نداء الأمير الخطابي الى جمعية علماء سوس - بتاريخ 3/11/1960 م

*بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وتابعيه الى يوم الدين ، وبعد :
فهذا ... نداء موجه الى جمعية علماء سوس .. وجميع علماء المغرب في المدن والبوادي ...
بناء على ما برز أخيرا في بلادنا المصابة بالاحتلال من محاولات يقوم بها
أذناب الاستعمار ، تهدف الى القضاء على دين الأمة المغربية الحنيــف ، باسم مشروع أطلقوا عليه " التعليم القومي " ذلك المشروع الذي يــرمي
أولا وأخيرا الى تجريد الأمة المغربية الكريمة من دينها الذي يعتبر السلاح الوحيد لقيام كياننا كنبراس ينير لنا طريق السعادة في الدنيا والآخـــرة .
بناء على هذا ، رأينا من واجبنا كما هو الواجب على كل من لــــه أدنى شعور ، وأقل اهتمام بمصلحة أمته وبلاده، أن نؤيدكم فيما قمتــــم به مــن المقاومة والمعارضة لهذا المشروع اللعين .. فجزاكم الله خيرا ، وأمدكــم بروح من عنده ، وكان الله لكم عونا ونصيرا ، وسدد خطاكم في مكافحة الفساد ، ومناهضة أهل الأهواء ، المتنكرين لدينهم ولغتهم وبلادهم وأمتهم ونحــن نـــعلم أنكــــــم حينما قمتـــم بهذا العمـــل الجليل أصبحتم في نظــر المغرورين والموتورين " غرباء " كما قال عليه الصلاة والسلام : " بدأ هذا الدين غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء يوم القيامــة ، قيل : ومن الغرباء يارسول الله ؟ قال : الذين يحيون ما أماته الناس من سنتي " ان القوم كما تعلمون يريدون أن يميتوا هذه السنة ، ويحاولون بكل ما يستطيعون من قوة وحيلة أن يقبروا هذا الدين ولغته ، لا سيما ونحــن في زمن ينطبق عليه قولــه (ص) : ليأتين على الناس زمان تخلق فيــه سنتي وتتجدد فيه البدع ، فمن اتبع سنتي بقي وحيدا وصار غريبا ، ومن تبع البدع تبعه خمسون فأكثر ، وحذف المتعلق في الحديث الشريف يؤذن بالعموم ، فيحتمل أن يكون " خمسون " من الآحاد أو من المئين أو مـن
الآلاف .. وفق الحقيقة، لا ملام ولا لوم على هذه الجماعة التي رأينـــاها تصدت للقضاء على دين أمتنا ، فهم جهال بهذا الدين وقيمته ، ومن جهل شيئا عاداه .
على أن السبب الحقيقي في هذه الكـــوارث التي تناوبــت على بـــلادنا ، ومصدر البؤس والشقاء والفوضى التي انتشرت في طول البلاد وعرضها يرجع الى شئ واحد لا ثاني معه ، هو وجود جيش الاحتلال في بــلادنا
كعدو غاصب ظالم معتد أثيم . هذا العدو الضعيف المهزوم المخذول هو الذي يدفع مرضى القلوب والجهلة والفساق ، وعباد الشهوات والمناصب لتنفيذ هذه الخطة الجهنمية .
ونحن اذا حاربنا هذه الطغمة المسخرة للعدو، فمعناه أننا نحارب الأعراض
دون الجوهر ، مع أن الجوهر وهو وجود جيش الاحتــــلال في بلادنا هو أحق بالمحاربة وأولى بالقضاء عليه .معنى أنه يجب علينا قبل كل شئ أن نهتم كل الاهتمام بقضية تحرير البلاد من العــــــدو تحريرا كامــلا في كل مظهر من مظاهر الوجود الفرنسي في بلادنا .كلنا يعلم أن المحتلين لبلادنا عملوا دائما على تخريب أمتنا وبـــلادنا وديننا ، وهــم ان لم ينجحوا فيما مضى نجاحا يرضيهم فانهم الآن يعملون جهد المستطاع بواسطة عملائهم وصنائعهم لتنفيذ خطتهم المرسومة المبيتة ، الأمر الذي يحتم علينا القيــام لاحباط مسعى هؤلاء المأجورين .
علينا أن نتكتل ونتكاتف ونوحد خطتنا وكلمتنا لطرد العدو العاجــز ..واذا توصلنا الى طرده ونحن واصلون لا محالــــة ، فاننا بذلك نكون قــد أدينا واجبنا ، ونكون قد ساهمنا مساهمة فعــالة في استئصال جــذور الفساد ..
وتلك هي الأمنية الغالية التي يسعى الشعب المغربي الى تحقيقها .

أعانكم الله وقواكم والسلام

أخوكم عبد الكريم الخطابي ( القاهرة في 3/11/1960)

ملحق رقم ( مجموعة وثائق حسن البدوي )

............. مع تحيات العتيق

الأخ العتيق، ألف وألف شكر على المبادرة، فبمثل العمل هذا، تساهمون في أحياء الذاكرة التي يراد لها من طرف البعض، وعن قصد قتلها وتدجينها، وبالتالي فصلها عن تاريخ رجال أبطال أرادوا لهذا البلد أن يعيش فيه أبناؤه معززين مكرمين.. فالمزيد المزيد أخي من نشر لما تتوفرون عليه من ذخائروأعمال بطلنا محمد بن عبد الكريم الخطابي رحمه الله وأعزه... والمؤمل أن يبادر كل من يتوفر على شئ يوثق للرجل ، أن لا يبخل بتعميمه، والله لايضيع أجر من أحسن عملا، وأشاع في بني وطنه سبل المعرفة والتنوير.
تقدير الكبير.

بعد خالص الشكر وموفوره لأخينا العتيق على ما يبذله من جهده ووقته لإغناء هذا المنتدى بالنادر من الوثائق والنفيس من البحوث احب ان انبه الى أمر مهم. وهذا التنبيه ليس موجها الى الاخ العتيق فحسب بل الى الجميع بل والى نفسي قبل كل احد لأني سبق ان وقعت ضحية لما سأنبه اليه.
تنبيهي هو ان المواقع الالكترونية تزخر بالوثائق والرسائل والمستندات المزورة والمنحولة والمنسوبة لهذا الزعيم او ذاك او لهاته الشخصية او تلك:وهكذا نجد في الكثير من هذه المواقع رسائل منسوبة الى المجاهد عبد الكريم الخطابي او الى علال الفاسي او بلحسن الوزاني او عبد الخالق الطريس او جمال عبد الناصر...الخ نسبت الى هؤلاء زورا وبهتانا ولا علاقة لمن نسبت اليهم بها.وتزوير مثل هذه الوثائق رسائل كانت او استجوابات اوغيرها يهدف من يقف وراءه الى الاستشهاد بها على ان هذا الزعيم كان مؤيدا لهاته الفكرة او تلك مما يودون الترويج وكسب التأييد له..وانا نفسي سبق لي ان وقعت ضحية ذلك اذ عثرت على رسالتين منسوبتين للمجاهد عبد الكريم الخطابي بينهما تناقض تام في الهدف والمحتوى يستحيل ان يصدرا عن شخص واحد الا اذا كان منفصم الشخصية،ولا شك ان احداهما صحيحة والاخرى مزورة او انهما مزورتان معا.أما أن نفترض الصحة فيهما معا فذاك مستحيل.واذا كانت احداهما مزورة والاخرى صحيحة فأيهما الصحيحة وأيهما المزيفة؟.وما اريد ان اقوله هو انه اذا كان هنالك من يزور الاوراق النقدية او اختام المؤسسات العمومية وغيرها مثلا فهنالك من هو متخصص في اختلاق الوثائق او تزويرها لهدف ما. لذلك علينا ان نكون متيقظين وان ننقل بحذر وحيطة متسلحين بحس تاريخي ونقدي.
واذا عدنا الى هذه الوثيقة وتفحصناها جيدا نجد ان تاريخها يعود الى فترة الحكومة التي جاءت بعد حكومة عبد الله ابراهيم مباشرة.ثم ان هذه الوثيقة تشير الى ان هنالك مخططا ينوي القضاء على الدين الاسلامي اطلق عليه(( التعليم القومي)).اول الملاحظات هو ان كلمة ((القومي))لم تستعمل قط داخل المغرب لا من طرف نظام الحكم ولا من طرف الحركة الوطنية وانما استعمل وما زال مرادفها ((الوطني)) اذن المقصود (( التعليم الوطني ))وهذا لم يكن مخططا كما يظن البعض بل كان مطلبا تقف وراءه الحركة الوطنية بجميع اجنحتها في تلك الفترة.كان المطلب آنذاك هو اقامة مدرسة وطنية تقوم على ثلات ركائز اساسية هي الوحدة والتعريب والمغربة ولن نتحدث عن موقف الفرانكفونيين فهم كانوا ضد تلك الركائز بأجمعها وخصوصا التعريب والمغربة،وانما سنتحدث عن موقف الوطنيين الصادقين وهم بدورهم لم يكونوا موحدين كما سنرى.ماذا حدث اذن؟كان المطلب هو اقامة تعليم وطني موحد في اطار مدرسة عصرية وهذا هو المطلب الذي اثار الزوبعة اذ أن تحقيق ذلك يتطلب ادماج التعليم الاصيل والمعاهد الدينية في التعليم العصري ،وهو ما لم يتقبله الجناح التقليدي من الوطنيين من علماء القرووين وغيرهم ورأووا فيه ضربا للهوية المغربية الاسلامية ولكي يضخموا الامور ادعوا انه مؤامرة للقضاء على الدين الاسلامي.ما نريد ان نصل اليه هو ان هذا الصراع لم يكن بين الوطنيين ونظام الحكم بل بين الجناح الحداثي والجناح التقليدي من الوطنيين.ونظام الحكم لم يتدخل مطلقا في هذا الصراع وربما كان يسخر منهما معالأنه في نهاية الأمر لم يطبق أيا من المطلبين.لذلك فان موقف المجاهد عبد الكريم الخطابي كان مبنيا على حقائق مغلوطة فلا شك ان من اطلعه على هذا الامر تعمد ألا يطلعه على تفاصيله وملابساته.فلم يكن هنالك مخطط في تلك الفترة وانما مطلب تقف وراءه الحركة الوطنية التقدمية وهذا المطلب ظل قائما الى الفترة التي تقلد فيها عزالدين أمور التعليم فكان ما نعرفه جميعا .اما مخططات نظام الحكم في ميدان التعليم فقد جاء دورها في منتصف الستيينيا ت مع تولي الدكتور بنهيمة وزارة التعليم وكان المجاهد قد انتقل الى رحمة الله آنذاك.

كلمة شكر وتقدير في حق الأخ حنصالي لا تكفي،.. لكن ما العمل وقد عجز اللسان على الإتيان والنطق بأحسن منهما؟ غير طلب الأخ حنصالي على تقبلهما، مشفوعتين بالدعاء الصالح للأخ الكريم، على تأريخه المضبوط للأحداث والمواقف وقراءتها، فلا فض فوك ياأخي، ولا كل قلمك،ولا معجز لك عن المزيد، خاصة في هذا الملف الشائك، والسلام.
فاس : محمد رخيصي، المعروف بالمنتدى ، باسم: محمد الورياكلي. نسبة لقبيلته.

بدأت الخزائن النفيسة تفتح أبوابها، فلا يكاد متدخل يشفي غليلك ، حتى يأتيك آخر يفتح شهيتك لتنهل أكثر من خزائنه، ولذة المائدة هذه المرة من الأخ اليمني، وكأني بنفسي واقف، أمامه في الستينات ، تلك الوقفات التي كنت أقفها، أمام الأخ الملاقاة ، المعروف آنذاك باسم، المزكلدي بالقرويين بفاس، وما أدراك من أيام، أليس كذلك ألأخ اليمني،؟... شكرا لكم جميعا على الحوار، وكأني بهذا اليوم أحسن أيام هذا المنتدى.
تحياتي وتقديري.

* أشكركم أساتذتي جميعا على هذه الردود التي لا تخلوا من أهمية ، لأنها تصب جميعها في مسار واحد وهو تصحيح المفاهيم التي نقرأها أو نسمعها عن تلك المرحلة التاريخية التي تؤطر بداية الاستقلال ، أما عن المصدر الذي نقلت منه هذا النداء فهو :
جريدة التجديد ، عدد 7 فبراير 2010 م
فمغذرة ، وتحياتي ، وأخيرا فان ملاحظتك أخي الرامية الى تحري الصدق
والتوثيق مقبولة ان شاء الله ، والسلام .

............ مع تخيات العتيق

شكرا للجميع على هذا الحوار المفيد واحب ان اشير فقط الى ان المصالحة بين حزب الاستقلال والاتحاد الوطني تمت قبل ذلك التاريخ الذي اشار اليه الاخ اليماني وشكرا

شكرا على هذا الحوار المفيد