منتديات جبالة Montadayat Jbala
بلزاك Balzak 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضوا معنا
او التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا بلزاك Balzak 829894
ادارة المنتدي بلزاك Balzak 103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات جبالة Montadayat Jbala
بلزاك Balzak 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضوا معنا
او التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا بلزاك Balzak 829894
ادارة المنتدي بلزاك Balzak 103798
منتديات جبالة Montadayat Jbala
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بلزاك Balzak

اذهب الى الأسفل

بلزاك Balzak Empty بلزاك Balzak

مُساهمة من طرف talbi الخميس ديسمبر 24, 2009 4:20 pm

بلزاك Balzak
***
ولد أونوريه دي بلزاك يوم 20 مايو 1799م في مدينة تور الفرنسية، من أب هو برنار بليسا الذي غير اسمه، بمحض إرادته إلى بلزاك، وكان كاتب ضبط عدليا، على قدر من التنوير، وأمه آن شارلوت سالمبييه امرأة فظة جافة عرفت ببرود علاقتها مع أبنائها، ولهذه العائلة المتوسطة الحال، ولدت بعده بسنة 1800م شقيقته لور التي ستصبح أيضا أديبة رفيعة مثل أخيها، وإن لم تصب قدرا كبيرا من الشهرة .وفي سنة 1813م اضطر بلزاك لقطع دراسته بثانوية فاندوم مؤقتا نتيجة مصاعب عقلية، إلا انه استكملها بعد أن رجع لطوره 1816م وظهرت تباشير ملكته الأدبية مبكرا حيث بدأ في سن العشرين يكتب ـ مع أصدقاء ـ قصصا بأسماء مستعارة، كان من أبرزها تراجيديا لم يتمكن من نشرها هي "كرومويل" 1820م، وأخرى لم يستكمل مخطوطتها بعنوان "ستيني" وأتبعهما سنة 1822م بأعمال أكثر نضجا ولكنها لا تخلو من غثاثة مثل "وريثة بيراج" و"جان لويس" ثم "المئوية" و"كاهن الأردين" وعلى هذا النحو المتسارع تتالت أعماله بقوة وسرعة عجيبتين رغم حداثة سنه، فجاءت "الجنية الأخيرة" و"آنيت والمجرم" 1824م ثم "شفرة المستقيمين" وأعمال أخرى كثيرة، وهو ما فتح أمامه أفق علاقة غير متكافئة مع بعض السيدات
المتأدبات اللواني يزين مجالسهن به و التي أصبحت حديث العامة والخاصة، أما هو فيعتبرهن حبيبات له ويكتب في سبيلهن الغزل، مثلما كانت بداية علاقته بالسيدة بيرني، التي دفعته الى المزيد من الكتابة، مع التركيز على القصص خاصة لأنها تصادف هوى في نفسها، وكانت القصص والرواية وقتها في موقع أدنى من الشعر وحتى النقد، إلا عند السيدات، ولغزارة إنتاجه أصبح أدباء عصره يتوسمون فيه أحد أمرين: أما أنه رجل مجنون فعلا يركب رأسه الشيطان، وإما أن روحا أدبية عبقرية تتقمصه وتسمح له بهذه الغزارة في الإنتاج، وقد أثبتت الأيام أن الأمور كانت تؤكد هذا الاحتمال الأخير بامتياز.
نشر ومطابع

