على سلامتكم ...
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
على سلامتكم ...
بكل ثقة وثبات توجه الى الشباك سائلا عن موعد خروج الحافلة المتوجهة الى طنجة ,كله امل وتفاؤل يبدو ذلك جليا من خلال ابتسامة عريضة على محياه ونشاط في حركيته.
بجانبه سمع صوت شخص, من هيأته وطريقة كلامه يبدو انه يعمل سائقا لاحدى الحافلات او مساعد سائق على الارجح ,هكذا بدا لفاروق من خلال تدخله بدون اذن حيث قال له" محظوظ انت ", استغرب فاروق هذه العبارة والتفت مستفهما "لماذا"؟
اجابه: " الحافلة ستنطلق الآن .. أسرع حتى لا تتأخر وتغدو عكس ما وصفتك به "
عادت الابتسامة الى فاروق وهو يتجه نحو الحافلة بعدما استخلص ثمن تذكرته
انطلقت الحافلة صوب شمال المغرب, وانطلق معها خيال فاروق نحو طنجة, التي طالما سمع وقرأ عنها ولم يسبق له ان زارها, وهاهو الآن يقصدها بعدما عرضت عليه فرصة عمل هناك بعد ايام وشهور من العطالة ,لم يتوانى في استغلالها ولم يتردد في السفر نحو طنجة, وحتى ان كان العرض في مدينة أخرى ما كان ليتردد, فمرارة البطالة ألغت حقه في الاختيار وخصوصا في ظرفيته تلك ..
عقارب الساعة كانت قد تجاوزت منتصف الليل بقليل حينما غادرت الحافلة المجال الحضري, وبدأت العد العكسي للكيلومترات التي تفصلها عن وجهتها, عم الظلام وساد الصمت. ماعدا صوت شخير أزعج فاروق وحرمه الغوص في بحر أحلامه وآلامه, رفع رأسه ملتفتا يمنة ويسرة باحثا عن مصدرالازعاج فوجده غير بعيد عنه يجلس, وراءه مباشرة شيخ تجاوز سنه السبعين او هكذا يبدو من ملامحه, التي خطت السنوات فوقها خطوطا لو نطقت لحكت لنا تاريخا وأحداثا من نوع خاص لم يكتب عنها الروائيون في رواياتهم ولا المؤرخون في كتبهم ..
نظر اليه نظرة تأمل وقال في نفسه "دع المسكين مرتاحا " وعاد الى مكانه في صمت دون ان يوقظه, ولا يظن ان احدا مكانه كان ليوقظه ..
تمر اللحظات والدقائق ثقيلة تكاد لا تتحرك مثقلة بظلام الليل وشخير العجوز لكنها تتحرك ,رغم كل الظروف لا يمكنها التوقف, أشاح بنظره نحو النافذة عساه يرى شيئا ينسيه ما هو فيه , شخير العجوز وصوت المحرك المزعج من جهة,وصوت مشاكله وهمومه التي أضحت مغرمة به وتأبى الا ان تلاحقه حيثما ذهب من جهة اخرى.. لكن الظلام حال دون ما يبتغيه, لم يستطع رؤية شيء سوى بعض النجوم في السماء, التي منحته بعض الامل, وأوحت له بشكل او بآخر أن دوام الحال من المحال وكل شيء في هذه الحياة مؤقت, حتى عمر الانسان مؤقت ولا محالة منتهي فما بالك بما دونه ..
عجلات الحافلة مستمرة في الدوران لم تتوقف متجهة بالحافلة نحو وجهتها ,وهو على حاله شارد يفكر ويسرح بخياله متجولا بين أمانيه وآماله ,لم يشعر حينما نام, الا عندما ايقظه صوت خشن متحشرج ,أوشك ان يتبرأ من صاحبه, الذي يمارس عليع شتى أنواع العنف التي يمكن ان يمارسها انسان ضد حلقه..
يصيح بأعلى صوته وينادي طنجة .. طنجة ...المحطة الأخيرة ... " راكم وصلتو على سلامتكم ..."
