الأديب محمد الصباغ (1929-2013 )

ترجمت - هدى المجاطي في جريدة الشمال عدد 682 بناريخ 28 مــــاي
الى 03 يونيو 2013 ص 11 تحت عنوان : مثقفون رواد ... - للأديب
محمد الصباغ رحمه الله بقولها :

ولد سنة 1929م بتطوان ، والـــــــده الفقيه " محمد الصباغ ، كان متشبعا
بالثقافة الدينية ، وكان أول معلم لابنه ، حيث أشرف على تعليمه القـــــــرآن
الكريم ، ولقنه مجموعة من الدروس الأولية في الدين (1).
أدخله أبوه سنة 1935م مدرسة البنين الابتدلئية الحرة التي أسستها الجمعية
الاسلامية بتطوان ، ثم التحق بالمعهد الحـــــر سنة 1949 م ، وانتخب فيه
رئيس تحرير جريدة " قبس المعهد " الحائطيــة التي كانت تصدر أسبوعيا
في نفس المعهد .
بعد أربع سنوات ، التحق بالمعهد الرسمي وفيه أنهى دراسته الثانوية . وفـي
سنة 1947 نشر أول مقال له في جريدة " الريف " ثم تابع النشــــــر في
مجلات " الأنيس " و " المصباح " و" النهار " .
في سنة 1950 م ربط اتصالات مع أدباء من تونس ولبنان ومصر واسبانيا
والمهجر :ميخائيل نعيمة ، وبشارة الخوري ، وبولس سلامــة ، وسعيد عقل
من لبنان ، والشاذلي خزنة دار والسنوسي من تــــــــونس ، وخيراردو دييكو
وفيثنطي الكسندري ، وخوان رامون خمنيث ، وغيرهم من شعـــراء اسبانيا
وايليا أبو ماضي ، وشفيق معلوف من شعراء المهجر . وله مراسلات كثيرة
مع هؤلاء الأدباء والشعراء ، جمعت في كتاب :" رسائل الصباغ " للدكتور
عبد العلي الودغيري ، يعود تاريخ أول رسالة الى 7 أبريا 1953 م وهي
من الأديب ميخائيل نعيمة ، وآخرها بتاريخ 15 مارس 1981 م وهي من
نفس الأديب . اضافة الى مجموعة من الرسائل الخيالية عنــوانها : " من
مذكراتي مع شهرزاد " نشرت تباعا في مجلة الأنيس سنة 1953 م .
كما نشر انتاجه في صحف ومجلات المهجر مثل : " البيــان " بنيويورك و
" العصبة الأندلسية " بسان باولو ، و" المواهب " بالأرجنتين وغيرها .
وفي سنة 1953 م عين رئيسا لخزانة الصحف بتطوان ، وبد سنة تـــولى
رئاسة تحرير القسم العربي لمجلتي : المعتمد ، و كتامة .
مباشرة بعد استقلال المغرب ، حصل على دبلوم الدراسات المكتبيـــــــة من
مدريد ، حيث عمق اطلاعه على الثقافة الاسبانية . وفي سنـــــة 1961 م
عينه الأستاذ علال الفاسي ملحقا بديوانه بوزارة الدولة المكلفة بالشـــــــؤون
الاسلامية .
وبعد ثلاث سنوات عين رئيسا لقسم الدراسات العربية ب" المركز الجامعي
للبحث العلمي " بالر باط ، وترأس تحرير مجلــــة " البحث العلمي " التي
تصدر عن هذا المركز .
في سنة 1968 م عين رئيسا لمصلحة الآداب بوزارة الثقافة ، وفي سنــة
1974 م عين رئيسا لمصلحة المكتبات والنشر والتوزيع ، وترأس تحرير
مجلة " المناهل " التي تصدر عن وزارة الثقافة .
كتب الشعر والرسالة والمقالة ، وعرف بتأثره في بداية عهده بأدب المهجــر
وشغفه بالأدب الاسباني . واهتم أيضا بأدب الأطفال " لقد اقتحم هذا الميدان
ببراعته المعهودة وشاعريته وبأسلوبه الرفيع المتميز ، فكتب سنة 1975 م
قصة " عندلة " على اسم ابنته ، ثم تلاها بمجموعة قصصية للأطفال تحت
عنوان " بسمة " و" أريج الكلام " و أزهار بحيرة " كما أصــــــدر ملحقا
للأطفال أسماه" مناهل الأطفال" عندما كان مشرفغا على مجلة" المناهل(2) .
* انتاجاته الأدبية :
- سنة 1953 م : أصدر كتابه الأول " العبير الملتهب " بمقدمـــــة الشاعر
اللبناني " بولس سلامة " .
-سنة 1954 م : أصدر ديوانه " شجرة النار" باللغة الاسبانية ، وبمقدمــة
الشاعر الاسباني فيثينطي الكسندري ، وصدر بعد ذلك باللغة العربية .
- 1955 م : صدر له كتاب " اللهاث الجريح " بمقدمة الأديب " ميخائيل
نعيمة " .
- 1956 م : صدر له ديوان " أنا والقمر " كما صدرت ترجمته بالاسبانية
بقلم المستشرقة الاسبانية " ليونور مرتينيث مرتين " وكتب مقدمتــــه الشاعر
الاسباني " خيراردو دييكو " وفي السنة نفسها صدر له كتاب " شلال الأسود " .
.. وبعد الاستقلال ، صدر له ....
- 1961 م : كتاب " فوارة الظمأ " .
- 1968 م : كتاب " شموع على الطريق " .
- 1970 م : مجموعته القصصية " نقطة نظام " .
- 1972 م : كتاب " شجرة محار " .
- 1975 كتاب " عندله " قصة طفولة .
- 1977 م : كتاب " كالرسم بالوهم " .
- 1979م : مجموعته القصصية " تطوان تحكي " .
وكانت آخر اصداراته سيرته الذاتية " الطفولة الستون " .
* حصل على جائزة المغرب في الآداب سنة 1970 م ، وعلى وســـــام
الاستحقاق الفكري الاسباني سنة 1986 م ، وترجمت أعماله الى اللغــــة
الاسبانية .
* توفي محمد الصباغ رحمه الله يوم 9 أبريل 2013 م .
- قال الشاعر الاسباني فثينطي الكسندري عن شعره : " يتميز شعر محمد
الصباغ بعطر أصيل يتضوع من قلب معاصر نحـس من صوت هذاالشاعر
العربي بصلة قريبة منا ، ففي أغانيه التي يصدح بها شعروحرارة "(3)
- وقال الأستاذ عبد الله عبد الدايم : " قطع من الشعر والشعور ، تنسجـــها
ألفاظ مختارة ، وهمسات نفسية ناعمة ، والأستاذ الصباغ فيها يصيد الألفاظ
المختارة صيد اللؤلؤ ، ويعرف كيف يولد الصور الفنية الدافئة ، وكيف يخلق
من الكلم أنشودة سحرية ، ووشيا منمنما ، ووراء هذا الأسلوب الفذ تجربـــة
وفكر .. لقد مزج بين عمق التجربة الفكرية ، وصفاء القالب اللفظي "(4) .
أما الدكتور عبد العلي الودغيري ، فقد قال عنه : كاتعب مغربــــــي معاصر
شدتني لأدبه عوامل كثيرة ، منها : تميز صوته بين أصوات اخوانه وزملائه
وغزارة انتاجه المتعددة الأغراض ، وما يثيره أدبه وأدب جيله من قضايـــا
نقدية وتاريخية ، لها صلة بالأدب المغربي الحديث كله "(5).
.............
الهوامش :
.............
1 - محمد الشير المسرس وحسن بيريش : رجال من تطوان ص 274 .
2 - الأستاذ الباحث محمد القاضي : المجلة العربية العدد 438 ص 110 .
3 - من كتاب : محمد الصباغ بأقلام النقاد والأدباء ، الطبعة الأولى 1401
1980 ص 11 .4 - نفسه ص 14 .
5 - د . عبد العلي الودغيري ، من كتابه : قراءات في أدب الصباغ ص 7 .
6 - مجلة الأنيس ، العدد 37 ، ربيع الثاني 1369/ فراير 1950 م .

......... مع تحيات العتيق .