ومع حلول 1826م أصبح بلزاك ناشرا وصاحب مطابع إلا أن هذه الصفة التي ينعم بها أي مؤلف مكثر يطمح للانتشار، لم تدم طويلا حيث اضطرته لم يلجم قلمه بل ظلت كتبه ودراساته تصدر تباعا فنشر 1829م "الثوار الملكيون" وعمله "فيزيولوجيا الزواج" وشارك في كتابة مسلسلات نشرتها الصحف السياسية، ثم "مواجد في العراء" 1830م وهي نفس السنة التي نشر فيها "منزل القط المداهن" و"إكسير الخلود" في حين لم تأت السنة التالية إلا لتزيد ظاهرة التدفق الخلاق لأدب بلزاك إذ ظهرت فيها أيضا أعمال كثيرة منها "إهاب الحزن" و"العمل الخالد المجهول" ثم "روايات وقصص".
ومع مطلع 1832م ظهرت المجموعة الأولى من سلسلة "قصص فكاهة" وأتبعها بالجزء الثاني 1833م ثم برائعته "أوجيني جراندي" التي بلغ بها أوج شهرته وهذا ما سمح له بنشر أعمال أخرى وقد تحسنت أحواله المادية بالتالي، وهنا تعلق عاطفيا 1834م بالسيدة هانسكا، فنشر "تاريخ الثلاث عشر" و"البحث عن المطلق" ثم "الأب جوريو" و"ميلموث المتصالح" 1835م، وفي هذه الأثناء رأس تحرير مجلة "وقائع باريس" فعاودته المصاعب المالية والضوائق والديون، وزادت الأمور سوءا بعد موت ممولته السيدة دي برني، وقد اضطرته هذه الأوضاع مجتمعة إلى أن ينشر روايته المميزة "العانس" مسلسلة في "لابريس" ابتداء من 23/10/1836م بدلا من إصدارها في كتاب كما جرت عادته أو لنقل هوسه في النشر.
أما سنة 1837م فد شهدت ظهور عملين من أميز أعمال بلزاك هما "أوهام ضائعة" و"جمبارا" وأتبعهما بأعمال أخرى لا تقل أهمية مثل "المستخدمون" و"أبهة وبؤس البغايا" 1838م، ثم "بياكتريس" و"خوري القرية" و"أسرار الأميرة دي كادنيان" وكلها سنة 1839م، وحين عاد 1840م للنشر رئيس تحرير "للمجلة الباريسية" وعاود سياساته الإدارية الرعناء، انهالت عليه من جديد الضوائق المالية والديون واضطر للإقامة في باسي بعيدا عن باريس وهمومها المالية، وهو ما سمح له بالتفرغ لآخر عام 1840م فنشر "الأمير البوهيمي" مسلسلة في الصحافة. ه من أن كل سنة لابد لها من روايات ومجموعة كتب حتى في أحلك الظروف نشر "المعلمة الموهومة" 1841م، ثم "مذكرات الزوجتين الشابتين" 1842م و"قضية غامضة" 1843م، و"بداية في الحياة" 1844م، ثم "الكوميديا البشرية" وهي أشهر أعماله، كما نشر في نفس السنة دراسات تاريخية من أبرزها "حول التاريخ المعاصر" ودراسة أخرى عن حياة "كاترين دي مديشي" المنتمية الى عائلة مديشي الشهيرة في عصر النهضة الإيطالية، وابتداء من 1845م أصبحت عشيقته البولونية السيدة هانسكا تمارس تأثيرا متعاظما في حياته وتأخذه بمعيتها في أسفار طويلة، وإن لم يمنعه ذلك من إصدار كتب بين الفينة والأخرى، أو من مناوشة بعض الكتاب بمقالات يدافع بها عن أعماله كما حدث 1846م حين دافع عنها وعن عدم تعارضها مع الأخلاق العامة في "رسالة إلى هبوليت كاستيل" أو حين نشر "الكوميديون دون أن يشعروا" مسلسلة أيضا 1846م.
وابتداء من 1847م أصبح معظم إقامته مع السيدة هانسكا بأوكرانيا، وقد تزوجها أخيرا 14 مارس 1850م، أي قيل وفاته بفترة يسيرة، بعد أن ظلت كالشبح يطاردها كل هذه السنين، وكانت المفاجأة حين مات أنوريه بلزاك يوم 18/8/1850م أن المهتمين بأدبه عثروا على كم هائل من المخطوطات لأعمال مكتملة أو ناقصة تعد بالعشرات لم يتسر له نشرها في حياته وهو الذي اعتاد أن يتحف قراءه كل عام بعدة مجلدات وهنا تكشف النقاب فعلا عن حقيقة هذا الكاتب، ومعينه الدافق، ورأسه الذي يركبه الشيطان.
حياة ملفتة كانت حياة بلزاك في حد ذاتها لغزا عجيبا، إذ كيف قدر له أن يكتب كل هذا الكم الذي يعد بالمئات من الكتب في حياة قصيرة جدا وغير مناسبة؟ ثم كيف استطاع المواؤمة بين الإسهاب والإجادة في بعض أعماله؟ لاشك أن هذا الأمر يكشف حقيقة هذا الرجل أو لنقل عبقريته، ، كما تدل على أن حياة المبدع وتجربته في الحياة هي التي تتحدث على لسانه، وتعبر عن نفسها من خلاله، أو إن شئنا الدقة، فإن بلزاك الذي تربى في كنف كاتب عدلي، كانت الأوراق والأقلام هي كل حياته، أو لنقل إنها كانت أسلحته لمقارعة الزمن، لذا كان يكتب مدة 18 ساعة في اليوم، وكان يتحف المطبعة بمجلدات ككتبها في مدة أسبوع، كما أن طفولته المعذبة بعض الشيء أطلت بقرنيها في "الكوميديا البشرية" من خلال الصراع الذي لا يرحم بين الفلاحين والملاك، بين التجار والمستخدمين، وهي أمور كان يسمعها ـ حسب الكتاب ـ من والده الذي كان "ثوريا" على طريقة كتاب الضبط العدلي، وينبه سيبيرويو إلى أهمية استبطان الأسطورة في أعمال بلزاك، ويسعى لإيجاد نوع من الأبوة الأدبية بالتالي له على كبار المهتمين بالميثولوجيا في القرن العشرين مثل ديموزيل وليفي شتراوس.
تم صدر كتاب آخر متزامن مع السابق هو "بلزاك وهوس الكتابة" لنادين ساتيات (منشورات هاشيت) وفيه تتبع دقيق لحياة بلزاك يوما بيوم، مع توظيف ذكي لقدرات الكاتبة السردية، وتركيز خاص على ثنائية "الأدب والحب" من خلال مغامرة الأديب وراء النسيبة البولونية هانسكا، كما تعرض لعلاقته مع فيكتور هوجو بعناية خاصة، وتوكل لهذا الأخير الحكم على أدب بلزاك، في نعي ألقاه واقفا علي نعشه بطريقته الاحتفالية المعهودة في المآتم.
كما نشر روجيه بيريو كتابا بالمناسبة هو "حواء بلزاك" (منشورات ستوك)، ويقدم فيه مراسلات الأديب مع "الغريبة" وهو الاسم الذي كانت السيدة هانسكا تراسله به قبل وفاة زوجها، مع عرض نقدي وقراءة متبصرة في أسلوب بلزاك، ومحاولة تحليل وتعليل للمنظومة القيمية والنفسية التي كان يصدر عنها.
حدود النص البلزاكي

بلزاك Balzak Jpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1188371192090&ssbinary=true
عندما بدأ بلزاك الكتابة في الربع الأول من القرن 19 كانت الرواية والقصة الرائجة ينبغي أن تكون إحدى ثلاث: غرامية، أو قصة سوداء، أو فكاهة، فالأولى عادة تصور مغامرات غرامية لأبناء الطبقة الراقية، مع التركيز على المواعظ الأخلاقية، والمقابلة بين اللذة والفضيلة، والدأب على وعظ القارئات الشابات بأن سلامتهن تكمن في طاعة أمهاتهن والحذر من الغواية، مع استرسال في الأحلام والوهم، والقصة السوداء هي التي تعتمد على الحوادث الغريبة، الخارقة، والمخيفة، وتجري أحداثها عادة في الدهاليز والسراديب المظلمة، ولابد أن يكون في أبطالها عفاريت ومسوخ، وأرواح شريرة أو خيرة، ونفوس موتى تتقمص بعض الأبطال، أو تسكن في قلاع أو قصور مهجورة وتتميز بوحدة المكان الذي هو عادة قصر أو بيت مسحور أو مسكون بهذه الخوارق.
أما القصة الفكاهية أو الساخرة فتعالج عادة هموم الطبقتين الوسطى والدنيا وتقوم على أساس المفارقات والمواقف غير المرنة والحيل اللفظية، والعقد، وغيرها من سبل السخرية وفنون الإضحاك.
وهذه الأنواع الثلاث نجدها في الواقع تقتسم معظم إنتاج بلزاك، وإن كان استفاد في وقت مبكر من مقومات الرواية التاريخية كما أظهرها الأديب الاسكتلندي ولترسكوت الذي كان مدينا له مثل معاصريه بالكثير.
إلا أن الحدود بين هذه الأنواع الثلاثة الرائجة وقتها، لم تكن واضحة أحيانا في بعض أعمال بلزاك، فمثلا في قصة "وريثة بيراج" تعود بنا أحداث القصة إلى القرن 17م حيث نجد مغامرا ايطاليا "فارس أحلام" يتزوج الفرنسية لويزدي بيراج ليستولي على ثروتها، فهذه قصة غرامية أولا، إلا أنها بسرعة تتحول إلى قصة سوداء، تدور أحداثها في قصر مسحور، يحاول المغامر الشرير استغلال معرفته بأسرار كثيرة وغامضة، إلى حين ظهور نفس خيرة، تخلص الفتاة الضحية من زواج الإكراه المفروض عليها.
وهذا يصدق أيضا على قصة "كلوتيلد دي لويزنيان" حيث نجد الملك جانت هاربا من بلاده قبرص، ولاجئا بإقليم بروفنس الفرنسي، اثر صراعه مع قراصنة البندقية، وهنا يتآمر قرصان شرير لتسليمه إليهم، فيخف الفارس الكونت جاستون للدفاع عنه، لذا يقرر تزويجه بابنته الجميلة كلوتيلد، إلا أن هذه مغرمة بشاب وسيم، فترفض الزواج إلى حين تنكشف العقدة، وهي أن الكونت جاستون هو نفسه الشاب الوسيم، وهكذا تختلط القصة الغرامية مع القصة السوداء أيضا حسب معايير تلك الأيام.
وتمثل قصة "كاهن الأردين نموذجا" فاضحا لهذا الاختلاط في أجناس القصص، إذ نجد شابا يجهل أبويه، فيغرم بفتاة، ثم يرجح أنها أخته، وللتكفير عن هذه الخطيئة يتجه للتدين، وفجأة يعثر على أمه وتخبره أن تلك الفتاة ليست أخته، فيترك الدين ويعود للحب، وهنا تبدأ سلسلة من الأحداث العنيفة المقحمة "إذ يظهر فجأة عدو لهذا الشاب هو زعيم القراصنة آرجو" ويقع الاختطاف ثم ينتصر المحبان، ويعودان للحب، بعد هزيمة "آرجو" هذه الشخصية العنيفة التي استعارها بلزاك من الشاعر الإنجليزي بايرون.
وأخيرا سنضرب مثالا آخر هو رواية "الجنية الأخيرة"، وبطلها الرئيسي شاب يدعى "أبيل" يعاني من شغف شديد بصور الجنيات، ويستهلك وقتا كبيرا في تخيلها، فلما كبر فقد أبويه، ووقع في حب فتاة بائسة تدعي "كاترين" لأنها تشبه صورة إحدى الجنيات، وفجأة تغويه سيدة إنجليزية شقراء كانت شديدة الشبه بصورة لجنية يحتفظ بها، ولأنه ثرثار يخبرها بذلك، فتمسك الخيط من بدايته وتعلن له أنها هي تلك الجنية فعلا، وتتزوجه وفجأة يظهر المخلص خادم وسيم، يخبره بوفاة حبيبته كاترين، فيحزن، وعندما تهجره السيدة وقد ساء حاله، تنكشف العقدة يزيح له الخادم القناع عن وجهه فإذا به كاترين متنكرة، ويعودان للحب بعد انتهاء الكوابيس، وانتهاء دور الجنيات والأرواح الشريرة في الرواية.

بلزاك Balzak Jpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1188371192114&ssbinary=true
كانت بدايات بلزاك إذن مثل الكثير من معاصريه مليئة بالغثاثة والارتباك السردي، وكانت قصصه ورواياته تعاني الكثير من العيوب مثل ازدحام حشد غير معقول من الشخصيات الثانوية التي تصعب السيطرة على تنظيم أدوارها وأصواتها في حوارات قصة واحدة، من كاهن متحذلق لا ينطق إلا بالحكم والأمثال إلى خادمة جوفاء لا تعرف أن تمسك يسرا ولا يهدأ لها لسان، وغيرهم من شخوص يشكلون عبئا حقيقيا على الكثير من قصصه، وينخرون بنيتها من الداخل، وهو ما تنجم عنه قصة أورواية غثة، وحبكة مهزوزة غير متوازنة في نهاية التحليل.
وبفضل تجربته المكثفة والمتواصلة في الكتابة اهتدى بلزاك في أعماله المتأخرة إلى تجاوز الكثير من هذه النقائص السردية، وقدم روايات أطول وأكثر انسجاما وتماسك حبكة، وهنا رست عبقريته على تأسيس بدايات الرواية الحديثة مع رؤية واقعية هي التي سيشتهر بها لاحقا، وسيشيد بها سانت بوف ولامارتين وستاندال، وفي مرحلة لاحقة سيفتتن بها مارسيل بروست، وهي التي يعود لها الفضل في ترسيخ اسم بلزاك في تاريخ الأدب الروائي العالمي. وأهم ما يميز هذه الواقعية هو القدرة على التقاط مشاهد الحياة العادية، وتحويلها الى أيقونات متناسقة لرؤية موحدة للحياة، مع تركيز خاص على القضايا الأخلاقية العاصفة التي كانت تهز المجتمع الفرنسي المفجوع بإخفاقات الثورة التي تحولت من حلم للملايين، إلى وحش هائج يأكل أبنائه، رغم الشعارات البراقة التي حملتها في البدء، فكان بلزاك بذلك شاهدا على عصر التحولات بين أحلام القرن الثامن عشر وكوابيس التاسع عشر، ورومانسيته أيضا، وهي شهادة ثمينة سجلت أكثر من مرة، وأخيرا جمعها في سلسلة من أعماله، دائم بينها بطريقة عجيبة، ونشرها في مجلدات أسماها "الكوميديا البشرية" تيمنا بدانتي، وأيضا فضحا لعصر دراماتيكي انقشعت فيه هشاشة وزيف الطبقة البرجوازية وحلم فاوست الذي استبطنته، واتضح فيه أن دعاوى عصر الأنوار كانت غير مضمونة النتائج، وبالتعبير عن هذه النهاية، نهاية الحلم، كان بلزاك يقف على شرفة حلم آخر هو الحلم الرومانسي بكل تفاصيله ولا واقعيته وهنا المفارقة.
أما من حيث آليات السرد فإن القصص والروايات الأخيرة من أعمال بلزاك وأيضا "أوجين جراندة" تتوافر فيها حبكة متماسكة مع ميل إلى المنطق أحيانا، إلا أن ابتداعه لآلية "عودة البطل" أدت به إلى تعامل أكثر مرونة وتسامحا مع زمن السرد، ومع تراكم تجربته المكثفة أصبح من اليسير أن نلحظ لديه معظم بذور الرواية الحديثة، كما أن تجربته في كتابة "القصص السوداء" جعلت بعض قرائه يرون في بعض أعماله بداية تأسيس فعلي للرواية البوليسية التي ستزدهر بعده بزمن طويل.
والحقيقة أن تضيف أدب بلزاك الروائي يحوي في حد ذاته أكثر من مخاطرة، فنظرا لكثرة وتنوع ما كتب من قصص نجد البعض يصفه كأب للواقعية، أو للرواية البوليسية، أو للرواية الجديدة، وغيرها ولعل السبب في ذلك أيضا أن المصنفين ينطلق كل منهم من جزء من أعماله دون جزء آخر، وهي أعمال غير متناسقة مع بعضها البعض، إن لم نقل إنها غير متكاملة وغير كاملة بطبيعة الحال شأن أي عمل أدبي.

talbi
عضو جديد
عضو جديد

عدد المساهمات : 16
درجة التقدير : 0
تاريخ الميلاد : 14/11/1963
تاريخ التسجيل : 22/12/2009
العمر : 60

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى