شخصيات تاريخية 1/10/11

محمد بن عبد الكريم الخطابي
ينتسب محمد بن عبد الكريم الخطابي الى آل خطاب فخذة من بني ورياغل احدى قبائـل الريف بشمال المغرب ، وترجع الى أصول عربية ، اشتهر عند الخاصة والعامة باســم ابيه عبد الكريم لقبا وكنية ، وهو أكبر اخوته ، ولد بقرية أجدير المطلة على ساحـــــــل الحسيمــــة المغربية ، وذلك يوم 10 شعبــــان عـــــــام 1299 هجرية الموافـــق ليوم 1/7/1882 م في عهد السلطان المغربي الحسن الأول ، كان أبو بطلنا فقيها وقاضيا وقائدا في قبيلته ، تلقى على يده تربية دينية وعلمية ، التحق بمدينة تطوان ليتابع دراسته فترة ، وفرارا من الأخذ بالثأر /لعنة الريف / كما كان يسميها الأب .
وفي سنة 1899 م رجع الأب بابنه الى مسقط رأسه حيث اشتغـــل بالفلاحــــة مـــدة وخلالها قام بحفظ المآت من أشعار العرب ، بما فيها المعلقات السبع ، وعندها تـــــــولى القضاء مهنة أبيه قبل أن يلتحق بفاس لاتمام دراسته الدينية والعلمية ، فكان من أساتدتــه في الفقه والعربية الشيخ عبد الصمد ، الى جانب آخرين في علوم الحديــــث والحســـاب والفلك والتوقيت ..
التحق الأمير الخطابي بمدينة مليلية المحتلة من قبل الاسبان ليتولى تدريـــــس العربية للأطفال وللضباط الاسبان ، الى جانب تحرير جريدة تلغراف الريف ما بيــن 1907 - 1915 م قسم أخبار العالـــــــــم العربي ، كما اشتغـــل كاتبا بالادارة الوطنية بالمدينـــة فمساعدا لمدير المكتب المشرف على العمل السياسي بالمنطقــــة الشرقيــــة ، وفـــي سنة 1910 م أصبح بطلنا قاضيا بمليلية ، وفي سنة 1911 م حصل على وسام الفروسية ، وفي سنة 1912 م حاز وسام الصليب الأحمر لوساطته في اطــــــــلاق سراح الجنـــود الاسبان الذين أسرتهم قوات محمد أمزيان سنة 1911 م ، وفي سنة 1912 م أصبـــح القاضي الأول / قاضي القضاة / ، ورئيسا لمجلس استئناف احكــــــام القضاء بالمنطقــة المحتلة .
وبالجملة ، يمكن اعتماد ما جاء في كتاب :تاريخ افريقيا الحديث والمعاصر لصاحبيه شوقي عطا الله الجمل ، وعبد الله عبد الرازق // فهو - محمد بن عبد الكريــم الخطابي - ابن لأحد زعماء بني ورياغل ، وهو الذي تربى على الثقافة الاسلامية في فاس ، وهو الذي درس في مدريد واحتك بالاسبان في مليلية ، ولهذا عندما تزعم ثورة الريف لم يكن مجرد قائد عادي ، بل كان مزودا بثقافة اسلامية واعية صقلتها تجاربـــــــه وأحتكاكه مع المغاربة في فاس ومع الاسبان في مليلية // .
نقل بتصرف عن كتاب : الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي / حسن محمد حسن البدوي ص 13 - 15 . مع تحيات العتيق