" ماما آسية " في ذمة الله

يفقد الحقوقيون يوم الجمعة 2 نومبر 2012 آسية الوديع الأسفي المعروفـــة
في أوساط السجناء القاصرين منهم ب" ماما آسية " وذلك بعد صراع طويل
مع السرطان نقلت على اثره الى مستشفى بباريس حيث توفيت هنـــاك فنقل
جثمانها الى مثواه الأخيريومه السبت 3/11/12 بمقبرة الشهداء بالرباط .
المرحومة من مواليد 1949 بآسفي وهي أكبر أبناء الشاعر المناضل محمد
الوديع الأسفي والشاعرة ثريا السقاط .
حصلت على الاجازة في الحقوق 1970 وعملت قاضية بالمحكمة الابتدائيــة
بالبيضاء ما بين 71 - 1980 ، وانضمت الى هيئـــــة المحامين بسطــات
والبيضاء ما بين 81 - 2000 بعد تدريب بالمدرسة العليا للقضاء ببـاريس
وفي سنة 2000 عينت قاضية بادارة السجون ، اهتمت خــلال تلك الفتـرة
بمراكز الاصلاح واعادة تربية القاصري والشباب .
تعد المرحومة عضوا مؤسسا للمرصد الوطني للسجون ، فعملت على تحـويل
السجن من مكان لقضاء العقوبة على ارتكاب جنحــــــة أو جريمــة الى فضاء
لدمج السجناء في المجتمع خاصة بعد الافـــــراج عنهم وذلك بفضل بـــرامج
التربية والتكوين المهني التي باتت تتوفر عليه العديد من السجون بالمغرب .
عينت المرحومة بتاريخ 15/1/2002 من قبل الملك محمد السادس عضوا
بالمؤسسة التي تحمل اسمه لاعادة ادماج السجناء بعد الزيارة التي قادتـه الى
مركــــــــز الاصلاح بالبيضاء ، وفي السنــة نفسها عينـــت عضوا بالمجلس
الاستشاري لحقوق الانســـان حيث كلفت بزيـــــارة السجون ومراكز حمايـــة
الطفولة مما خول لها الاطلاع عن كثب على أوضاع تلك الفئـــــة من خـــلال
القانون .
تعد " ماما آسيا عضوا مؤسسا للعديد من منظمات المجتمع المدني: كالمنظمــة
المغربية لحقوق الانسان سنة 1988 وجمعية مركز الاستماع والتوجيه للنساء
ضحايا العنف ، وجمعية أصدقاء مراكز الاصلاح سنــــة 2001 فجعلت من
مهامها مصاحبة النزلاء الأحداث والصغار منذ بداية اعتقالهم أو ايــــــــداعهم
ومؤازرتهم أمام المحاكم الى غاية الافراج عنهم ..وهكذا عاشت المرحومـــــة
حياة كلها كفاح لتستريح في قبرها .
طيب الله ثراها، وأسكنها فسيح جناتـــه.

منقول بتصرف عن جريدة المساء عدد 1900 بتاريخ 3-4 /11/سنة2012

...........مع تحيات العتيق

انا لله وانا اليه لراجعون رحم الله الفقيدة واسكنها فسيح جنانه وجعل مثواها الجنة بادن الله

انا لله وانا اليه لراجعون