بجانبه سمع صوت شخص, من هيأته وطريقة كلامه يبدو انه يعمل سائقا لاحدى الحافلات او مساعد سائق على الارجح ,هكذا بدا لفاروق من خلال تدخله بدون اذن حيث قال له" محظوظ انت ", استغرب فاروق هذه العبارة والتفت مستفهما "لماذا"؟
اجابه: " الحافلة ستنطلق الآن .. أسرع حتى لا تتأخر وتغدو عكس ما وصفتك به "
عادت الابتسامة الى فاروق وهو يتجه نحو الحافلة بعدما استخلص ثمن تذكرته
انطلقت الحافلة صوب شمال المغرب, وانطلق معها خيال فاروق نحو طنجة, التي طالما سمع وقرأ عنها ولم يسبق له ان زارها, وهاهو الآن يقصدها بعدما عرضت عليه فرصة عمل هناك بعد ايام وشهور من العطالة ,لم يتوانى في استغلالها ولم يتردد في السفر نحو طنجة, وحتى ان كان العرض في مدينة أخرى ما كان ليتردد, فمرارة البطالة ألغت حقه في الاختيار وخصوصا في ظرفيته تلك ..
عقارب الساعة كانت قد تجاوزت منتصف الليل بقليل حينما غادرت الحافلة المجال الحضري, وبدأت العد العكسي للكيلومترات التي تفصلها عن وجهتها, عم الظلام وساد الصمت. ماعدا صوت شخير أزعج فاروق وحرمه الغوص في بحر أحلامه وآلامه, رفع رأسه ملتفتا يمنة ويسرة باحثا عن مصدرالازعاج فوجده غير بعيد عنه يجلس, وراءه مباشرة شيخ تجاوز سنه السبعين او هكذا يبدو من ملامحه, التي خطت السنوات فوقها خطوطا لو نطقت لحكت لنا تاريخا وأحداثا من نوع خاص لم يكتب عنها الروائيون في رواياتهم ولا المؤرخون في كتبهم ..
نظر اليه نظرة تأمل وقال في نفسه "دع المسكين مرتاحا " وعاد الى مكانه في صمت دون ان يوقظه, ولا يظن ان احدا مكانه كان ليوقظه ..
تمر اللحظات والدقائق ثقيلة تكاد لا تتحرك مثقلة بظلام الليل وشخير العجوز لكنها تتحرك ,رغم كل الظروف لا يمكنها التوقف, أشاح بنظره نحو النافذة عساه يرى شيئا ينسيه ما هو فيه , شخير العجوز وصوت المحرك المزعج من جهة,وصوت مشاكله وهمومه التي أضحت مغرمة به وتأبى الا ان تلاحقه حيثما ذهب من جهة اخرى.. لكن الظلام حال دون ما يبتغيه, لم يستطع رؤية شيء سوى بعض النجوم في السماء, التي منحته بعض الامل, وأوحت له بشكل او بآخر أن دوام الحال من المحال وكل شيء في هذه الحياة مؤقت, حتى عمر الانسان مؤقت ولا محالة منتهي فما بالك بما دونه ..
عجلات الحافلة مستمرة في الدوران لم تتوقف متجهة بالحافلة نحو وجهتها ,وهو على حاله شارد يفكر ويسرح بخياله متجولا بين أمانيه وآماله ,لم يشعر حينما نام, الا عندما ايقظه صوت خشن متحشرج ,أوشك ان يتبرأ من صاحبه, الذي يمارس عليع شتى أنواع العنف التي يمكن ان يمارسها انسان ضد حلقه..
يصيح بأعلى صوته وينادي طنجة .. طنجة ...المحطة الأخيرة ... " راكم وصلتو على سلامتكم ..."
noureddine- عضو نشيط
- الجنس :
عدد المساهمات : 45
درجة التقدير : 0
تاريخ الميلاد : 20/12/1988
تاريخ التسجيل : 13/04/2012
العمر : 34
رد: على سلامتكم ...
شكؤا على هذه القصة القصيرة
جبلي- عضو أساسي بالمنتدى
- الجنس :
عدد المساهمات : 278
درجة التقدير : 0
تاريخ الميلاد : 31/12/1966
تاريخ التسجيل : 12/03/2011
العمر : 56
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى