منتديات جبالة Montadayat Jbala
كلنا بشر و لكن .........بقلمي  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضوا معنا
او التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا كلنا بشر و لكن .........بقلمي  829894
ادارة المنتدي كلنا بشر و لكن .........بقلمي  103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات جبالة Montadayat Jbala
كلنا بشر و لكن .........بقلمي  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضوا معنا
او التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا كلنا بشر و لكن .........بقلمي  829894
ادارة المنتدي كلنا بشر و لكن .........بقلمي  103798
منتديات جبالة Montadayat Jbala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كلنا بشر و لكن .........بقلمي

اذهب الى الأسفل

كلنا بشر و لكن .........بقلمي  Empty كلنا بشر و لكن .........بقلمي

مُساهمة من طرف narjes ahmed الإثنين 28 أكتوبر 2013 - 7:45


 سعاد طفلة نبيهة ابنة ست سنين ، جميلة كفلقة القمر ،تعرف في وجهها البراءة ممزوجة بذكاء خفي ،مات ابوها منذ شهور قليلة لكنها لم تبك عليه  خوفا من التسبب بابكاء أمها المسكينة التي لم يعد لها من أحد في هذه الدنيا سواها

أم سعاد السيدة زينب امراة في الثلاثين من عمرها تتمتع بجمال رباني نادر و لعل سعاد ورثت عنها جزءا بسيطا منه لكنها على حسنها الاخاذ كانت ساذجة لدرجة البلادة ،حرمها والداها حق التعليم خوفا من انفلات اخلاقها و زوجاها من أول شخص تقدم اليها ليرتاحا من مسؤولية صونها و عبء الحفاظ على شرفهما.

سعت   زينب  دائما لتكون سعاد متعلمة لتصبح  مختلفة عنها و لهذا قررت العمل خادمة في البيوت لتوفر لها لقمة عيش كريمة و نفقات دراستها.

كانت سعاد تشتاق الى امها كثيرا  فقد كانت تغيب عنها طوال  النهار و تبقى هي امانة عند السيدة نجاة ريثما تعود الام من العمل فتعرج لتستلم ابنتها التي غالبا ما تكون نائمة فتحملها بين ذراعيها الى غاية بيتها الذي لا يبعد كثيرا عن هناك و تضعها على سريرها بعد ان تطبع قبلة خفيفة على جبينها مخافة ان توقظها

كاد البيت يفرغ من محتوياته فزينب باعت جل الاثاث لتوفر ثمن الايجار و لما اضطرت لكل هذا لو كان زوجها الراحل مؤمن عليه و يقبض راتبا شهريا و لكانت تستلم الان راتبا تقاعديا و بقيت في البيت بجانب سعاد تربيها و تقوم على شؤونها و لما اضطرت للعمل وما تلاه من تبعات تؤذي نفسيتهما ايما اذى

اليوم صباحا استيقظت زينب على وقع طرق خفيف و اهتز قلبها ظانة انه صاحب البيت السيد محمود  يريد باقي المبلغ الذي لم تستطع تأمينه ...وضعت خمارا على رأسها و خرجت تنظر الباب من دون ان تغسل وجهها

ترددت للحظة...من الطارق ...فاجاب صوت نسائي ....انا نجاة افتحي

تنفست  زينب الصعداء و فتحت الباب و هي تتافف في وجه  نجاة

ابتسمت  نجاة من تصرف  زينب و كانها عرفت مخاوفها و اطمئنانها و راحت تسلم عليها في نوع من الاعتذار

اخبرت  نجاة  زينب انها لن تستطيع استلام الطفلة سعاد هذا اليوم و ما يليه  لانها ذاهبة الى قريتها فأمها متوعكة بعض الشيء و تحتاج لمن يقف عليها و يرعاها ....وأردفت أيضا أنه في وسعها اصطحاب سعاد ان سمحت لها بذلك لكن سفرتها قد تطول أو قد  تقصر

شعرت  زينب بقلق شديد  و كأن مصيبة حلت بها فأين ستبقي ابنتها بعد ذهاب  نجاة و هي لا تأتمن على ابنتها أحدا من الجيران غيرها

لن تستطيع اصطحابها حتما الى العمل فأصحاب البيت الذين تعمل عندهم قد لا  يقبلون بوجودها و قد تفقد عملها لو رافقتها الى هناك  ....ثم ماذا عن دراستها؟

ودعت زينب  نجاة و هي تحاول اخفاء قلقها لكنها لبساطتها لم تستطع ذلك و راحت  نجاة تقدم لها باقة من الاسف غير المتناهية  لأنها تعرف ظروف زينب و تقدر حجم المازق الذي هي فيه لكن ما باليد حيلة

أغلقت زينب بابها و هي تقول في نفسها أن اليوم بدا بهم فبماذا تراه سينتهي؟

لم تمض الا دقائق معدودات حتى سمعت طرقا آخر  و راحت مسرعة اليه.....لعلها  نجاة غيرت رأيها و ألغت السفر

فتحت الباب بلهفة و اذا بها تصادف وجه المستاجر ....سر هو لرؤيتها مبتسمة و قال :يا للقمر حين يبتسم....تعكر صفوها بسرعة و قالت له:ما تريد؟ألم نتفق على أن تمهلني عشرة أيام أخرى حتى أوفر لك باقي المبلغ.قال نعم لكني غيرت رأيي،.سأعفيك من دفع ايجار هذا الشهر ....و الشهر المقبل ....و الذي يليه ....و الذي يليه....سألت زينب في فرح و عجب  :هل أنت جاد؟لكن ك ك ك كيف ؟ لماذا؟ أقصد ...لا أدري ما أقوله لك ....لكن هل أنت جاد؟و لما غيرت رأيك؟ ألم تكن مصرا منذ أيام على استلام المبلغ كاملا ؟

نعم أنا جاد و لو شئت ذهبنا لتونا الى الموثق ليكون كلامي رسميا على ورق قانوني فيطمئن قلبك....نعم قلبك ....هذا القلب المسكين ...الوحيد ....المتألم

ازهر وجه زينب و احمر و صار الى سواد و أدركت بفطرتها نوايا المستأجر ....نعم لكن ما المقابل ؟أجاب:من تحدث عن مقابل ؟هل طلبت شيئا ؟انما أريد ان أصطبح و أمسي على وجه مشرق ينضح جمالا  بدل وجه زوجتي العكر ...

أطرقت زينب برأسها خجلا ثم رفعته شامخا حين تذكرت ابنتها سعاد و أضافت :و ما المطلوب غير وجهي السمح؟افصح فلدي مشاغل كما تعلم طفلتي ستفيق قريبا و لم أحضر الفطور بعد ، قال : أفطر معكما اذا ،لن آكل كثيرا ، سآكل بعيوني فقط .

لم تدر زينب كيف تتخلص من المستأجر و قد تسلل أثناء حديثهما  دون ان تشعر الى مدخل البيت و صار من الصعب اغلاق الباب دونه

بينا هي حائرة في طريقة التخلص من هذا الضيف الثقيل اذ بها تسمع صوت ابنتها تناديها من غرفة نومها فسارعت اليها و قد نسيت من خلفته وراءها .

جلست الى حافة السرير تريد طمئنة  ابنتها حين لاحظت تعرقها الشديد ، ما بك حبيبتي هل انت محمومة أم رأيت كابوسا؟...لا ماما لكني سمعت صوت العم محمود هل جاء يطلب المال ثانية؟....لا حبيبتي لا تقلقي ليس لهذا جاء ....لا تفكري بأمور الكبار ....أجابت سعاد بنوع من الحزن يشبه حزن الكبار ...لكن يا أمي لم أعد طفلة و ان شئت ساعدتك في العمل ...لكي لا تبكي  و لا تبيعي شيئا آخرمن البيت

مسحت زينب بعض العرق المتصبب على جبين ابنتها حين لاحظت جحوظ عينيها فاتجهت برأسها صوب منظر ابنتها لترى المستأجر و قد وقف عند عتبة غرفة نوم ابنتها

لم تشعر زينب الا و هي توجه الى المستأجر نظرة قاسية لم يعهدها منها من قبل جعلته يتراجع بود قائلا ....أردت رؤية الصبية فقط ....متى موعد الفطور ؟

اضطرت  زينب تحضير الفطور على عجل حتى تتخلص من دماثة المستأجر و ان هي الا لحظات حتى جهزت المائدة و راح الرجل يضع معطفه برفق على الكرسي و اتجه الى الحمام يريد غسل يديه و جاءت سعاد في ثقل تتمايل في مشيها و اعتدلت جالسة  على كرسي الضيف ثم دعاها الفضول لتفتيش جيوب المعطف فغافلت أمها و مدت يدها في أحد تلك الجيوب حيث  أخرحت منها كمشة كبيرة من الأوراق النقدية و أخفتها سريعا في جيب منامتها و جلس ثلاثتهم بعد ذلك ينظر كل واحد منهم للآخر و هو يضمر بداخله ما يضمر .

غادر المستاجر البيت  بأسلوب يشبه الطرد و لغلظته لم يبال و ما ان أغلقت زينب بابها حتى لمعت عينا سعاد بفرح لم تعهده منذ زمن و اأخرجت لأمها ما حصلته من الجيب السحري و كاد يغمى على الأم  المسكينة من هول المفاجأة فراحت تستجوب ابنتها في خوف   :من أين لك بهذا ؟هيا انطقي بسرعة....لقد وجدتها يا ماما ...وجدتها في جيب السيد محمود ... سرقتها يا سعاد؟هل سرقت؟....لا ماما لم اسرق ...لقد أدخلت يدي في جيب معطفه و وجدتها و أحضرتها لك لتعطيها اياه حتى لا يزعجك من جديد

لم تعرف الأم كيف تتصرف : أتعاقبها لأنها مدت يدها الى السرقة أم تعانقها لأنها فعلت ذلك من أجلها ؟فعانقتها بحرارة و بكت بقوة و ان هي الا لحظات حتى دق الباب من جديد دقا عنيفا كاد صاحبه يكسره و عرفت زينب أنه المستأجر تفقد جيوبه و أدرك أنه فقد المال فأخذته من يد ابنتها و فتحت الباب سريعا و من غير أن ينطق الرجل بكلمة أعطته ماله و ادعت  أنه سقط منه على الأرض فوقف يعده على غير عجل و كأنه وجد فرصة أخرى للاستمتاع بالنظر الى زينب ،لكنها هذه المرة صفقت الباب في وجهه و تركته خارجا مغتاظا يتمتم بما لم تفهم سوى أنه هددها ان نقص ماله أن يبلغ عنها الشرطة .

 لم تبال زينب بتهديد المستأجر لأنها أعادت المبلغ كاملا .

 اقترب موعد العمل فراحت زينب تغدو و تجيء محاولة ايجاد حل لمشكلتها و لم تجد بدا من اصطحاب سعاد الى العمل دون علم أصحاب البيت و أوصت  ابنتها بالتزام الصمت حين مجيء أرباب عملها فان غادروا يمكنها اللعب بهدوء.

كانت زينب تشتغل في فيلا ضخمة لزوج متقدم في السن :السيدة سارة بعمر الخمسين و السيد سعيد يكبرها بعشر سنين  تزوجا عن حب لكنهما لم يستطيعا الانجاب و عاشا وحيدين بعد ان تبنيا طفلة غادرتهم بعد زواجها و انتقالها الى بلد أخرى سمعت مصادفة  أنها  أمريكا أو أمريكا اللا تينية –لم تعد تذكر-

لم تر زينب من السيدة سارة الا كل خير و لكن السيد سعيد رجل عصبي تخشاه من مجرد سماع صوته القوي و تحمد الله دائما أنهما لا يبقيان في البيت أبدا الا في الصباح أو بعد المساء قرابة  انتهاء ساعة عملها

يكمن عمل زينب في تنظيف البيت و ترتيبه و يشاركها في العمل حسين  رجل مسن أيضا ،هو طباخ البيت ،عمل طول حياته هنا ، جلبه والد السيد سعيد مذ كان طفلا في العاشرة  و لا يزال أمين سر البيت و المعول عليه في كل صغيرة و كبيرة

دخلت زينب البيت من الباب الخلفي و طلبت من ابنتها التزام الصمت التام ولم يستطع الطباخ  التعليق على شيء و هو ينظر الى وجه سعاد البريء و لكنه أوصى الأم باخفاء الصبية لأنها قد تزعج السيد سعيد

جلست سعاد على غير عادتها في زاوية المطبخ بلا حراك و يديها مجموعتين و كأنها داخل الصف المدرسي لأنها ظنت أن حسين الطباخ هو صاحب البيت و بعد أقل من ساعة سمع صوت السيد سعيد من بعيد و هو يحمحم فارتبكت زينب و طلبت من ابنتها الاختباء داخل خزانة المطبخ ففعلت دون تردد و حينها طلب السيد سعيد من زينب الصعود الى الطابق العلوى لمساعدة زوجته في اجراء بعض التعديلات في ديكور المنزل و طلب من حسين مرافقته لاقتناء بعض المفروشات الجديدة

مر اليوم سريعا و متعبا للغاية و عادت زينب الى حيها كالعادة متجهة أولا الى بيت نجاة لاصطحاب سعاد الى البيت فلا بد أنها ستجدها نائمة

