منتديات جبالة Montadayat Jbala
كلمة السر 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضوا معنا
او التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا كلمة السر 829894
ادارة المنتدي كلمة السر 103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات جبالة Montadayat Jbala
كلمة السر 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضوا معنا
او التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا كلمة السر 829894
ادارة المنتدي كلمة السر 103798
منتديات جبالة Montadayat Jbala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كلمة السر

4 مشترك

اذهب الى الأسفل

كلمة السر Empty كلمة السر

مُساهمة من طرف محمد أغبالو السبت أبريل 09, 2011 12:11 pm

كلمة السر

حينما تمنعت علي "أسماء" ولم تجد معها لا النظرات ولا العبرات التجأت إليه.
- يا سي ادريس أريد قلب أسماء بنت محمد بأي ثمن !
- لا عليك ، هات "الفتوح" وتوكل على الله !
- وهل العمل مضمون ؟
- مائة وعشرون بالمائة ، قلت هات الفتوح.

أعطيته الفتوح – قطعة نقدية من فئة عشرة دراهم – تأملها ووضعها على قلبي ، تمتم بكلمات قبل أن يسأل :
- ما اسم أمك ؟
- الصافية ... اسمها الصافية .

أخذ ورقة ودواة ، وكتب بقلم قصبي تقليدي بأبجدية قرعاء خربشات متداخلة مستعملا ماء الورد والزعفران البلديين ، ثم طوى الورقة ولفها بقطعة ثوب وقال لي :
- هات ذراعك اليمنى !

شد الشيء على عضدي وأدلى كم القميص عليه وأردف :
- افتح أذنيك واسمع ما أقوله لك جيدا : حينما ترى فتاتك اغتنم الزحام واقترب منها ما أمكنك واضربها بعضدك على ظهرها تأتيك طوعا أو كرها !!

شكرت "سي ادريس" وانصرفت وكلي ثقة فيما قاله ، عاقد العزم على تنفيذه . وفي الغد انتظرت خروج "أسماء" كعادتها إلى مقام "مولاي عبد السلام" حيث اعتادت أن تقضي فترة ما بين العشاءين صحبة صديقاتها وأقاربها في الاستماع إلى تلاوة القرآن وترانيم الدراويش والأدعية الدينية ، التي تقام بباحة الولي الصالح كل يوم ، حيث تسنح الفرصة باختلاس النظر والحديث عبر لغة العيون بين الرجال والنساء.

بعد انتهاء السهرة الدينية في حضرة ضريح الولي الصالح اغتنمت فرصة الزحام حول شباك الضريح ، وقصدت مباشرة وراء "أسماء" وضربتها بالتميمة المعقودة *بالنية* على عضدي كما أوصاني "سي ادريس" ، التفتت فابتسمت معتذرا ... واصلت السير وراءها وهي نازلة إلى محل إقامتها ، لم تعرني كعادتها أي اهتمام بل كان وجهها يزداد عبوسا وقسوة كلما حاولت لفت نظرها.

أتى الصباح يحمل بين طياته النسمات العليلة ، ويحرض على الإحساس ببهجات ورغبات مكبوتة ، هناك على قمة جبل العلم تحس وكأنك محلق في الجو ، تتراءى لك القرى والمدن البعيدة والمتناثرة كما لو كنت تراها من على متن هيليكوبتر أو براق ... وهناك تتطهر روحا وجسدا مما علق بك من تلوث ... صفاء في صفاء ... ماء طبيعي بارد يخرج من باطن الأرض وهواء نقي ممزوج بروائح النباتات البرية المختلفة ... وبركات ولي صالح تتحد كلها لتعيدك- يا إنسان التيه- إلى نقائك الأصيل ... هناك ، يجد القلب الفرصة والظروف المواتية ليتمرد على العقل ويعلن عن احتياجاته ! فكل ما حوله يدعو إلى الحب ... الطبيعة الخلابة ، بساطة القرويين، جمال النسوة الطبيعي بدون رتوش ولا ماكياج ، الموسيقى الجبلية المنبعثة من دكاكين بائعي التذكارات والهدايا وصلوات الصوفيين المقامة بحضرة مولاي عبد السلام المشفوعة بأناشيد وأدعية يرتلها شيوخ وشباب بأصوات صافية يرتد صداها بين جبلي العلم وبوهاشم .

