كيف حرف دين عيسى عليه السلام؟

لما جاء المسيح عيسى بن مريم عليه السلام تعرض لعداوة شديدة من قبل اليهود ، وكان من أشدهم عــداوة له رجل يسمى : شاوول ، لكن اليهــود عجزوا عن القضاء على النصرانية بحربهم السافرة لها وملاحقة حواريي عيسى عليه السلام ورحمهم الله تعالى فسلكوا طريقا آخر ، وهو ما يسمى بالحرب من الداخل ، بأن يدعي بعضهم الايمان بالنصرانية وينشط فـــي نشرها حتى اذا حصل على ثقتهم ، أو وصل الى مكان الرئاسة والقـــدوة فيهم ، مارس التغيير والتحريف حتى يقضي عليها مع الزمن .
وقد وقع اختيار كهنة اليهود وأحبارهم وكتبتهم على شؤول نفسه .. فقـــام بتلك المهمة الخبيثة ونجح فيها أيما نجاح ، اذ ادعى الايمان بالنصرانيـــة
وغير اسمه فصار يدعى : بولس ، ونشط في نشر النصرانية حتى حصل على ثقة النصارى يومها ، ومنهم بعض الحواريين ، ووصل الى مكــــان الرئاسة فيهم ، وبعدها مارس عمله التخريبي فيها ..فأحل لهم الخنزيـــــر والخمر ، وأبطل سنة الختان ، واستبدل بالتوحيد الذي كانت عليه فلسفـــة وثنية هندية يونانية عرفت فيما بعد باسم الفلسفــــة الأفلاطونية الحديثــة ، والتي تزعم أن الذي يسيطر على الكون ويتصرف فيه ثلاثة قوى ، انبثق بعضها عن بعض انبثاق الولد عن أبيه ، وهي :
1 - المكون الأول
2 - العقل ..وقد صدر عن المكون الأول أو تولد عنه تولد الولد عن أبيه .
3 - الروح .. وقد صدر عن العقل صدور العقل عن المكون الأول .
بدأ بولس بارساء الركنين الأمــــل والثاني حين ادعــى أن المسيح عليــه الصلاة والسلام هو ابن الله - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - ثم جــاءت المجامع الكنسية بعده فأرست الثالث منها .وبذلك حلت هذه الفلسفة الوثنية
بأركانها الثلاثة ، أو بثالوثها محل التوحيد الذي جاء به المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، ولكن بعد تغيير في السماء فقط فأمست كالتالي :
1 - الأب .. بدلا من اسم المكون الأول .
2 - الآبن ..بدلا من اسم العقل .
3 - الروح القدس .. بدلا من اسم الروح فقط .
لقد كان الحواري" برنابا " رحمه الله على رأس من خدعوا ب" شاوول "وأكثرهم تزكية له لدهشة النصارى حين رأوه يدعو للنصرانية لما عرفوه من شدة عداوته وائذائه وملاحقتهلهم ولدينهم .. فلما وصلت افتراءاته الى " برنابا" حزن حزنا شديدا ، ووضع انجيله المسمى باسمه : " انجيــل برنابا " يحذر الناس من بولس وافتراءاته ، وقدم لانجيله بالمقدمة التالية :
"" برنابا رسول يسوع الناصري المسمى المسيح ، يتمنى لجميع سكــان الأرض سلاما وعزاءا .
أيها الأعزاء ، ان الله العظيم العجيب ، قد افتقدنا في هذه الأيام الأخيــــرة بنبيه يسوع المسيح برحمة عظيمة ، للتعليم والآيات التي اتخذها الشيطــان ذريعة لتضليل كثيرين بدعوى التقوى ، مبشرين بتعليم شديد الكفر ، داعين المسيح : لبن الله ، ورافضين الختان الذي أمر الله به دائما ، مجوزين كل لحم نجس ، الذين ضل في عدادهم أيضا " بولس " الذي لا أتكلم عنه الا
مع الأسى ، وهو السبب الذي لأجله أسطر ذلك الحق الذي رأيته وسمعته أثناء معاشرتي ليسوع لكي تخلصوا ، ولا يضلكم الشيطان فتهلكـــــوا في دينونة الله ، فاحذروا كل أحد يبشركم بتعليم جديد ، مضاد لما أكتبـــــــه لتخلصوا اخلاصا ابديا""
ذ . زهير الخالد مدرس بالجامعة الاسلامية - المدينة المنورة
مجلة العلم والايمانعدد 69/70 ايلول وتشرين 1981 .

............... مع تحيات العتيق