التراث الشعبي : نظرة عامة

التراث الشعبي هو ذاك التناج الذي يمكننا من معرفة شعب ما معرفة صحيحة
كما يمكننا من كتابة التاريخ الحقيقي لهذا الشعب .
ويتمثل في كل ما يقوله الناس أو يفعلونه في حياتهم اليومية تجاه موقف ما ، استجابة منهم لذلك استجابة عفوية عامة ، وتعبيرا عن موقف منه أيضا .
والتذنتاج الشعبي نوعان : قولي ، وفعلي .
*فمن القولي :
- الحكم والأمثال
- الأغنيات
- الحكايات
- النكات
- الدعوات
- نداءات الباعة
- أسماء المحلات
- ما يكتب من كلمات أو جملة أو تعليقات أو أبيات على المناديل والثياب وجدران البيوت من الداخل وعلى الأبواب
- وشهادات القبور
- وعلى وسائل النقل
- وغيرها ...
* ومن الفعلي :
- الاحتفالات في الأعياد والمناسبات من زواج ووفاة وولادة
- والرقص
-وألعاب الأطفال
- وعادات الزيارات والولائم
- وأزياء الملابس
- وأثاث البيت وزينته
- وغير ذلك..
والنوعان : القولي والفعلي متلازمان ومتداخلان ، فكثيرا ما يصحب أحدهما الآخر ويشاركه .
وأبرز ما يتسم به النتاج الشعبي هو عفويته وشموله ، فهو موقف عفوي يصدر بشكل فوري ، من غير تخطيط ولا دراسة ، لكنه أصيل ، يحمل الفكرة والانفعال معا ، ويمثل شعورا جمعيا ، وهذا يضمن له سرعة الانتشار والقبول من الجميع .
فالنتاج الشعبي - في حقيقته - ابداع جماعي قد يكون مبدعه الأول فردا ، وقد يكون نتيجة لحادثة وقعت ، ولكنه لا يظل كذلك ، اذ ما يلبث أن يصبح ملكا للجميع يتناقلونه ويضيفون اليه ، بل يبدعونه ثانية ، حتى يبدو في أصله غير حقيقي ، فيتخذ عندئذ طابعه الشعبي ، وينسى مبدعه الأول ، كما تنسى حادثته الواقعية الأولى ، وان ذكرت فكأنها خرافة لا حقيقة
ولأن النتاج الشعبي تعبير عفوي ، فهو مؤقت ومتغير ، وليس ذا شكل أو قالب ثابت ، وهو متجدد دائما ، تموت فيه أشكال ، وتولد أشكال أخرى .
وان كان هذا النتاج يبدو ضعيفا في عصرنا الا أنه لا يمكن أن يموت ، فهو مستمر في أشكال جديدة مختلفة ، ويكفي للمرء أن يذكر النكتة التي هي حية دائما ، لتدل على الحياة والاستمرار .

........ مع تحيات العتيق