يعلو الصوت بشكل تراتبي تصاعدي ... ثم ينحشر بعضهم في رقصات صوفية تزيد من خشوع الكبار وترعب الصغار !

ذلك الصباح انتظرت "أسماء" عند بداية الممر المؤدي إلى باحة الضريح ، مرت من جانبي ولم تعرني أي اهتمام كالعادة ، اللهم تلك النظرات الشزراء الحاملة لأكثر من معنى ، لكن الشبه مؤكد أنها تصب في خانة الاحتقار والامتعاض ... "لا يفلح الساحر من حيث أتى"... سحرك باطل يا إدريس قد ينفع مع كل خلق الله من إنس وجن إلا مع هذه المخلوقة بلا قلب ولا أحاسيس . وراءك والزمان طويل ، وراءك يا بنت محمد ، ما أنا بابن الصافية إن لم أخضعك لجبروت حبي !

يائسا عدت إلى "سي ادريس" ...
- سحرك بلا فائدة يا رجل ! تميمتك لم تحرك فيها أي ساكن أين ذهبت معجزاتك ؟ ألم تقل لي إن العمل مضمون ؟ لماذا خاب سعي عفاريتك الأرضية والسماوية ؟ أين "حنة" يديك ؟ هل تفهمني ؟ أريد لبنت محمد أن تركع عند قدمي ، واطلب مقابل ذلك ما شئت .

ركز عينيه على وجهي متأملا : عينين عميقتين غامضتين وسط وجه ضخم التقاسيم ، وخصوصا على مستوى الأنف والشفتين ، جلبابه الصوفي الأسود الساتر لجسده المكتنز والعريض يزيده غموضا ، ابتسم ثم قال :
- اهدأ وهات يدك ، إن لم أجعلها طوع يديك ما أنا بـ "سيدهم إدريس" ، تعال إلي مساء وسترى العجب عاجلا !

كدت أقول له "طز فيك وفي سحرك" لكني تذكرت كيف نجح سحره الأسود مثلا في وقف قلب سعيدة على المختار وعائشة على الطاهر والعربي على البتول ، وغيرهم كثير ! شهادة لله ، الرجل ذو قدرات خارقة ! فلماذا يفشل في حالتي أنا ؟ ومن هي بنت السعدية هاته حتى لا يخفق قلبها بحبي ؟

في المساء – كما اتفقنا – قصدته في كوخه ، أدخلني بعد أن تأكد من خلو الزقاق من بني آدم ، ورد الباب قائلا على عجل :
- إن "العمل" هذه المرة يتطلب سرية تامة حتى نضمن نجاحه التام ، ويتطلب أيضا "أتعابا" أكثر لأن المجهودات التي سنقوم بها ليست بالهينة ثم قبل هذا وذاك فالنجاح – إن شاء الله وبركة مولانا عبد السلام بن مشيش – مضمون ! وهو الأهم والمهم ...

سكت برهة ثم عاد يقول :
- لن أطلب منك كثيرا مقابل الخدمة الجليلة التي سأقدمها لك ، فقط 100 درهم لا أكثر ولا أقل ، تؤدي الآن نصفها أو فقط ربعها إذ "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" والباقي تأتيني به بعدما تأتيك "أسماء" طوعا أو كرها .
- طوعا إن شاء الله !

قلت :
- اتفقنا .

قال :
- إذن افتح أذنيك جيدا ونفذ حرفيا وبلا خطأ ما سأقوله لك ، وها وجهي ابصق عليه إن لم يتحقق مرادك. غدا يا صغيري. اقصد إلى جانبها بباحة الضريح ولا تجلس قبل أن تصلي ركعتين ثم اقصدها مباشرة وقل على مسمعها كلمة السر هذه "الخبر في رأسك" وانتظر رد فعلها ولا تسق سيرتي أبدا على لسانك ، وإذا غابت غدا اصبر إلى ما بعد غد ، والآن توكل على الله !
- ماذا أفعل ؟
- هات الأتعاب بالعربي ، وتوكل على الله !

ناولته خمسين درهما وانسحبت .

توضأت في "عين القشور" وقصدت الضريح ، ولما لم أجل "أسماء" هناك صعدت إلى "المنزه" عدت بعد صلاة المغرب ، فوجدتها جالسة بحلقة الضريح كالعادة ... تأكدت من أنها رمقتني. أتيت قبالتها وشرعت في الصلاة ، ركعتين حسب وصية "سي إدريس" ثم ذهبت رأسا وجلست بجانبها على الكرسي الحجري المغلف بقشر الفلين ، سلمت عليها وقلت "الخبر في رأسك" ! فإذا بوجهها يحمر ثم يصفر ، وإذا بعينيها اللتين عهدتهما ثعبانيتين كلما كلمتها تصبحان وديعتين ، وإذا بابتسامة ملؤها الحياء والعذوبة ترتسم بوضوح على محياها البض . تشجعت واقتربت منها أكثر وقلت :

- أما آن الأوان لللا أسماء أن تتواضع قليلا وترحمنا ؟!

التفتت يمينا ويسارا ، شفتاها يرقصهما الخجل ، أخيرا تكلمت قائلة :

- قم أمامي ننزوي لأتحدث إليك !

يا الله ماذا أسمع ؟ وممن أسمع ؟ بنت السعدية تطلب الانزواء والاختلاء ! صدقت يا "سي ادريس" صدقت أيها "الساحر" ولو كذبت !

على مشارف دار "البركات" قالت :

- أو تحبني حقا أم أنك تلعب ؟
- قصدي شريف وأبحث عن المعقول !

*****

بعد ثلاثة عشر سنة زواجا ، قالت لي أسماء ذات كلام :

- لولا "سي إدريس" ما كنا لنلتقي أبدا ، فهو من اختارك لي !!!


محمد اغبالو
أكتوبر 2005


[center]

محمد أغبالو
عضو جديد
عضو جديد

عدد المساهمات : 4
درجة التقدير : 0
تاريخ الميلاد : 11/05/1970
تاريخ التسجيل : 29/12/2010
العمر : 53

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كلمة السر Empty رد: كلمة السر

مُساهمة من طرف oueldhmed السبت أبريل 09, 2011 10:04 pm

رائع زدنا من هذا اللون الرفيع من السرد

oueldhmed
عضو مؤسس للمنتدى
عضو مؤسس للمنتدى

الجنس : ذكر عدد المساهمات : 532
درجة التقدير : 4
تاريخ الميلاد : 17/02/1949
تاريخ التسجيل : 07/11/2009
العمر : 75

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كلمة السر Empty رد: كلمة السر

مُساهمة من طرف soraya السبت أبريل 09, 2011 10:20 pm

ثلاث عشرة سنة وانت تعتقد أنك النسر الكاسر فاذا بك
تفاجأ أنك كنت الطريدة

مرحبا بقاصنا المتميز الذي نرجو له المزيد من العطاء والتألق

soraya
عضو جديد
عضو جديد

عدد المساهمات : 9
درجة التقدير : 0
تاريخ الميلاد : 24/05/1985
تاريخ التسجيل : 03/04/2011
العمر : 38

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كلمة السر Empty رد: كلمة السر

مُساهمة من طرف السكدلية الأربعاء أبريل 13, 2011 3:27 pm

جميل جدا وأروع ما قرأت لا تبخل علينا بالمزيد
السكدلية
السكدلية
عضو نشيط
عضو نشيط

عدد المساهمات : 48
درجة التقدير : 1
تاريخ الميلاد : 15/01/1990
تاريخ التسجيل : 27/11/2010
العمر : 34

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى