الناقد المغربي د.عبدالمالك أشهبون في شهادته: "نجيب محفوظ زلزل مقولة: الشعر ديوان العرب"
صفحة 1 من اصل 1
الناقد المغربي د.عبدالمالك أشهبون في شهادته: "نجيب محفوظ زلزل مقولة: الشعر ديوان العرب"
[size=32]الناقد المغربي د.عبدالمالك أشهبون في شهادته: "نجيب محفوظ زلزل مقولة: الشعر ديوان العرب"
[/size]
[size=32]في ذكرى ميلاد نجيب محفوظ، التي تحمل رقم 103، ينشر "المقهى الثقافي" بعض شهادات كتّاب ونقاد ومبدعين حول أديب نوبل. [/size]
الناقد المغربي الدكتور عبد المالك أشهبون، صاحب دراسة "زوايا ظليلة في روايات نجيب محفوظ"، التي صدرت في كتاب عن دار "الوراق" بالأردن، يقول في شهادته "محفوظ زلزل مقولة الشعر ديوان العرب":
الحقيقة أن أدب نجيب محفوظ يظل مؤهلاً للمزيد من الاكتشاف والسبر والتنقيب. فالنقد العربي لم يغامر حتى الآن بما استحق هذا الروائي، الذي شهد على ما يقارب القرن بمنجز روائي فريد، وبقي المكرور منه أضعاف المبتكر. سيما أن من هم بمكانة وشهرة روائي كمحفوظ، يغرون حتى الهواة بتجريب مفاتيحهم الهشّة في بواباتهم.
أصدرتُ "زوايا ظليلة في روايات نجيب محفوظ"، فالرجل منحنا "زوايا ظليلة" في الأدب والحياة. وقد كان هاجسي الأساسي هو التركيز على مساءلة بعض القضايا النقدية التي ظلت بمنأى عن التداول النقدي في أدبنا العربي، ومن أهمها عتبات الكتابة الروائية "العنوان، صورة الغلاف، التعيين الجنسي.
كما قاربت في الكتاب ذاته طبيعة كل من "البداية" و"النهاية" في روايات نجيب محفوظ. في هذا الإطار، قمت بمقاربة شعرية "البداية" في روايات محفوظ، وانتخبت لهذا الغرض نموذجين رئيسين، أولهما: نموذج البداية القارة كما تقدمه رواية: "قشتمر"، فيما انشغلت - في النموذج الثاني - بتشكُّل البداية الفورية في رواية
"اللص والكلاب".
أمّا بخصوص خطاب النهايات في روايات محفوظ، فقد انتخبت لهذا الغرض نموذج النهايات المأساوية بصفة عامة، ووقفت مطولاً عند نهاية رواية "بداية ونهاية" بصفة خاصة، فيما قاربت تميُّز النهاية الروائية ذات الطابع الدائري، في رواية "اللص والكلاب"، التي أعتبرها من بين أهم الأعمال الروائية المحفوظية، ذات النفس التجديدي، سواء على مستوى البناء أو الدلالة.
وتمشيًا مع التطور الدينامي الذي يفرضه النقد الأدبي المعاصر، والذي غدا يتجه صوب عناصر الصنعة الروائية، ويستهدف مكونات النص الروائي الداخلية (المكون الفاعلي، الزمني، المكاني، السردي، الوصفي)، قدمت تحليلاً بنيويًّا لآليات اشتغال كل من الممارستين: السردية والوصفية، في رواية محفوظ الشهيرة: "ثرثرة فوق النيل".
كان تركيزي أيضًا على مظهر مهم من مظاهر إرهاصات التطوير والتجديد في الكتابة الروائية المحفوظية، ويتعلق الأمر باستلهام التراث واستيحائه، وذلك من خلال دراسته لعلاقة الخطاب الروائي بالخطاب الرحلي في رواية "رحلة ابن فطومة".
وبناء على هذه المعطيات الأولية، تبدو إعادة قراءة روايات نجيب محفوظ "المقروءة سلفاً" على ضوء ما أشرت إليه، تمثيلاً لا حصرًا، أدعى إلى إعمال منظورات نقدية أخرى، مع مراعاة سياق هذه الروايات، بكل خصوصياتها، التي تجعل من نص روائي بعينه، يحمل في ذاته عناصر فرادته لم يستكشف بعد.
ولا بد من الاعتراف، أننا هنا بصدد التوقف عند تخوم قارة أدبية مترامية الأطراف، وأمام قمة سامقة من قمم السرد في العصر الحديث (عربيًّا وعالميًّا). إننا إزاء شخصية قلَّما يجود الزمان العربي بمثلها، إنها شخصية نجيب محفوظ الكاتب والروائي والقصاص والمسرحي وكاتب السيناريو.
نجيب محفوظ، وارث سر الصناعة الشهرزادية بامتياز، وصاحب رؤية تجديدية في الرواية العربية على طول مسارها الممتد من جيل الرواد (رفاعة الطهطاوي، جرجي زيدان، محمد المويلحي، حسين هيكل)، مرورًا بجيل طه حسين وتوفيق الحكيم والعقاد، الذين ساهموا، من جهتهم، في تعبيد الطريق أمام تيار الواقعية ،الذي ازدهر على يد نجيب محفوظ، ناقلاً بذلك الكتابة الروائية من عثرات التأسيس المتكررة إلى عنفوان مرحلة التجنيس، حيث غدت الكتابة الروائية جنسًا أدبيًّا قائم الذات، مستقل الكيان الرمزي، له عشاقه ونقاده ،والمهتمون به على أكبر نطاق.
مع نجيب محفوظ، لم تعد الكتابة الروائية أقل شأنًا من الشعر الذي كان يشكل "ديوان العرب" بامتياز، بل غدت الرواية ديوان العرب، والأكثر إثارة للانتباه في الأزمنة العربية المعاصرة: كتابة وتلقيًّا. لقد نقل نجيب محفوظ الثقافة العربية، ومعها الإبداع العربي، من عالم المحلية الضيق والمحدود إلى فضاء العالمية، حيث فتح الباب مشرعًا أمام إعادة الاعتبار للذات العربية التي عانت ردحًا طويلا من نظرة الآخر الدونية، خصوصًا بعد أن تُوِّجَ فائزًا بجائزة نوبل للآداب في ذلك اليوم التاريخي والمشهود (يوم الخميس 13 من أكتوبر 1988).[/size]
محمد الورياكلي- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 2246
درجة التقدير : 2
تاريخ الميلاد : 25/11/1954
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 69
مواضيع مماثلة
» سينما نجيب محفوظ
» "انفتاح نجيب محفوظ على جهله جعل منه روائياً مبدعاً"
» 50 مقولة ذهبية
» المفكر الجزائري محمد أركون: الناقد المزدوج: 2/1
» تحقيق ما للإلحاد من مقولة لمحمد المزوغي
» "انفتاح نجيب محفوظ على جهله جعل منه روائياً مبدعاً"
» 50 مقولة ذهبية
» المفكر الجزائري محمد أركون: الناقد المزدوج: 2/1
» تحقيق ما للإلحاد من مقولة لمحمد المزوغي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى