـاس القديمة التي أعشقها و تألمتُ.أعذروني أيها الأحباب إن قاسمتكم ألمي و أنا من يهوى مقاسمة الفرح فـاس التي في القلب و العقل و العين عرفت أني سأتألم، و أنا أحمل قلبي إليها كي أزورها. فالحزن عشش في دواخلي ، منذ أن عشش الخراب بيوتها و رياضاتها و أزقتها ، و محا من وجوه القوم كل ذرات الحياء.فـــاس يا جمالا استوطنني.و أنا أخطو إليكِ خطوتي الأولى، حاملا عشقي و همي، حالما بما كان منكِ و مني...حين كان أنْـفِـي يرى، و أذناي تشمان، و عيناي تسمعان...كان عطركِ يسبق أنفاسي: العود لقماري، سرغينة، مردالدوش، الجاوي المكاوي، ماء الزهر و الورد، العنبر و المسك، و عطر شجيرات الليمون و الدوالي المزروعة في الأركان ، و عطور التوابل المنبعثة من قلب دوركِ تعبق الدروب الحالمة و هي ترخي النور و الظلال على بعضها....في خطواتي الأولى إليكِ. تأخذِينني إلى حيث تباركُني تسبيحات صوفية في الألوان التي تزركش الأسواق. أثوابا،خضرا و فواكه، أنوارا و ظلالا، و الجدار يشد الجدار. و تحت السقيفات و "الصابات"، يغمرني نسيم يخفف حَـرِّي في القيض، و يدثرني دفئا في القر.في خطواتي الأولى إليكِ، سمعتُ الجدران تهمس أعذب الألحان، تقسيمات و مواويل و مقامات من زمن زرياب إلى قصص الدمليج و الخلخال. و كنتِ تتراقصين في وجداني، فاتنة لكل حواسي، و أنت موشومة بالبهاء، عروسة ترسم البسمة على شفاه الزائرين و القاطنين و العابرين....و اليوم......في هذا الزمن الصعب المرير...خطوتُ إليكِ يا سيدة الأمكنة، فهالـَتْـنِـي روائح الصبار و الواد الحار. و أبصرتُ علامات الخراب و الانهيار، و سمعتُ في الأرجاءِ النحيبَ و النواح يصدران من التجاعيد و داء الجذري الذي غطى وجهكِ الفتان....و تَـنْـقُـلُـنِـي حواسي إلى حيث يغرد البوم و الخفاش تغريدات الوجع....و ينعي رحيلَ زمنٍ كان فيه الفرح يبهر العيون و يسقي الأعماق كؤوس الحُمَـيَّـا...كنتُ أزورك في خطواتي الأولى كي أغني للفرح. و أزورك اليومَ كي أبكي غياب الشمس و نور القمر.فـــاس هل صرت هكذا، عجوزا شمطاء لا يعشقها أحد؟؟؟ هل ذَبـُـلَ الورد المزروع في صدرك؟؟؟ هل وَرَّطَـكِ الدهماءُ في عشق القبح، و أنتِ التي صليتِ دوما في معابد الجمال؟؟؟ هل زرعوا في قلبكِ بدل الياسمين و الأقحوان بذور القتاد و الصبار؟؟؟؟ لا أملك الجواب يا سيدةَ المواقع و الأفراحِ و المواجع، سوى عِـنَـاد العاشقين....فَمَهْمَا فعل الزمان بكِ على أيدي الدهماء...سأجمع ماء الزهر و الورد لأبني لعشقي مقاما، كي أسكنَ بين أضلاعك...سأمشي في شرايينك رغم تكلسها، و أغني لربيع يعيد النضارة و البهاء...سأُلَـمْـلِـمُ حزني و لا أهاجر...و أمشي حافي القدمين فوق الشوك المزروع في الدروب، حتى تدمى القدمان، و لا أهاجر...سأظلل عشقي بعشقي و أسافر إليكِ على براق من المُزْنِِ أو على أجنحة الدموع ....و لن أغادر..و من فوق الصوامع، سأهتف صارخا:أيها الدهماء ارحلوا، فـــاس باقية.....و لا يبقى إلا وجه حسنها ذي الجلال و الإكرام ....

	[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
	[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

من طرف elarfaoui latifa الثلاثاء يناير 08, 2013 10:52 pm

سلمت يمناك ياأخي إنك كتبت وأبدعت في فاس . وكلامك أدمى قلبي وسكب دمعي حزناً على مدينتي ....إنني مشتاقة إليها إشتياق الرضيع لحليب أمه .

وكيف لا !!!!!! وهي مسقطي ومنشإ حبها يسري في عروقي ....ويافاس حي الله أرضك .......جزاك الله كل خير أ (سي محمد ) = حب الأوطان من الإيمان =

من الحب ما يؤلم

من الحب ما يؤلم

رد: من الحب ما يؤلم