الشيخ الحصري يرثي القيروان

لقد قضى الشيخ الأديب الحصري نحو 30 سنة من شبابه بالقيروان بتونس ، وبعد نكبة الأخيرة

رحل الى  المغرب فنزل بسبتة ، واشتغل بها مدرسا للقراءات ، ثم اجتاز الـى الأندلس واتصل

ببني عباد في اشبيلية ومدحهم ، ثم انتقل بين عواصم ملوك الطوائف ، وأخيرا انتهى الى مدينة

طنجة حيث قضى بها بقية عمره ، الى أن توفي سنة 488 هجرية على قول .

** يقول الشيخ يرثي القيروان المنكوبة :

موت الكرام حياة في مواطنهم ** فان هم اغتربوا ماتوا وما مـــاتوا

ياأهل ودي لا والله ما اكتكثت ** عندي عهود ولا ضاقت مــــودات

لئن بعدتم وحال البحر  دونكم ** لبى أرواحنا في النـــــوم زورات

ما نمت الا لكي ألقى خيالكم ** وأين من نازح الأوطان نومــــات

أصبحت في غيرتي لولا مكاتمتي ** بكتني الأرض فيها والسموات

كأني لم أذق  بالقيروان جنى ** ولم أقل ها لأحبابي ولا هاتــــوا

ألا سقى الله أرض القيروان  ** حيا كأنـــه  حبراتي المستهلات 

...... مع تحيات العتيق .