قصص شعبية قصيرة واقعية

في البداية أشير الى أن مصدر هذه القصص القصيرة جدتي التي تعــرف صاحبة كل قصة بالاسم الكامل والمناسبة كذلك ، وأنا انقلها اليكم بأمانـــة
1 - يعتمد سكان البوادي على طحن الحبوب من قمــــــح وشعيـــر ودرة مستخدمين الرحى التقليدية التي تثبت في ركن من أركان النوالة التي تشبه عندنا المطبخ / الكوزينا ( وسوف استعرض صورة الرحى قريبا ان شاء الله ) .
ومن عادة المرأة البدوية القيام مبكرا لطحن القمح أو غيره لتعد منه الخبز
وما اليه ، بالرغم مما قد يصيبها من عياء يذهب عــــــن أجفانها النـــوم وتبتدئ القصة أن عائشة - هذا كان اسمها - تقدمت الى الرحى في ساعة متأخرة من الليل ولما تنم ما فيه الكفاية فأمسكت بيديها يد الرحى مـــــن قاعدته ( يد الرحى على شكل مثلث متساوي الساقين ) وأخــــــدت تدير الرحى وهي تؤانس نفسها بأهازيز شعبية تتضمن وصف شقـــــاء البيت وخارجه ،وبينما هي كذلك اذا بالنوم يداعب أجفانها من جديد ، فلم تنتبه الا ويداها مشدودتان بقوة الى يد الرحى ، ولسان حالها ينـــــادي بأعلى صوتها على على زوجها وابنها : آمحمد .. آعبسلام .. العداو رووي .. رووي
وهي تتخيل نفسها قابضة بقرني ثور قوي يريد أن يبقر بطنها / ينطحها
وما أن حضر الابن وزوجته وأبناءهما حتى تبين لهم أنها كانت تحلم ، والغريب أنها تحلم وهي تطحن .
بينما كانت امرأة أخرى تطحن كعادتها ، وكان ركن النوالة مثقوبا من أعلاه من جهة الشرق ، فبينما هي تطحن تنام فتفقد الوعي ، وما أن أطل عليها البدر من الثقب حتى فطنت وكأن النار قد اضطرمت في النوالة فأخذت تصيح بأعلى صوتها ، طالبة النجدة من أهل بيتها والجيران ، فلما حضروا تبين لهم كذلك أنها تحلم ..