دقت زينب الباب بهدوء ثم أعادت الكرة  لما لم يستجب لها أحد ثم دقت الثالثة  بقلق ...ثم أدركت أن نجاة مسافرة....و تذكرت أن ابنتها ليست معها....أين هي سعاد؟؟...يا للهول ...كيف نسيت ابنتها ؟؟ انها في بيت السيد سعيد ،أيعقل أنها لا تزال محتجزة داخل الخزانة ؟

فتحت زينب محفظتها لتدرك أنه لم يعد لديها ما يكفي لتستقل سيارة أجرة فسارعت الخطى الى بيتها لتجلب بعض النقود من هناك ...فتحت باب البيت و اذا بها تجد المستاجر نصف عار ...لا يرتدي سوى تبان يشبه ما يرتديه لاعبو كرة القدم ... فتحت عيناها واسعتين ...تنهدت في عجب و خوف و لم تنطق بكلمة و لم تخطو خطوة واحدة بل راحت تتفحص  المستأجر و هو يدعوها للدخول الى بيتها في صمت و الا اضطرها الى مغادرته بعد أن يبلغ عنها الشرطة  بتهمة السرقة ...  أوصدت الباب بالمفتاح كما كان ثم غادرت  عدوا الى بيت السيد سعيد و هي لا تدري ما تصنع و قد اقترب حالها من الجنون .

وصلت زينب الى البيت و هي لا تشعر كيف بلغته و لا كم قضت من الوقت  ...دقت الباب بجنون  و هي تبكي و تصرخ أنها تريد طفلتها ...فتح لها حسين و هو يبتسم دخلت المطبخ متجهة نحو الخزانة ...فتحتها و وجدتها خالية....أين سعاد؟؟أين ابنتي ؟أجبني أرجوك... سأفقد عقلي.

سمعت حمحمة السيد سعيد ...تسمرت في مكانها و الدموع تغرق وجهها و دخل عليها صاحب البيت و هو يحمل ابنتها على كتفيه و هي تبتسم و الى جوارهما السيدة سارة  

جثت زينب على ركبتيها و هي تمد يديها تريد التقاط ابنتها و لكنها تعجز عن الوقوف ...تناولها حسين بكل رفق و هو يقول انه لا بأس على الطفلة

طلب سعيد منها الجلوس على الطاولة لتحكي له قصتها و كيف لأم أن تنسى ابنتها و أنه لو لا شعوره بالجوع لما نزل و لما اكتشف وجود سعاد التي كانت تغط في نوم عميق فأخذتها زوجته و حاولت الاستفسار عنها لكن سعاد رفضت الاجابة عن أي سؤال فحممتها و أطعمتها ثم علمت  من حسين من تكون و أنها ترفض الكلام امتثالا لوصية أمها التي منعتها من اصدار أي صوت بحضور سيدا البيت .

بدأت زينب تحكي قصتها من أولها لآخرها بعد أن ضمت ابنتها اليها و اطمأن قلبها فانها و ان خسرت العمل فالمهم ألا تخسر ابنتها

بعد أن أنهت زينب حكايتها أعلمها السيد  السعيد أنه مرحب بها في جناح الخدم حيث يمكنها المكوث مجانا برفقة ابنتها التي يمكنه التكفل بمصاريف دراستها ما كانت تحت سقف بيته و أنه سيعتبرها منذ اللحظة تحت رعايته و بمثابة ابنته و لام عليها عدم اخباره بمصابها و أنه كان بوسعها الاستنجاد بزوجته بعد أن بلغ بها الأمر هذا المبلغ ففي النهاية البشر هم  من يشعرون حقا  بمعاناة بعضهم و الا  فالأجدر أن يسموا أنفسهم حجرا.

نامت زينب ليلتها تلك و كأنها لم تنم منذ سنين و هي تحتضن طفلتها بين ذراعيها في غرفة أجمل بكثير من غرفة نومها و هي مطمئنة الخاطر على مستقبل ابنتها حتى أفاقت على دق الباب العنيف و الذي استيقظت على اثره كالمصعوق حين وجدت نفسها في بيتها و صراخ المستأجر يدوي في الفضاء و هو يطالبها بمبلغ الايجار المتبقي فأدركت أنها كانت تحلم و لكنها أجابت عن كلام السيد سعيد أننا كلنا بشر و لكننا من الدرجة الثانية .

narjes ahmed
عضو أساسي بالمنتدى
عضو أساسي بالمنتدى

الجنس : انثى عدد المساهمات : 95
درجة التقدير : 3
تاريخ الميلاد : 16/04/1973
تاريخ التسجيل : 19/10/2013
العمر : 51

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى