تاريخ الشعر العربي للبهبيتي
صفحة 1 من اصل 1
تاريخ الشعر العربي للبهبيتي
[كتاب] تاريخ الشعر العربي، تأليف الدكتور نجيب البهبيتي
بقلم الاستاذ المرحوم :محمدابن تاويت
بقلم الاستاذ المرحوم :محمدابن تاويت
دراسة حافلة ونظريات سامية صدرت عن هذا الأستاذ الكبير الذي يعتبر أحد الدعائم العتيقة لكليتنا الفتية، فحيا الله مصر وحيا رجالها (من الدقة القديمة).
لقد رأيت الأستاذ البهبيتي، لأول مرة سنة أربعين، ونحن طلبة بجامعة فؤاد، متوجهين في رحلة إلى جامعة الإسكندرية، فكان يشرف علينا المرحوم الدكتور زكي حسن معه الأستاذ البهبيتي (واضعا على رأسه "بريه" ثم انضم إليهما المرحوم محمد مندور الذي كان آنذاك يشيد بالأدب المهجري متحدثا إلى طلاب الجامعتين بكلية الآداب في الإسكندرية.
وبعد سنة التقينا مرة أخرى بالأستاذ البهبيتي، وهو معيد يحضر إلى جانب أستاذنا الدكتور طه حسين، فينصت إلى المحاضرات التي كان يلقيها علينا في "الأدب الأموي".
وذات يوم عهد إليه أستاذنا – حفظه الله – بتحضير درس عن الشاعر "لبيد" في معلقته، فألقى درسه صبيحة اليوم الثالث عشر (أبريل) لسنة 1942، مقارنا بين الصور الواردة في المعلقة وبين غيرها مما ورد في ذي الرمة الذي كنا قد درسنا بائيته، وكان أستاذنا قد كلفني بتحضير درس عن "الوصف عند ذي الرمة" فألقيته صبيحة اليوم السادس عشر من شهر مارس للسنة الآنفة الذكر، فعلق أستاذنا على الموضوعين تعاليق أحتفظ بها لأهميتها، كما أحتفظ بأخرى، حول "شعر أبي دهبل الجمحي"، وكنت ألقيت درسا فيه، بتكليف من الأستاذ صبيحة اليوم الحادي عشر من شهر فبراير للسنة المذكورة.
هذه ذكريات أحتفظ بها في اعتزاز، واتصل الآن بالكتاب القيم الذي قرأته أخيرا، بعد ما سمعت عنه كثيرا، وهو بحق أهل للإشادة به والإطراء.
لقد جعل المؤلف كتابه ثلاثة: الأول في العصر الفني، والثاني في العصر العاطفي، والثالث في العصر العقلي، وجعل لكل أبوابا تفرعت عنها فصول...
وجميع هذه الأقسام لا تعدو المحيط الذي يبتدئ بالجاهلية وينتهي بنهاية القرن الثالث الهجري.
وبهذا كان لا محالة أن يكون كتاب الأغاني أهم ما يعتمد عليه المؤلف، وإنه لكذلك أهم مصادره على الإطلاق، وليس بعده إلا بعض الدواوين القليلة وكتب التراجم أو النقد كذلك، ومنها كتابه "أبو تمام الطائي"، وهو وحده المصدر الحديث، ولا شيء للمحدثين أو المعاصرين، يلتفت إليه المؤلف، إلا بالنقد من بعيد لما فيه من آراء أو نظريات، إذا استثنينا المراجع الأجنبية القليلة، وهي كذلك لا تخلو من وقفات له حولها، مناقشا أو معترضا، في بعض الأحيان...
ومن القضايا التي تعرض لها المؤلف، قضية الشعر الجاهلي وقيمته الاجتماعية، وذلك في آخر الباب الثاني من الكتاب الأول، ثم شفع هذا بمقارنة هامة أجراها في قصيدة لامرئ القيس تمثيلا للتشويش والتخليط الذي وقع في الشعر القديم الذي ننزل لدراسته في الباب الثالث، فجعل ذلك هو السر في عدم الوحدة التي تعوز جل القصيد الجاهلي فقال: "ولو جئت إلى أي ملحمة من ملاحم الشعر القصصي الغربي القديم، فأزلت منها روابط... لوقع لها ما وقع للقصيدة الجاهلية". وعلى هذا فالوحدة كانت ثم فقد بعضها بفعل الرواة، كما قال بذلك أستاذنا الدكتور طه حسين، في محاضراته التي تلقيناها عنه سنة 1940 عن الشعر الجاهلي، بكلية الآداب المصرية، وقد تعرض في الفصل الثالث من هذا الباب لخصائص الشعر القديم، فكان من أهمها ظاهرة الاعتدال، حتى الغزل والوصف، كما كان منها مظاهر أخرى حوفظ عليها كعناصر فنية لذلك العصر، وهي محافظة عرفها غير العربي في آدابها، مثل الأدب الفرنسي في القرن السابع عشر، الذي كان يلتزم نفس الأوضاع التي سار عليها شعراء اليونان، في صياغة شعرهم التمثيلي خاصة.
وفي الفصل الرابع منه تناول مسائل، منها مسألة الشعر والغناء، فجعلهما مقارنين، في مرحلة من مراحلهما، كما ذكر [أن] أوزان الشعر العربي ما هي إلا نتيجة لتطور الغناء في القديم، وهي قولة لها خطرها وحقيقتها الراسخة، التي عبر عنها الخليل وانتهج لها منهاجها، وانتهى الكتاب الأول بخاتمة مقارنة...
وفي الفصل الرابع من الباب الأول للكتاب الثاني تعرض للقصة العاطفية التي ظهرت في العصر الإسلامي، فذكر أنه من أركان الفن القصصي عندهم الاستناد على الحقيقة، فاتبع فيه الاستشهاد على الحادثة بالدليل كما هو الشأن في رواية اللغة ونحوها من الأحكام العلمية، فلما تعذر الإتيان بذلك - ولو انتحالا - انكمشت القصة، وهذه ملاحظة قيمة وتعليل معقول، وختم هذا الكتاب بالباب الثاني الذي خصصه للفرق ما بين شعر العصر الفني والعصر العاطفي، فذكر أن الأول كان وثنيا يتناول مظاهر الأشياء، وأن الثاني كان يتناول العواطف الكبرى، وهذا الفرق ولا شك ليس حاتما بين العصرين، فقد وجد عندهم في الفن وصف العواطف كما وجد العكس.
وفي الفصل الأول من الباب الأول للكتاب الثالث، تعرض لطلائع العصر العقلي، فأنكر فيه "الخرافة السائدة من أن جريرا والفرزدق والأخطل والراعي وذا الرمة، أو الرجاز ومن لف لفهم، كانوا جماعة من شعراء البادية نزلوا الحضر ببضاعة لهم مزجاة من الشعر في عصر الجمع وتلمس الشاهد"، فقال إنه ليس منهم إلا من اطلع على الشعر القديم اطلاعا واسعا وهو صاحب ثقافة كذلك دأب على تحصيلها وقصد إلى جمعها...
وفي الباب الثاني، ذكر أن رواية الشعر في العراق كانت تعتمد على أصول مكتوبة ولم تكن تعتمد على الشفوي اعتمادها على تلك، وهذه دعوى جديدة عضدها بشواهد لا تقبل الشك، وإن كانت لا تعمم القضية التي قررها، بل الرواية الشفوية كانت هي الأصل، حتى في الحديث. ومسالة المعلقات المكتوبة في الجاهلية، انفرد بذكرها من الأقدمين صاحب العقد، ولا يدري مدى ذلك من الصحة، وان تحققت في الواقع فهي جانب ضئيل من جوانب تسجيل الآثار الشعرية، التي عرفت رواتها كما عرف لكل شاعر راويه الذي يتلقنه شفويا ويلقنه كذلك.. فليست المسألة مجرد حديث خرافة، بل لها جذورها وأسبابها في الجاهلية وعند نزول القرآن الكريم، الذي كان وحده يكتب، كما كان يلقن لجمهور المسلمين الذين لم يكونوا يكتبون، على حرص الإسلام على الكتابة واجتهاد النبي في نشرها ومحو الأمية بها. وقدم الكتابة العربية شيء يكاد يكون مفروغا منه، وتعميم كتابة الشعر بها شيء آخر يحتاج إلى الدليل من التاريخ الصحيح...
وكون النضر بن الحارث تعلم أحاديث الفرس، وقد قدم الحيرة، لا يدل على أنه كان عارفا بالفارسية وكتابتها ضرورة، كما أن ورقة بن نوفل الذي كان يكتب العبراني، وفاطمة بنت مر التي كانت قرأت الكتب، لا يجعلنا نستسخف أن يقال عن الشعراء الجاهليين "إنهم كانوا أميين" بالرغم من كونهم في طبقة ومنزلة ممتازة عند أمتهم. وهل يشك في أن النبي ما كان قبل النبوة يدري "ما الكتاب" وأنه كان أميا لا يعرف القراءة، مع أنه كان [لا] يقل قبل الإسلام، منزلة ودرجة عن أولئك الشعراء الجاهليين.
وفي الفصل الثالث منه يستدل على أن الفرس لم يكن لهم من أثر حضاري في العراق، بأن الناس قلبوا أرضه ظهرا ظهر لبطن، فوجدوا من الآثار ما يمكننا من تتبع تاريخ الدول التي مرت به منذ خمسة آلاف سنة، وليس من بين تلك الآثار ما ينتمي إلى الفرس، الذين لم يكن لهم ماض ثقافي البتة، قبل الإسلام. وحتى ترجمة كليلة ودمنة لم تترجم من الفارسية إلى العربية، بل العكس هو الذي فعله ابن المقفع، بعدما نقل الكتاب عن الهندية والسريانة إلى العربية، يقول ابن النديم عن كليلة ودمنة: "ونقل إلى الفارسية بالعربية"، فيقرر ألا فضل للفارسية على العربية.
وهذا الذي قاله نجد المقدسي يقرره منذ ألف سنة في كتابه الجغرافي، وكنا قد نشرنا في السنة الماضية بالملحق الثقافي للعلم شيئا من هذا، اتفقنا فيه مع ما بالكتاب، الذي لم نكن قد قرأناه، وعليه فبدء التاريخ الحضاري لفارس - كما يقول المؤلف - كان في ظل الإسلام، "فلم تكن هناك إذن ثقافة فارسية يأخذها العرب عن الفرس، ولم يكن هناك أدب فارسي أو شعر فارسي، حتى يؤثر بعض ذلك في الشعر العربي"؛ هكذا يخرج بهذه النتيجة الناصعة، ويبطل بها ما قيل من التأثير الفارسي في الأدب العربي، ثم يتعرض إلى التأثير اليوناني فيه فيذكر أن اليونانية كانت معروفة للعرب أو لقاطني العراق قبل الإسلام، وكان العرب والسريان هم أصحاب الأرض، فترجم الكثير من اليونانية إلى السريانية قبل الإسلام وهي أخت العربية، فكان العرب لذلك العهد على علم بطريقة النظم اليونانية، ولكنهم لم يجدوا شعرهم في حاجة إلى الأخذ منها، فالعربية "لغتها أوسع ولفظها أدل، وأقسام تأليف كلامها أكثر، والأمثال التي ضربت أجود وأيسر" كما يقول الجاحظ الذي كان على علم باليونانية - كما يقول المؤلف – وإلا لما أمكنه أن يفهم أن اللفظ عندهم في الشعر يمط أو يقبض أو يبسط حتى تدخل (الألفاظ) في وزن اللحن، فتضع موزونا على غير موزون،" كما في البيان والتبيين. "فهذه الفروق مستخلصة أيضا من إدراك سليم للبنية الوزنية"...
ومع إذعاننا إلى سلامة الاستنتاج، ألا يكون الجاحظ أخبر بهذا المط والقبض والبسط، من عالم باليونانية، دون علمه هو بها؟ بالرغم من معرفته بثقافتها وتحدثه عن بعض المصطلحات المنطقية لها وعن الفيلسوف أرسطو الذي وصفه بالعي، وهو مؤلف في البلاغة والخطابة والشعر، ثم يرد على من قال إن العرب لم يستعيروا الملحمة والتمثيل من اليونان، لكونهما "مليئان بأسماء الآلهة"، بكون كتاب الشاهنامة مؤلفا في ظل الإسلام، بل إن "الأمة العربية كانت قوية الشخصية، شديدة الاعتزاز بأدبها... اعتزازا حال بينها وبين أن تأخذها تلك الصور التي تبدو لنا اليوم براقة خلابة، لأنها نراها تحت ضوء الدعاية الغربية لها، في عهد تسلطها وقوتها".
وإنه لتعليل قوي لهذا التقليد الجارف، فالعرب "يرون في القصص موضوعا إذا عولج في الشعر لم يف بالشرائط الجمالية الخاصة التي وضعوها لأسلوبه ولطريقته، ولمعانيه ولألفاظه... وليس حكمهم هذا من قبيل الاحتقار للقصة" في ذاتها بل لأن شعرهم لا يهضمها، ويحتضنها نثرهم، بدليل كونها في القرآن من دعائم الإعجاز كما يذكر ذلك الباقلاني في كتابه "إعجاز القرآن"
وأما التمثيلية فد نشأت في الأدب اليوناني، متجهة إلى التبسيط والتقريب، لشعوب كانت "لا تزال عند بدائية الفهم"، "فهي عند رجال المسيحية موسعة من صور الوثنية، يراد بها إلى تجسيد الوقائع"، أما المسلمون فكانوا "مجردين إلى أقصى حدود التجريد" فأدبهم أمثل وأرقى.
وبعدما يسفه الآراء التي تغلو في رجوع الحضارة الإسلامية إلى اليونانية، يقول "إن تاريخ الحضارة الإسلامية التي تعتبر الحضارة اليونانية قطب الرحى فيه عند البعض، يجب أن يكتب من جديد، لأنه تاريخ زائف"، ثم بعد هذا ببعض صفحات يقول: " فإذا كانت الحضارة الفكرية العربية بفرعيها الكبيرين، التفكير الاعتقادي والتفكير الشعري، قد استطاعت أن تغلب على هذه البيئة المفتوحة تلك الغلبة الملحوظة، وأن تفرض على سكانها ما كان عندها، على الرغم من سبق هؤلاء السكان إلى حضارات عريقة، فتلك هي الظاهرة الفذة التي تستدعي أن نتدبرها طويلا، وأن يقف عندها المؤرخ موقفا مقبولا".
وفي الفصل الأول من الباب الثالث، يذكر أن المعجم العربي هو وحده اليوم "العمدة في حل طلاسم الآثار البابلية والآشورية"، لأن العربية هي "أقرب اللغات السامية إلى اللغة الأم"، إن لم تكن هي الأم نفسها.
وفيه يذكر أن الكثرة من سكان أرض الفراتين كانوا سريانا أو عربا تطوروا بطول الاستقرار في البيئة، ولهذا سهل عليهم الاندماج في الفاتحين، ولقفوا عنهم تقاليدهم في الشعر واحتفظوا بها تراثا عزيزا عليهم.
وفي الفصل الرابع منه، يذكر أن ذا الرمة كان من أسباب تأخره عن الفحول "مذهبه إلى النقل والتقليد" وهو رأى له اعتباره، إلا أن ذا الرمة لم يكن بذلك التقليد المحض، بحيث أن بائيته العتيدة ما كانت إلا ترديدا لمعلقة لبيد، كما قال المؤلف، بل فيها ألوان جديدة وصور لا وجود لها في المعلقة المذكورة، وقد أفرغ الشاعر جهده فيها، فما زال مكبا عليها حتى أدركه حمامه، كما يقول الرواة... ولعل الظروف تسمح بنشر مؤلف لنا جعلناه حول هذا الشاعر، فنرى أن بائيته، قد جمعت كل عناصر فنه الشعرية.
ومن العجيب كون المؤلف، يذكر الشاعر في الصفحة التالية بأنه "من طلائع الاتجاه الجديد"، وهذا يعني أنه لم يكن بتلك الصفة من التقليد والنقل فنقص الأصالة بذلك في شعره.
وفي الباب الرابع، الذي جعله لانتصار الشعبية في الشعر، تناول شعراء كانوا طلائع التجديد فيه، فكان الوليد بن يزيد أهم الشعراء دراسة وأوفرهم حظا من المؤلف المجيد، يتلوه في ذلك بشار، بتشبيهه الإبهامي، الذي أومأ إليه نفسه، وقد بكى من هجائه بالقرد الأعمى، كما هو معلوم.
وفي الباب الخامس المختص بالعصر العباسي، كان أبو نواس الشاعر الذي تركزت حوله الدراسة أكثر من غيره، كأبي العتاهية أو العباس بن الأحنف من الأوائل، ثم كان من الأواخر أبو تمام الذي كان المؤلف قد خصصه بالدرس فيما مضى، فنال من ذلك عناية أوفى مما ناله البحتري أو ابن المعتز فابن الرومي.
وأخيرا يأتي المؤلف بتلخيص لما مضى ولكنه ليس مجرد تلخيص، بل فيه زيادة أحيانا وتوضيح أحيانا أخرى، فهو من هذه الناحية لا يستغنى عنه في تكميل الفكرة واستيعابها.
ونعود فنقول إنه لكتاب حافل، ودراسة جامعة، قلما نظفر بها في هذه الأيام، فما أشبهه لنا بواحة تكتنفها المجاهل والقفار الواسعة الأرجاء...
ولا يفوتنا أن ننبه إلى أخطاء وقعت في النسخة التي بأيدينا (نشر الخانجي سنة 1961) وجلها ينتمي إلى الطبع وهي على كل حال ما ياتي:
في الصفحة 173 كتب البيت هكذا :
وخبرتماني أن تيماء منزل للبلى إذا ما الصيف ألقى المراسيا
فجعلت "للبلى" في المصراع الأاول، مع أنها بداية الثاني.
وفي الصفحة 181 سقطت (بهم) من البيت:
أين حي حلوك إذ أنت محفو ف (بهم) آهل أراك جميلا
وفي الصفحة 229 بالسطر الأخير، وقعت العبارة "ترجم... عن العربية أو الفارسية" وصوابها "عن العربية إلى الفارسية".
وفي الصفحة 296 ينقل عن ابن الأثير ترجيل أم عمر بن عبد العزيز له، مع أن المذكور في ابن الأثير وغيره هو "مرجلته" لا أمه..
وفي الصفحة 332 سقطت "من" في البيت:
دونكموها يا بني هاشم فجددوا (من) عهدها الدارسا
وفي صفحة 409 كتب البيت هكذا:
أحرم منكم بما أقول وقد نال به العاشقون من عشقوا
فجعلت "وقد" بداية المصراع الثاني، مع أنها نهاية الأول.
ثم كتب البيت هكذا:
حملت الهوى حتى إذا قمت بالهـ وى خررت على وجهي وأثقلني حملي
مع أن المصراع الأول ينتهي تماما بالهوى، وليس البيت مدورا.
وفي الصفحة 410 ذكرت أبيات أربعة فيها الاختلاف عما ذكرت به في الصفحة 379، وربما كان هذا من اختلاف الرواية فيها، وعلى كل فهي أشياء طفيفة في كتاب تزيد صفحاته على خمس مائة صفحة، يضاف إليها بعض الاستعمالات، مثل "شتى" مضافة إلى غيرها، ومثل "هي الأخرى" مما هو مستعمل في العامية المصرية، ومثل الاعتماد في قضايا التاريخ على بعض المصادر غير التاريخية، كما يسفر عنه تعليقات بالصفحة 230 والصفحة 237.
لقد رأيت الأستاذ البهبيتي، لأول مرة سنة أربعين، ونحن طلبة بجامعة فؤاد، متوجهين في رحلة إلى جامعة الإسكندرية، فكان يشرف علينا المرحوم الدكتور زكي حسن معه الأستاذ البهبيتي (واضعا على رأسه "بريه" ثم انضم إليهما المرحوم محمد مندور الذي كان آنذاك يشيد بالأدب المهجري متحدثا إلى طلاب الجامعتين بكلية الآداب في الإسكندرية.
وبعد سنة التقينا مرة أخرى بالأستاذ البهبيتي، وهو معيد يحضر إلى جانب أستاذنا الدكتور طه حسين، فينصت إلى المحاضرات التي كان يلقيها علينا في "الأدب الأموي".
وذات يوم عهد إليه أستاذنا – حفظه الله – بتحضير درس عن الشاعر "لبيد" في معلقته، فألقى درسه صبيحة اليوم الثالث عشر (أبريل) لسنة 1942، مقارنا بين الصور الواردة في المعلقة وبين غيرها مما ورد في ذي الرمة الذي كنا قد درسنا بائيته، وكان أستاذنا قد كلفني بتحضير درس عن "الوصف عند ذي الرمة" فألقيته صبيحة اليوم السادس عشر من شهر مارس للسنة الآنفة الذكر، فعلق أستاذنا على الموضوعين تعاليق أحتفظ بها لأهميتها، كما أحتفظ بأخرى، حول "شعر أبي دهبل الجمحي"، وكنت ألقيت درسا فيه، بتكليف من الأستاذ صبيحة اليوم الحادي عشر من شهر فبراير للسنة المذكورة.
هذه ذكريات أحتفظ بها في اعتزاز، واتصل الآن بالكتاب القيم الذي قرأته أخيرا، بعد ما سمعت عنه كثيرا، وهو بحق أهل للإشادة به والإطراء.
لقد جعل المؤلف كتابه ثلاثة: الأول في العصر الفني، والثاني في العصر العاطفي، والثالث في العصر العقلي، وجعل لكل أبوابا تفرعت عنها فصول...
وجميع هذه الأقسام لا تعدو المحيط الذي يبتدئ بالجاهلية وينتهي بنهاية القرن الثالث الهجري.
وبهذا كان لا محالة أن يكون كتاب الأغاني أهم ما يعتمد عليه المؤلف، وإنه لكذلك أهم مصادره على الإطلاق، وليس بعده إلا بعض الدواوين القليلة وكتب التراجم أو النقد كذلك، ومنها كتابه "أبو تمام الطائي"، وهو وحده المصدر الحديث، ولا شيء للمحدثين أو المعاصرين، يلتفت إليه المؤلف، إلا بالنقد من بعيد لما فيه من آراء أو نظريات، إذا استثنينا المراجع الأجنبية القليلة، وهي كذلك لا تخلو من وقفات له حولها، مناقشا أو معترضا، في بعض الأحيان...
ومن القضايا التي تعرض لها المؤلف، قضية الشعر الجاهلي وقيمته الاجتماعية، وذلك في آخر الباب الثاني من الكتاب الأول، ثم شفع هذا بمقارنة هامة أجراها في قصيدة لامرئ القيس تمثيلا للتشويش والتخليط الذي وقع في الشعر القديم الذي ننزل لدراسته في الباب الثالث، فجعل ذلك هو السر في عدم الوحدة التي تعوز جل القصيد الجاهلي فقال: "ولو جئت إلى أي ملحمة من ملاحم الشعر القصصي الغربي القديم، فأزلت منها روابط... لوقع لها ما وقع للقصيدة الجاهلية". وعلى هذا فالوحدة كانت ثم فقد بعضها بفعل الرواة، كما قال بذلك أستاذنا الدكتور طه حسين، في محاضراته التي تلقيناها عنه سنة 1940 عن الشعر الجاهلي، بكلية الآداب المصرية، وقد تعرض في الفصل الثالث من هذا الباب لخصائص الشعر القديم، فكان من أهمها ظاهرة الاعتدال، حتى الغزل والوصف، كما كان منها مظاهر أخرى حوفظ عليها كعناصر فنية لذلك العصر، وهي محافظة عرفها غير العربي في آدابها، مثل الأدب الفرنسي في القرن السابع عشر، الذي كان يلتزم نفس الأوضاع التي سار عليها شعراء اليونان، في صياغة شعرهم التمثيلي خاصة.
وفي الفصل الرابع منه تناول مسائل، منها مسألة الشعر والغناء، فجعلهما مقارنين، في مرحلة من مراحلهما، كما ذكر [أن] أوزان الشعر العربي ما هي إلا نتيجة لتطور الغناء في القديم، وهي قولة لها خطرها وحقيقتها الراسخة، التي عبر عنها الخليل وانتهج لها منهاجها، وانتهى الكتاب الأول بخاتمة مقارنة...
وفي الفصل الرابع من الباب الأول للكتاب الثاني تعرض للقصة العاطفية التي ظهرت في العصر الإسلامي، فذكر أنه من أركان الفن القصصي عندهم الاستناد على الحقيقة، فاتبع فيه الاستشهاد على الحادثة بالدليل كما هو الشأن في رواية اللغة ونحوها من الأحكام العلمية، فلما تعذر الإتيان بذلك - ولو انتحالا - انكمشت القصة، وهذه ملاحظة قيمة وتعليل معقول، وختم هذا الكتاب بالباب الثاني الذي خصصه للفرق ما بين شعر العصر الفني والعصر العاطفي، فذكر أن الأول كان وثنيا يتناول مظاهر الأشياء، وأن الثاني كان يتناول العواطف الكبرى، وهذا الفرق ولا شك ليس حاتما بين العصرين، فقد وجد عندهم في الفن وصف العواطف كما وجد العكس.
وفي الفصل الأول من الباب الأول للكتاب الثالث، تعرض لطلائع العصر العقلي، فأنكر فيه "الخرافة السائدة من أن جريرا والفرزدق والأخطل والراعي وذا الرمة، أو الرجاز ومن لف لفهم، كانوا جماعة من شعراء البادية نزلوا الحضر ببضاعة لهم مزجاة من الشعر في عصر الجمع وتلمس الشاهد"، فقال إنه ليس منهم إلا من اطلع على الشعر القديم اطلاعا واسعا وهو صاحب ثقافة كذلك دأب على تحصيلها وقصد إلى جمعها...
وفي الباب الثاني، ذكر أن رواية الشعر في العراق كانت تعتمد على أصول مكتوبة ولم تكن تعتمد على الشفوي اعتمادها على تلك، وهذه دعوى جديدة عضدها بشواهد لا تقبل الشك، وإن كانت لا تعمم القضية التي قررها، بل الرواية الشفوية كانت هي الأصل، حتى في الحديث. ومسالة المعلقات المكتوبة في الجاهلية، انفرد بذكرها من الأقدمين صاحب العقد، ولا يدري مدى ذلك من الصحة، وان تحققت في الواقع فهي جانب ضئيل من جوانب تسجيل الآثار الشعرية، التي عرفت رواتها كما عرف لكل شاعر راويه الذي يتلقنه شفويا ويلقنه كذلك.. فليست المسألة مجرد حديث خرافة، بل لها جذورها وأسبابها في الجاهلية وعند نزول القرآن الكريم، الذي كان وحده يكتب، كما كان يلقن لجمهور المسلمين الذين لم يكونوا يكتبون، على حرص الإسلام على الكتابة واجتهاد النبي في نشرها ومحو الأمية بها. وقدم الكتابة العربية شيء يكاد يكون مفروغا منه، وتعميم كتابة الشعر بها شيء آخر يحتاج إلى الدليل من التاريخ الصحيح...
وكون النضر بن الحارث تعلم أحاديث الفرس، وقد قدم الحيرة، لا يدل على أنه كان عارفا بالفارسية وكتابتها ضرورة، كما أن ورقة بن نوفل الذي كان يكتب العبراني، وفاطمة بنت مر التي كانت قرأت الكتب، لا يجعلنا نستسخف أن يقال عن الشعراء الجاهليين "إنهم كانوا أميين" بالرغم من كونهم في طبقة ومنزلة ممتازة عند أمتهم. وهل يشك في أن النبي ما كان قبل النبوة يدري "ما الكتاب" وأنه كان أميا لا يعرف القراءة، مع أنه كان [لا] يقل قبل الإسلام، منزلة ودرجة عن أولئك الشعراء الجاهليين.
وفي الفصل الثالث منه يستدل على أن الفرس لم يكن لهم من أثر حضاري في العراق، بأن الناس قلبوا أرضه ظهرا ظهر لبطن، فوجدوا من الآثار ما يمكننا من تتبع تاريخ الدول التي مرت به منذ خمسة آلاف سنة، وليس من بين تلك الآثار ما ينتمي إلى الفرس، الذين لم يكن لهم ماض ثقافي البتة، قبل الإسلام. وحتى ترجمة كليلة ودمنة لم تترجم من الفارسية إلى العربية، بل العكس هو الذي فعله ابن المقفع، بعدما نقل الكتاب عن الهندية والسريانة إلى العربية، يقول ابن النديم عن كليلة ودمنة: "ونقل إلى الفارسية بالعربية"، فيقرر ألا فضل للفارسية على العربية.
وهذا الذي قاله نجد المقدسي يقرره منذ ألف سنة في كتابه الجغرافي، وكنا قد نشرنا في السنة الماضية بالملحق الثقافي للعلم شيئا من هذا، اتفقنا فيه مع ما بالكتاب، الذي لم نكن قد قرأناه، وعليه فبدء التاريخ الحضاري لفارس - كما يقول المؤلف - كان في ظل الإسلام، "فلم تكن هناك إذن ثقافة فارسية يأخذها العرب عن الفرس، ولم يكن هناك أدب فارسي أو شعر فارسي، حتى يؤثر بعض ذلك في الشعر العربي"؛ هكذا يخرج بهذه النتيجة الناصعة، ويبطل بها ما قيل من التأثير الفارسي في الأدب العربي، ثم يتعرض إلى التأثير اليوناني فيه فيذكر أن اليونانية كانت معروفة للعرب أو لقاطني العراق قبل الإسلام، وكان العرب والسريان هم أصحاب الأرض، فترجم الكثير من اليونانية إلى السريانية قبل الإسلام وهي أخت العربية، فكان العرب لذلك العهد على علم بطريقة النظم اليونانية، ولكنهم لم يجدوا شعرهم في حاجة إلى الأخذ منها، فالعربية "لغتها أوسع ولفظها أدل، وأقسام تأليف كلامها أكثر، والأمثال التي ضربت أجود وأيسر" كما يقول الجاحظ الذي كان على علم باليونانية - كما يقول المؤلف – وإلا لما أمكنه أن يفهم أن اللفظ عندهم في الشعر يمط أو يقبض أو يبسط حتى تدخل (الألفاظ) في وزن اللحن، فتضع موزونا على غير موزون،" كما في البيان والتبيين. "فهذه الفروق مستخلصة أيضا من إدراك سليم للبنية الوزنية"...
ومع إذعاننا إلى سلامة الاستنتاج، ألا يكون الجاحظ أخبر بهذا المط والقبض والبسط، من عالم باليونانية، دون علمه هو بها؟ بالرغم من معرفته بثقافتها وتحدثه عن بعض المصطلحات المنطقية لها وعن الفيلسوف أرسطو الذي وصفه بالعي، وهو مؤلف في البلاغة والخطابة والشعر، ثم يرد على من قال إن العرب لم يستعيروا الملحمة والتمثيل من اليونان، لكونهما "مليئان بأسماء الآلهة"، بكون كتاب الشاهنامة مؤلفا في ظل الإسلام، بل إن "الأمة العربية كانت قوية الشخصية، شديدة الاعتزاز بأدبها... اعتزازا حال بينها وبين أن تأخذها تلك الصور التي تبدو لنا اليوم براقة خلابة، لأنها نراها تحت ضوء الدعاية الغربية لها، في عهد تسلطها وقوتها".
وإنه لتعليل قوي لهذا التقليد الجارف، فالعرب "يرون في القصص موضوعا إذا عولج في الشعر لم يف بالشرائط الجمالية الخاصة التي وضعوها لأسلوبه ولطريقته، ولمعانيه ولألفاظه... وليس حكمهم هذا من قبيل الاحتقار للقصة" في ذاتها بل لأن شعرهم لا يهضمها، ويحتضنها نثرهم، بدليل كونها في القرآن من دعائم الإعجاز كما يذكر ذلك الباقلاني في كتابه "إعجاز القرآن"
وأما التمثيلية فد نشأت في الأدب اليوناني، متجهة إلى التبسيط والتقريب، لشعوب كانت "لا تزال عند بدائية الفهم"، "فهي عند رجال المسيحية موسعة من صور الوثنية، يراد بها إلى تجسيد الوقائع"، أما المسلمون فكانوا "مجردين إلى أقصى حدود التجريد" فأدبهم أمثل وأرقى.
وبعدما يسفه الآراء التي تغلو في رجوع الحضارة الإسلامية إلى اليونانية، يقول "إن تاريخ الحضارة الإسلامية التي تعتبر الحضارة اليونانية قطب الرحى فيه عند البعض، يجب أن يكتب من جديد، لأنه تاريخ زائف"، ثم بعد هذا ببعض صفحات يقول: " فإذا كانت الحضارة الفكرية العربية بفرعيها الكبيرين، التفكير الاعتقادي والتفكير الشعري، قد استطاعت أن تغلب على هذه البيئة المفتوحة تلك الغلبة الملحوظة، وأن تفرض على سكانها ما كان عندها، على الرغم من سبق هؤلاء السكان إلى حضارات عريقة، فتلك هي الظاهرة الفذة التي تستدعي أن نتدبرها طويلا، وأن يقف عندها المؤرخ موقفا مقبولا".
وفي الفصل الأول من الباب الثالث، يذكر أن المعجم العربي هو وحده اليوم "العمدة في حل طلاسم الآثار البابلية والآشورية"، لأن العربية هي "أقرب اللغات السامية إلى اللغة الأم"، إن لم تكن هي الأم نفسها.
وفيه يذكر أن الكثرة من سكان أرض الفراتين كانوا سريانا أو عربا تطوروا بطول الاستقرار في البيئة، ولهذا سهل عليهم الاندماج في الفاتحين، ولقفوا عنهم تقاليدهم في الشعر واحتفظوا بها تراثا عزيزا عليهم.
وفي الفصل الرابع منه، يذكر أن ذا الرمة كان من أسباب تأخره عن الفحول "مذهبه إلى النقل والتقليد" وهو رأى له اعتباره، إلا أن ذا الرمة لم يكن بذلك التقليد المحض، بحيث أن بائيته العتيدة ما كانت إلا ترديدا لمعلقة لبيد، كما قال المؤلف، بل فيها ألوان جديدة وصور لا وجود لها في المعلقة المذكورة، وقد أفرغ الشاعر جهده فيها، فما زال مكبا عليها حتى أدركه حمامه، كما يقول الرواة... ولعل الظروف تسمح بنشر مؤلف لنا جعلناه حول هذا الشاعر، فنرى أن بائيته، قد جمعت كل عناصر فنه الشعرية.
ومن العجيب كون المؤلف، يذكر الشاعر في الصفحة التالية بأنه "من طلائع الاتجاه الجديد"، وهذا يعني أنه لم يكن بتلك الصفة من التقليد والنقل فنقص الأصالة بذلك في شعره.
وفي الباب الرابع، الذي جعله لانتصار الشعبية في الشعر، تناول شعراء كانوا طلائع التجديد فيه، فكان الوليد بن يزيد أهم الشعراء دراسة وأوفرهم حظا من المؤلف المجيد، يتلوه في ذلك بشار، بتشبيهه الإبهامي، الذي أومأ إليه نفسه، وقد بكى من هجائه بالقرد الأعمى، كما هو معلوم.
وفي الباب الخامس المختص بالعصر العباسي، كان أبو نواس الشاعر الذي تركزت حوله الدراسة أكثر من غيره، كأبي العتاهية أو العباس بن الأحنف من الأوائل، ثم كان من الأواخر أبو تمام الذي كان المؤلف قد خصصه بالدرس فيما مضى، فنال من ذلك عناية أوفى مما ناله البحتري أو ابن المعتز فابن الرومي.
وأخيرا يأتي المؤلف بتلخيص لما مضى ولكنه ليس مجرد تلخيص، بل فيه زيادة أحيانا وتوضيح أحيانا أخرى، فهو من هذه الناحية لا يستغنى عنه في تكميل الفكرة واستيعابها.
ونعود فنقول إنه لكتاب حافل، ودراسة جامعة، قلما نظفر بها في هذه الأيام، فما أشبهه لنا بواحة تكتنفها المجاهل والقفار الواسعة الأرجاء...
ولا يفوتنا أن ننبه إلى أخطاء وقعت في النسخة التي بأيدينا (نشر الخانجي سنة 1961) وجلها ينتمي إلى الطبع وهي على كل حال ما ياتي:
في الصفحة 173 كتب البيت هكذا :
وخبرتماني أن تيماء منزل للبلى إذا ما الصيف ألقى المراسيا
فجعلت "للبلى" في المصراع الأاول، مع أنها بداية الثاني.
وفي الصفحة 181 سقطت (بهم) من البيت:
أين حي حلوك إذ أنت محفو ف (بهم) آهل أراك جميلا
وفي الصفحة 229 بالسطر الأخير، وقعت العبارة "ترجم... عن العربية أو الفارسية" وصوابها "عن العربية إلى الفارسية".
وفي الصفحة 296 ينقل عن ابن الأثير ترجيل أم عمر بن عبد العزيز له، مع أن المذكور في ابن الأثير وغيره هو "مرجلته" لا أمه..
وفي الصفحة 332 سقطت "من" في البيت:
دونكموها يا بني هاشم فجددوا (من) عهدها الدارسا
وفي صفحة 409 كتب البيت هكذا:
أحرم منكم بما أقول وقد نال به العاشقون من عشقوا
فجعلت "وقد" بداية المصراع الثاني، مع أنها نهاية الأول.
ثم كتب البيت هكذا:
حملت الهوى حتى إذا قمت بالهـ وى خررت على وجهي وأثقلني حملي
مع أن المصراع الأول ينتهي تماما بالهوى، وليس البيت مدورا.
وفي الصفحة 410 ذكرت أبيات أربعة فيها الاختلاف عما ذكرت به في الصفحة 379، وربما كان هذا من اختلاف الرواية فيها، وعلى كل فهي أشياء طفيفة في كتاب تزيد صفحاته على خمس مائة صفحة، يضاف إليها بعض الاستعمالات، مثل "شتى" مضافة إلى غيرها، ومثل "هي الأخرى" مما هو مستعمل في العامية المصرية، ومثل الاعتماد في قضايا التاريخ على بعض المصادر غير التاريخية، كما يسفر عنه تعليقات بالصفحة 230 والصفحة 237.
****
هذا الكتاب كان من المفروض على كل طالب تتلمذ على الدكتور البهبيتي ان يقتنيه،وهو في كل دروسه ومحاضراته لا يخرج عما به.واذا سألك :هل قرأت الكتاب؟فهو يقصد هذا الكتاب دون غيره.وهو كتاب شبه مقدس عند الدكتور البهبيتي واذا تجرأ طالب وابدى رأيا مخالفا لما في الكتاب فان الدكتور لا يتردد في وصفه بالحمار ،حدث هذا امامنا مرارا.وفي الامتحان الشفوي عليك ان تحمل الكتاب معك وان تدون عليه اسمك لكي يتأكد الاستاذ انك اشتريته بالفعل.وانا شخصيا حينما لاحظت ان محاضراته لا تخرج عما في الكتاب اشتريت الكتاب واستغنيت به عن حضور المحاضرات.
hensali- عضو مؤسس للمنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 271
درجة التقدير : 3
تاريخ الميلاد : 10/11/1951
تاريخ التسجيل : 27/08/2009
العمر : 73
مواضيع مماثلة
» في الجزائر..( العروض وإيقاع الشعر العربي.doc) في لصاحبه د عبد الرحمان نبرماسين...موضوع سرقة ادبية
» رد على حل : الموصوف في الشعر
» على قبر من كتب البيتان من الشعر ؟
» تاريخ الصيام
» الشعراء هذا المساء
» رد على حل : الموصوف في الشعر
» على قبر من كتب البيتان من الشعر ؟
» تاريخ الصيام
» الشعراء هذا المساء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى