كيف قاوم المسلمون تعصب مسيحيي الأندلس

" يقال : ان / يوحنا / أسقف اشبيلية ( حوالي عام 724 ) كتب بالعربية

تهذيبا للتوراة كي يستعمله المسيحيون المستعربون . وطــــار صواب بعض

رجال الدين المسيحيين ، وأنكروا على مواطنيهم هذا التشبـــــــــه بالفاتحين

وخافوا على لغتهم ودينهم من الضياع ، فأخذوا يفكرون في طريقة يخلقـون

بها نفورا بين المجتمعين ، ويحدثـــــــون رد فعل تعصبيا لدى المستعربين

لينفروا من العرب وثقافتهم ودينهم وحكمهم ، وقد هـــــداهم تفكيرهم ، بعد

طول البحث والتأمل ، الى طريقة عجيبة وسخيفة ظنوا أنها توصلهم الـــى

غايتهم . فقد أخذ قسيس من قرطبة اسمه // ايولوجيوس //بتحريــــض

من له تأثير عليهم على تقديم أنفسهم ضحايا ليفوزوا بالشهادة ، ويصبحوا

قديسين . وفي عيد الفطر من عام 850 م أعدمت السلطة قسيسا قرطبيا

اسمه // برفكتوس // لأنه شتم النبي صلى اللـــــه عليه وسلم ، ولعــن

الاسلام ، فجعله أسقف قرطبة ورهبانها قديسا ، ونسبوا اليه المعجزات .

وبعد أيام ، جاء قسيس اسمه / اسحاق / أمام القاضي مدعيا أنه يريـد

اعتناق الاسلام ، ثم أخذ يشتم السول والاسلام ، فاضطــر القاضي الى

الحكم باعدامه، فاعتبرتــــــــه الكنيسة قديسا . وثارت اثـــر ذلك حمى

الاستشهاد وجنونه ، حتى بلغ من قتل خلال شهرين واحدا وعشريــن

شخصا .

وعقد الأساقفة مجلسا(1) خظروا فيه على المسيحيين أن يسعوا الـى

الموت بهذه الطريقة ، وعارض // ايولوجيوس // بوصفـه أسقف

قرطبة هذا التصرف ، فاستمرت اندفاعة المستشهدين ، ولم تتوقف

الحمى الا حينما أمر الأمير محمد باعدام // ايولوجيوس//، فتوقفت

الحركة بعد أن راح ضحيتها 44 شخصا .
ومع أن المسلمين يجلون الرسول ، ولا يحتملون سماع ما يمس بـه

فقد ضبط القاضي نفسه ، وهو يسمع شتائم هــــــؤلاء المستهترين

وكظم غيظه ، وحاول نصح هؤلاء المرضى ، وارجاعهم عــــن

غيهم ، ولما لم بفلح في ذلك ، اضطر الى لفظ الحكم بــاعدامهم .

ولكن العقاب لم يمتد الى أهلهم وذويهم ، ولم يصب غيرهم بأذى

واكتفى بأن يجعل العقاب فرديا ، لا يطول الأبرياء ، عملا بقوله

تعالى : " ولا تزر وازرة وزر أخرى " ( سورة الاســـــــراء

آية 17 ) " .
-------
1 - يقول فيليب حتي : ان المجلس عقد بناء على ايحاء الأمير
عبد الرحمن الأموي/تاريخ العرب ج2 ص 671 .

......منقول ...

..............مع تحيات العتيق .