الدكتور صالح الأشتر

أحيي فيك أخي الحجوجي هذه المبادرة ، فلقد ذكرتنا بمجموعة من الوجوه الخيرة التي
كان لنا شرف التتلمذ على أيديها ، وبالمناسة أنقل اليكم مقابلة طريفة بضريح سيدي العربي العيدي بمدينة أصيلة في صيف 1973 على ما أظن ، فبينما كنت منزويا في ركن بالضريح أستريح من عناء التجوال بأزقة المدينة دون أن أخفي الدعاء للميت بالرحمة والمغفرة ، اذا بشخص يدخل الضريح بدوره ويتقدم الى القبر/ الدربوز ويتمتم بكلمات لم أفهمها ، ثم يرفع يديه بالدعاء ، كل ذلك وأنا أتأمل حركاته دون أن أتوقف عن تلاوة سورة الملك ، بينما ذاكرتي ذهبت بعيدا ، ولعلها استقرت في الجزائر حيث كان الدكتور عبد الكريم الأشتر أخ أستاذنا صالح يدرس في جامعتها ، وذلك للشبه القائم بين زائر الضريح وبين أستاذنا صالح ، وهكذا تقدمت اليه وسلمت في أدب واستأذنته في السؤال قائلا :
استسمحك أستاذي ، هل أنت الدكتورعبد الكريم الأشتر أخ الأستاذ الدكتور صالح ؟
أجابني وهو يبتسم بقوله : يابني أنا ما شترت بعد ، ومع ذلك يسرني أن أخبرك باسمي ، فأنا الدكتور يحيى حقي ، وكل من الأخوين من أعز أصدقائي ، بارك الله فيه ، وبارك تلاوتك .. واستطرد قائلا : فهل أنت من تلامذته ؟ فأجبته : أي نعم ، فسألني مرة أخرى عن المؤسسة الجامعية التي أدرس بها ، كما حملني السلام عليه ، وهكذا ودعني وانصرف وأنا جد مسرورآ نذاك لأنني التقيت علما من أعلام الأدب العربي ، والسلام .

............. مع تحيات العتيق .