شخصيات مورسكية : محمد قشتيليو

" ولد محمد قشتيليو سنة 1919 م بمدينة القصر الكبير ، دخــل الكتاب

وهو صغير السن فحفظ القرآن الكريم على يد خالـه الفقيه " محمد بـــن

الطاهر الجباري " وقرأ بعض المتون .

انتقل في نهاية الثلاثينات الى مدينة تطوان والتحق بالمعهد الحر لمتابعة

دراسته الثانوية ، وكان متفوقا فحصل على وسام الشرف من الخليفــــة

" الحسن بن المهدي " والجنرال " فرانكو" ، وأثنـــــاء دراسته بالمعهد

انخرط في فرقة ( الفتيان ) التابعة لحزب الاصلاح الوطني .

خلال الأربعينات أرسل الخليفة السلطاني نجله لمتابعة دراستــه بمدريد

وتكونت بعثة من الطلبة لمرافقته ، فكان لا بد من ارسال أستاذ للغـــة

العربية يحفظ القرآن الكريم يرافقهم ، فتم اختيار الأستاذ محمــد قشتيليو

لهذه المهمة .

وأثناء اقامته في مدريد ، أسند اليه المستشرق " كارسي كوميث " مهمة

تدريس اللغة العربية في قسم اللغات السامية بكلية الفلسفـــــــــة والأدب

بالجامعة المركزية بمدريد ، وهي المهمة التي ظل يزاولها مـــدة عشر

سنوات .

بعد عودته الى تطوان ، تقلد عدة مناصب حكومية بوزارتي الداخليــة

والخارجية ، فعند استقلال المغرب عين قائدا بقبيلة بني سعيد بعمالـــة

تطوان ، فضلا عن تعيينه بعدو قنصليات كقنصل وسكرتير ومستشــار..

..وبعد احالته على التقاعد سنة 1979 تفرغ لتأليف الكتب عن الأندلس .

نشر مقالات وأبحاث في بعض الصحف والمجلات الصادرة في شمــــال

المغرب على عهد الحجماية ، خاصة جريدة الأمة التي نشــــر فيها أول

مقال له بعنوان ( في سبيل الله ما لقيت يافلسطين ) ومجلتي " الأنيس "

و " العلوم والفنون " .

كرس حياته للبحث في موضوع المورسكيين ، ويروي حكايته مع الاسم

الذي يحمله وكيف أنه كان سببا وحافزا له وراء اهتمامــــــــه بالأبحاث

المتعلقة بهذه الحقبة وتداعياتها ، يقول :
" عندما كنت طالبا ومدرسا مساعدا بجامعة مدريد ç في أربعينات القرن

الماضي ) كان رفقائي الطلبة يمطرونني بوابل من الأسئلة عــن حملي

للقب اسباني محض ، والحال أنني مغربي ، لغته العربية ودينه الاسلام

فكنت أجيبهم بأن أصلي من هذا البلد ( اسبانيا) الذي هـــم منه ، وأن

أجدادي هاجروا منه الى المغرب في أيام المحن والاضطهاد . كما كانوا

يحاصرونني بأسئلة أخرى عديدة ومتنوعة ، كنت لا أجد لها الا جـــوابا

واحدا ، هو أنني أجهل كل شئ . وأن كل ما أععرفه هو أنني مـــــن

أصل أندلسي من منطقة " قشتالة " اعتبارا للقب الذي أحمله . كل هذه

الأشياء خلقت في فضولا خاصا للبحث في موضوع أولئك الذيــــــــــن

غادروا وطنهم فرارا بعقيدتهم الاسلامية ـ وكان يهمني فــــي ذلك على

الخصوص الأواخر منهم الذين خرجوا في فترات متقطعة بعد سقـــوط

غرناطة ، والذين سيعرفون باسم المورسكيين " (1) .

* الهامش : 

1 - من مقدمة كتاب :" المورسكيون في الأندلـــــــــس وخارجها " .

* المرجع :

47 - مثقفون رواد / هدى المجاطي 

جريدة الشمال عدد 703 ص11 بتاريـــخ 22-28/10/2013 .

......مع تحيات العتيق .

مقال رائع والأروع منه تلك الروح العلمية التي تدفع بالاستاذ محمد قشتيليو علی كبر سنه إلی أن يشاركنا هذه الوقائع والأحداث التاريخية التي تخص أسرته وعائلته الأندلسية.
ولقد اتحفنا في هذه السنة الأستاذ ادريس فرشادو بكتاب يحكي لنا تاريخ أسرته الأندلسية ويبرز لنا بعض رجالاتها فنتمنی أن نقرأ مثلا عن تاريخ أسرة بيدرو الرباطية وأسرة اكديرة وأسرة احسينو ومعنينو وبلامينو وجنينو وغيرها من بيوتات الأندلس الكبری...
لا شك أن كل هذه الأسر لا تخلو من ادباء وعلماء ومثقفين ومفكرين فحبذا لو يتحفوننا بأخبار أسرهم وما يحتفظون به من وثائق قدموا بها من الأندلس ولازالوا يتوارثونها كابرا عن كابر وأبا عن جد.