الأسرة المسلمة
صفحة 1 من اصل 1
الأسرة المسلمة
* الأسرة المسلمة هي نواة المجتمع الصالح ، ذلك أن صلاح الفرد من صلاح الأسرة ، كما أن صلاح المجتمع برمته هو نتيجة حتمية لصلاح الأسرة ، لذا نجد الاسلام قد اهتم بها أيما اهتمام ، اهتم بتأسيس تكوينها ، وأسباب دوام ترابطها حتى تظل شامخة تسودها المحبة ، وتلتقي حولها مشاعر المودة والرحمة ، المشار اليها في الآية الكريمة :" ومن ىياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها ، وجعل بينكم مودة ورحمة " .
ولتعيش الأسرة المسلمة وحدة شعور ، ووحدة تعاطف وتراحــــم ، يقول تعالى : " هن
لباس لكم وأنتم لباس لهن " فالاشارة هنا الى الزوجين الكريمين باعتبارهما أبرز دعائم الأسرة ، بحيث اذا صلحا صلح باقي أفراد هذه الخلية المجتمعية ، واذا فسدا فسد الجميع
فالاية الكريمة تبين أن كلا الزوجين ضروري للآخر ، يقول تعالى : " هو الذي خلقكم
من نفس واحدة ، وجعل منها زوجها ليسكن اليها " وبالتالي فاننا لا نتصور حياة مستقيمة اذا هدمت أركان الأسرة الأساسية ، ولنا أن نقول ببطلان ادعاء من يقول عكس ذلك .
ولتستمر الأسرة قائمة ، لا بد أن تتمركز على التفاهم ، كما لا تنجح في علاقاتها الا
بالتشاور ، ولا تستمر حياتها الا على التراضي .
ولنا أن نتمثل تلك الأسس في رضاع الأولاد وفطامهم ، ولو بعد انفصام الزوج عن الزوجة ، يقول تعالى : " والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين ، لمن أراد أن يتم الرضاعة " الى قوله تعالى : " فان أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما " .
ان الأسرة التي تسعى الى تحقيق السعادة ، وتبحث عن الاستقرار ، تبني حياتها على أسس متينة أبرزها :
- رعاية واحترام الحقوق بين الزوجين .
- المعاشرة بالمعروف .
...
فتبادل مشاعر المحبة والاحترام بين الزوجين ، يقوي الروابط بينهما ، فيتحقق السكن النفسي الذي أشارت اليه الآية السابقة ( لتسكنوا اليها ) ، فبهذا السكن تأمن الأسرة من
التصدع والانشقاق ، وحتى اذا ما نشأ خلاف بين الزوجين ، فان المحبة الصادقة ستذيبه بحول الله وقوته .
ان الحكيم الخبير بنفسية عباده جعل المعاشرة بالمعروف درءا لكل مشاعر الكراهيى التي يجد فيها الشيطان ضالته ، وهي هدم كيان الأسرة وتعكير صفوها ، يقول عز وجل :
" وعاشروهن بالمعروف ، فان كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا " ، يقول الامام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية : أي : فعسى أن يكون صبركم في امساكهن مع الكراهية فيه خير كثير لكم في الدنيا والآخرة .
وعليه ، فان الجاهل بهذه الأحكام يجني على نفسه وزوجه وعياله واقاربه جميعا ، حين
يستبدل المودة والرحمة بالكراهية وبالعناد والتحدي ، اذ لا شيئ أكثر من العناد في تدمير الأسرة ، ذلك أن الخلافات الصغيرة تصبح بالعناد كبيرةوعلى العكس فان الخــــــــلافات
الكبيرة تصبح باللين والصبر صغيرة ، فليس بدعا أن تتصدع أسر ويتشتت شملها وهي في بداية الطريق نتيجة لهذه الخلافات البسيطة .
وعليه ، فان السرة المسلمة مطالبة بحماية نفسها قبل حدوث الشقاق ، وان كانت الحياة - كما يعلم الجميع - لا تصفو دائما .
........... يتبع ............... مع تحيات العتيق
العتيق- فارس المنتدى
- الجنس : عدد المساهمات : 1509
درجة التقدير : 6
تاريخ الميلاد : 01/01/1951
تاريخ التسجيل : 17/04/2011
العمر : 73
الموقع : البريد أعلاه وكذا منتدى جبالة
مواضيع مماثلة
» الأسرة المسلمة 2
» الأسرة المنظمة
» مستجدات قانون الأسرة : التعدد المشروط
» مدونة الأسرة : اقرار مبدأ العدل والانصاف
» أحكام الحضانة في مدونة الأسرة
» الأسرة المنظمة
» مستجدات قانون الأسرة : التعدد المشروط
» مدونة الأسرة : اقرار مبدأ العدل والانصاف
» أحكام الحضانة في مدونة الأسرة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى