نداء الأمير الخطابي الى مغاربة اكس ليبان

* انه نداء يعكس موقف الأمير الخطابي من مفاوضات اكس ليبان وما اسفرت عنه من استقلال منقوص، جاء في هذا النداء / البيان :
"" ... ويجب على الاخـــوان أن يعلمــوا أن كل محاولــة للتفاهم مــــع الخصمين - شمالا وجنوبا - مقضى عليها بالفشــل التام ما دامت هاتــه المحاولة قائمة على أساس الوضعية الحاضرة من التفرق والاغراق في عبادة الشهوات البهيمية وحب الظهور، والتمسك بالأنانية القاتلة المهلكة ، وبعبارة أخرى: البقاء على ما عشنا عليه ، بل عاش عليـــه أسلافنا من الانحلال والابتعاد عن الدين الصحيح ، الأشياء التي نجم عنها الوضـــع الحاضر من الاستعباد المرهق الماحق (...) وعلى كل من له أدنى مسحة من عقل أن يدرك أن الخصمين أصبحا لا قـــوة لهما ، وأنهما صــارا لا يستطيعان البقاء في بلادنا سوى بخيانة بعض الجهلاء منا (...) وانهــم ليعجبون من أننا لا نمد أيدينا فنطردهم من بـــلادنا ، وهو الأمــر الــذي يتوقعونه في كل لحظة ، وهم لا يطمئنون ، ولا أبالغ اذا قلت انهم يبتهجون سرورا عندما يرون أننا نستجديهم حين يتقدم لهـــم بعض المغاربـة بطلب بعض ما يسمونه بالحقوق ، وانهم ليستدلون بذلك على موت القوم وعـــدم شعورهم بأي شئ في هذه الحياة (...) وان المسؤول عن هذا كله ماضيا وحاضرا هم العلماء أو المنتسبون للعلم ، وهم وحدهم الذين جنوا على هذه الأمة جناية ما بعدها جناية ، وهم المسؤولون كذلك في المستقبل ، ان لــم ينتهوا ويقوموا بهذا الواجب ، واجب النصيحة والارشاد وتوجيـــه الشعب الى الطريق المستقيم ، وهم وحدهم المسؤولون بسكوتهم وممالاتهم للعــدو ومداراته ، ورضاهم بحلول هذه النقم من غير أن يحركوا ساكنا ، ومــن غير أن يكونوا هـــم في صدر المدافعين عن أمتهم المرشدين الهاديـــن ، وتصوروا معي - حفظكم الله - ماذا يكون الجواب حين يسألون في ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون ، ولا " جوان " ولا " جبريلا " ، يوم يتبرأ فيه الشيطان من المجرمين (...) ان الانحطاط الخلقي والجبن الفاضح الذي تخلقنا به لم تتصف به أمة من الأمم الغابرة والحاضرة على ما نعلم (...) ولي سؤال؟ هل يريد اخواننا التخلص من الاستعباد حقا ؟ أم هم يتصنعون ويتظاهرون بشئ لا يريدونه ؟(...) والخلاصة هي أننا اذا أردنا حقا حريتنا فهي بيدنا ، ووسيلــة الوصول اليها سهلـــة جدا، اذا سعينا اليها بالجد والاجتهاد ، وقـــــام كل من يـــدعي الغيـرة على الديــن والوطــن بواجبــه، فالحرية على الأبواب ، وما علينا الا أن نعمـــــل بما يقضي به العقل والمنطق ، ولا يصح بحال أن نعتمد على الأوهـــــام ، أو نشتغل بالجعجعــة والطنطنة ، ونترك العمل الواجــــــب ، ونخلي السبيــل للمخنثين يلعبــون بمصيرنا ومستقبل أولادنا ، فنسجل على أنفسنا الخـزي
والعار، ونعرض أنفسنا للعنات الأجيال القادمة والحاضرة "" انتهى .

نقلا عن كتاب حسن البدوي : الأمير محمد عبد الكريم الخطابي ..ص 178 .
.......هدية الى الأخ الورياكلي ........مع تحيات العتيق

تشكراتي دائمة وغير منقطعة لما أنقله عنك لملفاتي الخاصة بالتوثيق لما يعزز معارفي عن بطلنا الكبير والخالد.